موسكو - من سلام مسافر: اجرى مساعد وزير الخارجية الاميركي جون وولف امس، مشاورات في موسكو، مع رئيس دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الروسية يوري فيدوتوف تمحورت حول العراق, ووصف ناطق باسم السفارة الاميركية في العاصمة الروسية المشاورات التي تستمر ليومين، بانها "دورية وتستند الى قرارات الامم المتحدة ومنها القرار 1382"، الذي سمح بتمديد برنامج "النفط مقابل الغذاء" ستة اشهر تنتهي في 30 مايو عام 2002.
وذكرت مصادر ديبلوماسية مطلعة لــ "الراي العام"، ان المشاورات ستتطرق الى افاق رفع العقوبات عن العراق, ووفقا لهذه المصادر فان موسكو تقترح على واشنطن تثبيت "سقف زمني محدد" لعمل المفتشين الدوليين، الذين تعتقد موسكو ان العراق سيسمح بعودتهم في حال حصوله على "تعهدات اكيدة" تضمن البدء بتعليق العقوبات، في حال اخفق المفتشون في التدليل على وجود اسلحة الدمار الشامل,
وقال مصدر ديبلوماسي، ان الجانب الروسي يحض الاميركيين على تبني مبدأ عدم مطالبة العراق نفسه باثبات خلو اراضيه ومنشآته من اسلحة الدمار الشامل "لان ذلك امر شبه مستحيل، بل على المفتشين الدوليين اثبات نظافة العراق من الاسلحة المحظورة ومن دون القيام بعمليات استفزازية، مثل ما حصل في السنوات السابقة حين اصر فريق ريتشارد بتلر على دخول القصور الرئاسية وغيرها من المباني التي يعتبرها النظام العراقي مساً بكرامته",
ويعتقد المصدر ان موسكو ستكثف نشاط المبعوثين الروس الى بغداد وعدد من الدول العربية بهدف الضغط على النظام العراقي للقبول بعودة المفتشين "قبل فوات الاوان", فالكرملين - حسب المصدر - لايستبعد ان يكون العراق الهدف التالي للحملة الاميركية ضد الارهاب، وان بغداد نفسها تقدم الذرائع للاميركيين بضرب العراق برفض عودة المفتشين مما يضع بيد ادارة الرئيس جورج بوش ورقة رابحة "في مرحلة يصعب على الجميع الحد من اندفاع الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر وتهاوي طالبان والقاعدة امام ضرباتها ونجاح السيناريو الافغاني الذي يشجع الصقور في الادارة الاميركية على تكراره في العراق",
وتشير المصادر الى ان الخارجية الروسية التي اوفدت سفير المهمات الخاصة نيكولاي كورتوزوف الى بغداد وعمان والقاهرة اواخر الشهر الماضي، تشعر بالتفاؤل من امكانية التوصل الى تفاهم مع الاميركيين في شأن الوضع المحيط بالعراق من واقع الشراكة النوعية الجديدة بين موسكو وواشنطن, الا ان الديبلوماسية الروسية لاتضمن تجاوب بغداد مع الدعوات العربية الابتعاد عن الخطاب الاستفزازي وتفويت الفرصة على الاميركيين, وكان كارتوزوف بحث هذا الامر بالتحديد مع المسؤوليين الاردنيين والمصريين في نطاق مايصفه المصدر الذي تحدث الى "الرأي العام" حملة روسية ديبلوماسية مكثفة "لتوعية العراقيين عبر المصريين والاردنيين بان الضربة الاميركية فيما لو وقعت فانها ستكون اشد بأساً من سابقاتها وان واشنطن تستثمر الوضع الدولي الراهن للتخلص من جميع المدرجين في قائمة المنبوذين لديها",(الرأي العام الكويتية)