القاهرة:تسبب التباين الشديد في المواقف العربية خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية امس بالقاهرة في بقاء كل طرف على موقفه من حيث التعامل مع اسرائيل والتطورات الراهنة في الأراضي الفلسطينية.
وعلمت "الشرق الأوسط" انه تم الاتفاق ضمنياًعلى تقسيم الأدوار بأن تبقى الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، وهي مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، على اتصال مع تل أبيب في الحدود التي تخدم المطالب الفلسطينية مع التهديد بقطع هذه الاتصالات حال استمرار حكومة شارون في مقاطعة السلطة الفلسطينية.
وتقوم الدول الأخرى المطالبة بقطع الاتصالات مع اسرائيل، وهي سورية ولبنان والعراق، بالاستمرار في رفض هذه الاتصالات، والمطالبة بقطعها من قبل مصر والأردن.
كما تم الاتفاق على تدعيم السلطة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات كمفاوض باسم الشعب الفلسطيني، والتهديد بقطع الاتصالات مع أي دولة في العالم تتراجع عن الاعتراف بالرئيس عرفات كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
الى ذلك أدى الخلاف السوري ـ الفلسطيني الشديد حول التعامل مع اسرائيل الى تأخر الاجتماعات الى ساعة متأخرة من مساء امس والغاء الجلسة العلنية التي كان مقرراً عقدها في الرابعة والنصف وكانت مخصصة لالقاء الوفود كلماتها الرسمية.
واستمرت الاجتماعات قرابة الخمس ساعات من دون انقطاع تخللها غداء عمل اقامه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للوزراء بسبب اصرار السوريين على ضرورة تراجع عرفات عما جاء في خطابه بعيد الفطر وقراره وقف الانتفاضة إلا ان الوفد الفلسطيني رد بأن من حق كل قيادة او حكومة اتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات للحفاظ على شعبها وهويته، وان ذلك حق خالص للرئيس عرفات، خاصة في ظل غياب الدعم من أي طرف عربي.
وكان مشروع البيان الختامي الذي قدمته سورية الى الاجتماع والمطالبة بقطع كل الاتصالات محل خلاف شديد أمام البيان الختامي الذي قدمته الجامعة وجرى النقاش عليه. وكان موسى قد دعا الوزراء العرب الى وقف تام لجميع الاتصالات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون باعتباره ليس رجل سلام او يوثق فيه في عملية السلام. ودعا الوزراء في نفس الوقت الى التعبير عن الموقف الثابت في أهمية التفاوض مع عرفات وحكومته اذا كان لاسرائيل ان تتجه نحو الحل السياسي.(الشرق الأوسط اللندنية)