&
أكدت منظمة الصحة العالمية ان زيادة كبيرة في النفقات الصحية في الدول الإثر فقرا لا تتيح إنقاذ ملايين الأرواح فحسب بل أيضا تحقيق أرباح اقتصادية ضخمة.
وجاء في تقرير للمنظمة صادر عن لجنة "الاقتصاد الشامل والصحة" ان زيادة استثمارات الدول النامية في القطاع الصحي بواقع 66 مليار دولار في السنة (مقابل ستة مليارات حاليا) قد يحقق خلال فترة 2015-2020 مكاسب تقدر بـ360 مليار دولار، ما يمثل ستة أضعاف قيمة الاستثمار.
ونصف هذه المكاسب سيكون مباشرا، حيث سيطول عمر السكان الأكثر فقرا ويعيشون سنوات اكثر في صحة جيدة، ومن ثم يربحون المزيد من المال.
أما النصف الأخر من الأرباح، فسيكون نتيجة غير مباشرة لارتفاع إنتاجية هذه الشعوب، وفق ما أوضحت اللجنة التي شكلتها المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية غرو هارلم ترونتلاند قبل عامين لدرس دور الصحة في تنمية الاقتصاد العالمي.
واشارت اللجنة إلى انه في حين كان الاعتقاد السائد بان الصحة الجيدة هي نتيجة التنمية الاقتصادية، تبين على العكس ان التنمية هي التي تتوقف على الصحة الجيدة.
وقال رئيس اللجنة جيفري ساكس أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفرد ان "التقرير يثبت ان بعض الأمراض تتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات التي يمكن تجنبها في الدول الأكثر فقرا، وان الإجراءات التي ستتخذ استنادا إلى تقنيات متوافرة يمكن ان تنقذ ثمانية ملايين شخص في السنة".
وتابع التقرير ان الاستثمار في القطاع الصحي يمثل خيارا منطقيا على الصعيد الاقتصادي، خصوصا وان النفقات الحالية في هذا القطاع باهظة.
واعتبر التقرير ان "تشكيل تحالف دولي لمواجهة عدونا المشترك وهو المرض هو من الوسائل الأكثر فاعلية وثباتا للتوصل إلى استتباب أمن عالمي حقيقي".
وذكر ان نسبة الوفيات العالية بين الأطفال مثلت بين 1960 و1994 المؤشر الرئيسي لمخاطر حصول انقلابات وحروب أهلية وغيرها من الاضطرابات السياسية.