لاعندي كلام أقوله‏,‏ ولاعندك استعداد لان تقرأ عن معضلة فلسطين وفزورة طالبان‏.‏ فكل وسائل الاعلام قد ملأت عينيك وأذنيك وأوجعت دماغك وأعطت الدنيا لونا أسود هو لون الظلم ولونا احمر هو لون الدم‏..‏ اما لون المستقبل الاخضر فصار باهتا‏,‏ لاننا لم نعد قادرين علي فعل شيء‏..‏ فألامريكان احتكروا الكلام والسلام‏.‏
مثلا‏:‏ امريكا تستخدم كل انواع الاسلحة الجديدة في جبال وكهوف افغانستان‏.‏ ولكن لانعرف كم عدد الذين ماتوا والذين سوف يعيشون بعاهات الاشعاع والغازات السامة وميكروبات الامراض الجديدة‏.‏ ويهددون بمعارك جديدة في بلاد عربية اخري‏..‏
اما فلسطين فهي معضلة هذا القرن كما كانت في القرن الماضي‏.‏ فياسر عرفات الزعيم الوطني جعلوه بن لادن‏.‏ والشعب الفلسطيني هم الطالبان‏..‏ واذا افلح عرفات في اسكات الفصائل الفلسطينية ولو ساعات كما حدث اخيرا قالوا‏:‏ اذن كان في استطاعته أن يفعل ذلك من قبل‏..‏ واذا لم يستطع قالوا‏:‏ انه ضعيف ولابد من البحث عن رجل اخر؟‏!‏
وقد حذرهم الرئيس مبارك كثيرا من خطورة التضحية بعرفات فليس اقوي ولا اكثر منه اعتدالا ولا اقدر علي اتخاذ القرار وان ازاحة عرفات هو فتح لابواب جهنم علي شعب فلسطين باشعال حرب اهلية وعلي الشعب الإسرائيلي مدنيين وعسكريين‏.‏ وحذرهم الرئيس مبارك من ان السلام هو الذي يحقق الامن‏..‏ وليس الامن هو المدخل الي السلام‏.‏ فاذا اتفقت إسرائيل وفلسطين علي الحل المرحلي فسوف يجيء الامن نتيجة لذلك‏..‏ اما القتل والاغتيال والتجريف والتجويع والترويع فيضيف الي الغضب مزيدا من العنف والقنابل البشرية الانتحارية ويؤجل التسوية الي عشرات السنين‏.‏
وما قاله الرئيس مبارك لكل وسائل الاعلام العربية والاجنبية هو بالضبط ما قاله للرئيس بوش ولشارون وللزعماء العرب‏..‏ وسوف تثبت الايام صدق ما رأي‏..‏
هل قلت لك شيئا؟ لا أنا قلت ولا انت قرأت‏.‏ وهذه هي الساقية اليومية التي ندوخ فيها معا بأمر الدولة العظمي الوحيدة وشعب الله المختار؟‏!‏(الأهرام المصرية)