لندن ـ من عامر سلطان‏:‏اعترفت الحكومة البريطانية بالمعاناة التي يكابدها المسلمون في بريطانيا منذ أحداث سبتمبر الماضي بالولايات المتحدة‏,‏ وأقرت بأهمية الاسهامات التي يقدمها المسلمون في المجتمع البريطاني‏.‏ وطالبت الجالية المسلمة بالتعاون لضمان اقرار روح التسامح والعدالة في البلاد‏.‏ ورد زعماء الجالية بالتعهد بالعمل علي اظهار الإسلام وزيادة اندماج المسلمين في كافة مناحي الحياة في بريطانيا‏.‏
وفي كلمة قصيرة خلال احتفال حزب العمال الحاكم بعيد الفطر‏,‏ أقر توني بلير رئيس الوزراء بأن المسلمبن في بريطانيا عاشوا فترة بالغة الصعوبة خلال الشهور الماضية‏,‏ في اشارة إلي الاعتداءات التي تعرضوا لها انتقاما للهجمات الإرهابية في نيويورك وواشنطن‏.‏ واضاف ان هناك قناعة بأن القرآن الكريم مليء بآيات تدعو إلي العدل والتسامح واحترام الآخرين‏.‏
وأكد بلير خلال الحفل الذي نظمه مجلس الشرق الأوسط في الحزب بمجلس العموم مساء أمس الأول‏,‏ أن المسلمين يؤدون دورا مهما ومؤثرا ومفيدا في المجتمع البريطاني‏.‏
ومن ناحيته طالب ديفيد بلانكت وزير الداخلية بالتعاون للقضاء علي ماوصفه بالخوف‏,‏ وتعهد بحماية دور العبادة‏.‏ وأشار إلي وجود خطر هائل في العالم مشيرا إلي ضرورة مكافحة الإرهاب‏.‏
وأكد بلانكت ـ علي غير العادة ـ أهمية قيام دولة فلسطينية لضمان الهدوء والاستقرار في الشرق الأوسط‏.‏
ودعا مختلف فئات المجتمع البريطاني بجميع اصولها العرقية إلي التعاون مع المؤسسات لترسيخ التعاون ونبذ عوامل الفرقة‏.‏
وفي المقابل طالب د‏.‏زكي بدوي عميد الكلية الإسلامية ورئيس مجلس الأئمة والمساجد ببريطانيا المسلمين بالاجتهاد لتقديم افضل صورة للإسلام وعدم ترك الساحة للنماذج التي تسيء لهذا الدين‏.‏ ودعا ـ في كلمته ـ إلي مخاطبة قادة للرأي العام البريطاني لشرح الإسلام‏.‏ وقال انه لايجب ان يلقي المسلمون باللوم علي غيرهم مضيفا ان حركة طالبان الافغانية قدمت صورة سيئة وجامدة عن الإسلام‏.‏
ولكنه حذر بشدة من خطورة الاعتداء علي الحريات بدعوي مكافحة الإرهاب‏.‏ وقال ان الوقوع في هذا الخطأ سيكون انتصارا للارهابيين والارهاب الذي وصفه بأنه ظاهرة عالمية تعاني منها جميع الأديان‏.‏
وناشد بدوي المسلمين بالتعامل مع بريطانيا علي أنها وطن لهم مشيرا إلي ان الإسلام ليس عربيا ولكنه دين عالمي وأشاد بتمتع المسلمين بالحريات رغم بعض المضايقات التي يتعرضون لها في بريطانيا‏.‏
من ناحية اخري طالب عزيز باشا‏,‏ الأمين العام لاتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلامية في المملكة المتحدة وايرلندا بسن قانون جديد منفصل عن قانون مكافحة الإرهاب الجديد‏,‏ لحماية المسلمين وضمان الحريات‏.‏ وقال انه لو كان الغرب ـ وبريطاينا ـ صادقا في الكلام عن عدم العداء للإسلام والمسلمين‏,‏ فانه لابد من ترجمة الكلام إلي أفعال واقعية تضمن الأمن للمسلمين‏.‏
وقال انه كلما زاد احساس المسلمين بالأمن‏,‏ زاد ازعاجهم في المجتمع‏.‏(الأهرام المصرية)