أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد اليوم في القاهرة سيتخذ موقفاً واضحاً من محاولات إسرائيل فرض السلام علي طريقتها. لكنه استبعد، في شكل غير مباشر، وقف الدول العربية اتصالاتها مع إسرائيل، وقال: هذا الأمر متروك لما تراه الدول واجباً في ظل هذه الظروف المتدهورة .
تصريحات موسي لخصت البيان الختامي الذي لن يتطرق الي وقف الاتصال مع إسرائيل، وسيخلو من أي فعل غير الشجب والتنديد والترحيب، لكنه سيحذر شارون من مغبة التمادي في العدوان، وخطورة دفع العرب إلي اليأس ، ويؤكد الوقوف مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان والهمجية الإسرائيلية، ودعمه السلطة الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويرحب بالتنسيق بين الدول العربية للتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية الي فرض سياسة الأمر الواقع والتطاول علي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والأمة العربية.
إن ترك موضوع الاتصالات مع إسرائيل لتقدير الدول دليل علي غياب العمل الجماعي، وإضعاف لدور الجامعة العربية وقراراتها، وتقليل من أهمية هذه الخطوة التي استخدمتها واشنطن ضد السلطة الفلسطينية، وأبلغت عدداً من الدول الأوروبية ضرورة عزل عرفات وعدم التعامل معه إذا لم ينفذ ما يجب عليه تنفيذه .
وكان متوقعاً من الدول العربية التي لها علاقات ديبلوماسية أو تجارية مع إسرائيل أن تتخذ الخطوة ذاتها وتعلن وقف كل أشكال الاتصالات مع إسرائيل حتي تلتزم وقف الاغتيالات والحرب علي المدنيين في المناطق الفلسطينية، وتعود إلي الحوار مع السلطة الفلسطينية.
إن وقف كل الاتصالات مع إسرائيل هو القرار الوحيد الذي يمكن للعرب اتخاذه في مواجهة الحرب الإسرائيلية علي الشعب الفلسطيني، والتخلي عنه يعني فشل هذا الاجتماع، فالدول العربية لا تستطيع أن تلزم إسرائيل بالعودة إلي السلام، وغير قادرة علي ممارسة الضغوط علي واشنطن، وليس أمامها إلا ممارسة أضعف الإيمان والتوقف عن استمرار الاتصالات مع إسرائيل وتسويغ إرهابها ضد الفلسطينيين.(الحياة اللندنية)