كتب أحمد سماق وخالد المطيري وريم الميع : بدأت الكويت أمس تحركاً رسمياً لاسترداد مواطنها الأسير في أفغانستان محمد العنزي والذي أفيد بأنه موجود في القاعدة الأميركية في قندهار, وفيما أكد وزير الإعلام الشيخ أحمد الفهد أن الكويت ستعمل "بالطرق المتاحة على استرداد أبنائها الأسرى أو القتلى في أفغانستان"، وأنها تجري اتصالات "مع الدول الصــديقة والحليفة لضمان أمن" أبنائها هناك، أعلن وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، الذي التقى أمس وفداً من عائلة الأسير القاصر الذي قتل والده هادي العنزي في أفغانستان، أن وزارة الخارجية "باشرت في اجراء اتصالات مع اكثر من جهة" لهذا الغرض بينها "سفارة الكويت لدى باكستان واطراف من التحالف الدولي"، وستواصل هــذه الاتصالات في عطلة الأسبوع، آملاً في أن يعود محمد العنزي "اليوم قبل غد".
واعتبر الفهد أن "المقاتلين غير الأفغانيين الذين يقاتلون مع تنظيم القاعدة، ومنهم أميركيون وبريطانيون ومن دول شمال وشرق آسيا، ومن مختلف الجنسيات العربية (,,,) كانوا أكثر من دفع ثمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل", وأشار إلى أن الكويت ستعمل "بالطرق المتاحة على استرداد أبنائها الأسرى أو القتلى في أفغانستان" لافتاً إلى أن الوضع "شديد التعقيد في ظل استمرار العمليات العسكرية من جهة، وعدم انطلاق الشكل الجديد للحكم في كابول من جهة أخرى" متمنياً أن "تتضح سريعاً الآلية الإقليمية والدولية التي يمكن من خلالها المباشرة في عملية الاسترداد، وحتى ذلك الحين فإن اتصالاتنا مستمرة مع الدول الصديقة والحليفة لضمان أمن أبنائنا خصوصاً في المناطق التي لا تشهد عمليات عسكرية".
وعن مستقبل الكويتيين العائدين من أفغانستان كرر الفهد أن "الكويت دولة قانون وهي دولتهم قبل كل شيء، والقضاء هو الفيصل في هذه الأمور، وسيتم درس كل ملف وكل حالة على حدة، والحق سيأخذ مجراه بالنسبة إلى الجميع".
وعلمت "الرأي العام" ان عائلة هادي العنزي تلقت اتصالاً من مكتب رئيس الوزراء بالنيابة وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد ظهر امس، تم اخطارها فيه بالتوجه الى مكتب الجارالله للاجتماع معه, وفي الواحدة من بعد ظهر أمس عقد اجتماع في مكتب الوكيل حضره شقيقا الراحل عبدالله وفيحان وأحد ابناء عمومته.
وقال الجارالله في تصريح لـ "الرأي العام" ان وزارة الخارجية "باشرت في اجراء اتصالات مع اكثر من جهة" لبحث كيفية استرداد الأسير محمد العنزي, واوضح ان الاتصالات شملت يوم امس "سفارة الكويت في باكستان واطرافاً من التحالف الدولي".
وأشار الى انه تلقى "تعليمات" من الشيخ صباح الأحمد و"تكليفاً بالتحرك فوراً واجراء الاتصالات اللازمة", واضاف "الولد (محمد العنزي) قاصر، والشيخ صباح مهتم به شخصياً,,, نأمل ان يعود اليوم قبل غد", ولفت الى ان وزارة الخارجية "لن توقف اتصالاتها يومي الخميس (اليوم) والجمعة لمتابعة الموضوع حتى تثمر الجهود عودة محمد الى اهله ووطنه".
على صعيد متصل، افادت مصادر واسعة الاطلاع في اتصال هاتفي مع "الرأي العام" ان "ثمة معلومات مؤكدة بأن الأسير محمد العنزي محتجز في قاعدة اميركية في قندهار".
وأجرى عدد من اعضاء مجلس الأمة امس اتصالات هاتفية مع عائلة الفقيد هادي العنزي، عارضين طرح قضية ابنه الأسير على المجلس، الأمر الذي فضل ذوو الفقيد عدم اثارته حالياً "في انتظار ما تسفر عنه التحركات التي بدأتها وزارة الخارجية".
واعلن مقرر لجنة حقوق الانسان في مجلس الامة النائب وليد الطبطبائي ان لجنته تسلمت امس طلبا رسميا من اسرة هادي العنزي لمساعدتها على فك قيد ابنها.
وقال الطبطبائي في تصريح لـ "الرأي العام" امس "يجب ان نعمل جميعا كسلطتين تنفيذية وتشريعية على استرداد ابن الشهيد محمد", واوضح ان "لجنة حقوق الانسان ستبدأ اعتبارا من السبت بالتحرك من خلال الاتصال بجميع المنظمات الدولية وحض الحكومة الكويتية على الايعاز للسفير الكويتي لدى باكستان بالعمل على استرداد الاسير محمد واعادته الى بلده".
واعرب النائب محمد البصيري عن امله في ان تتحرك الحكومة وسفير الكويت لدى باكستان لتأمين عودة المواطنين الكويتيين من افغانستان ومحاولة التدخل للافراج عن الاسرى, وقال البصيري في تصريح لـ "الرأي العام" "يجب الا يتم تخويف اي مواطن كويتي من العودة الى بلده".
الى ذلك، نفى عبدالله العنزي شقيق الفقيد ما تردد عن ان جهاز أمن الدولة استجوب احد ابناء شقيقه الراحل, وقال رداً على سؤال "الرأي العام" إن "أياً من اجهزة الدولة لم يستجوب احد أبناء اخي"، مؤكداً في الوقت نفسه "أننا اشقاء المرحوم وأبناء مستعدون للتعاون مع اي جهة امنية والمثول امامها في اي وقت في ما يخدم مصلحة الكويت ومواطنيها".
وقال "نحن مستعدون لتقديم أي معلومات تطلبها الجهات الأمنية، خصوصاً ان على رأس جهاز أمن الدولة الشيخ مشعل الجراح الذي يشرفنا المثول أمامه لما عرف عنه من النزاهة والأمانة والحرص الخالص على أمن البلد والمواطنين".
واعرب العنزي، نيابة عن ذوي الفقيد، عن خالص الشكر والتقدير للشيخ صباح الأحمد على "اهتمامه وسعة صدره والتوجيهات السديدة التي اعطاها لمسؤولي الخارجية لمتابعة موضوع ولدنا محمد", كذلك اعرب شقيق الفقيد عن الشكر والعرفان لنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على اهتمامه وجميع اجهزة وزارة الداخلية في متابعة قضية الأسير محمد.(الرأي العام الكويتية)