&
طاهري
ايلاف-& نشر الصحفي المعروف&امير طاهري اخيرا مقالة في صحيفة "وول ستريت جورنال" عنونها "كشف النقاب عن الجزيرة.. محطة التلفزة التي جلبت اسامة بن لادن الى غرفة معيشتكم ليست زهرة الديمقراطية".. مقالة لاقت صدى واسعا في العالمين العربي والغربي، بعض ايدها وبعض خشى من تأييدها وبعض منعته انتماءاته من تقبلها. صحفي وكاتب قدير مكنته ثقافته الواسعة ومدرسة الصحافة الحرة التي
ينتمي اليها من الكتابة بقلم حر بعيدا عن الضغوط والتعتيم الذي يلف بالاعلام العربي.
وفي حوار مع "ايلاف" حول "انتقاده" للجزيرة و"الانتقادات" التي لاقاها، قال الكاتب الايراني: "تلقيت العديد من الرسائل الالكترونية معظمها ايد ما كتبت". أما عن النقاد فقال: يرى النقاد أن الجزيرة ما زالت افضل من المحطات التلفزيونية العربية الاخرى التي تديرها الحكومات وانا لا اوافقهم الرأي في ذلك. ذلك ان محطات التلفزة الرسمية هي معروفة بتبعيتها لحكوماتها في حين تدعي الجزيرة بانها شيء اخر.. تدعي بانها محطة جماعية وديمقراطية وهي ليست كذلك".
عن عبارة"الشارع العربي" يقول: "عبارة ملفقة من نسج الخيال. فالعرب جاؤوا من الشوارع منذ سنوات بعيدة. وهناك اليوم العديد من وجهات النظر المختلفة في الدول لعربية تتراوح من الليبرالية الحديثة حتى الاسلامية الفاشية.. المشكلة هي ان هذا التنوع ليس معكوسا في اي مكان. محطة الجزيرة تشجع الاسلاميين الفاشيين فيما تشجع محطات التلفزة الرسمية هؤلاء الذين يتحدثون بألسنة متشعبة".
ويمضي قائلا: "تحاول الجزيرة تحويل القضايا السياسية الى قضايا دينية وهو امر خاطيء وخطير. كذلك عندما يتعلق الامر بقضايا لاهوتية في حد ذاتها، تعكس الجزيرة وجهة نظر شيخ مصري واحد من الدوحة (الشيخ قرضاوي) مع ان ثمة اراء عديدة حول كل موضوع يطرح في العالم المسلم".
ويؤكد طاهري لـ"ايلاف" على ان "ثمة مواضيع عديدة لا يمكن لعلماء الدين التقليديين معالجتها وانما يجب ان تطرح ليناقشها علماء وفلاسفة، رجال اقتصاد وعلماء اجتماع وغيرهم.. اشخاص مماثون نادرا ما تستضيفهم الجزيرة".
وعن الانطباع الذي يخلق نتيجة لذلك يقول: "المحطة هذه تظهر ان العرب ليس لديهم سوى امثال بن لادن المتعصبين والرجعيين من رجال الدين وهو، بالطبع، امر خاطئ. هناك عدد كبير من المثقفين العرب الذين يمكنهم معالجة القضايا المعاصرة، معظمهم يقوم بذلك خارج بلاده وضمن منظمات دولية".
ويضيف: "وحدها المؤسسات الاعلامية الخاصة التي تعتمد على جمهورها كمورد لدخلها يمكنها حقا ان تكون مستقلة. العرب والايرانيون في هذه المسألة هم بحاجة الى محطات تلفزة خاصة مستقلة ومحترفة".
وعن اتهام البعض له يتقاضي المال عما يكتب قال: "طبعا انا اتقاضى اجرا عما اكتب كما حال كل صحفي محترف".
ويتابع: "المناقشة برمتها هي حول عكس التنويع لا خلق الانطباع بأن رجال العصابات من امثال اسامة بن لادن هم الممثلين الحقيقيين للعرب في القرن الواحد والعشرين او ان "ملالي" طهران يمثلون الشعب الايراني او ان لطالبان قاعدة شعبية عريضة في افغانستان او ان لجماعة الترابي في السودان تمثل معظم الشعب هناك... النقاشات التلفزيونية تعني السماح لوجهات النظر المختلفة بالمواجهة في جو من الحرية والمساواة. وهذا ليس هو الحال في الجزيرة التي افترضت ان المشاهدين العرب يفضلون وجهات النظر الاسلامية الفاشية"
وختم بالقول: "اذا قامت المحطة باجراء دراسة ميدانية لسوق الطلب لوجدت ان ليس هذا هو المطلوب. فالاسلامية الفاشية الى تراجع في العالم العربي كما هو الحال في ايران وافغانستان واندونيسيا".
الامير طاهري : مواليد الأهـواز بإيــران. تلقى تعليمه في بريطانيــا. عمـل رئيسـاً لتحريـر "كيهان"، أكبر الصحف الإيرانية، في الفترة 1972- 1979.& كاتب في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية، له عمـوده الأسبوعي منذ عام 1987 وكتب فيها محللاً سياسيـاً منذ 1991.& كتب لجريـدة "صنداي تايمز" اللندنية مابين (1984-1997)، كذلك لمجلة "المجلة" مابين (1981-1984) وعمـل رئيسـاً لتحريـر الصحيفة الفرنسية الأسبوعية "جــون أفريــك" مابين (1985-1987) ونُشـر له من الكتب تسعة، كما كتب لعدة صحف دولية كـ"واشنطن بوست "و"لندن تايمز" و"لوس أنجليس تايمز" و"ديلي تلغراف" و"انترناشنال هيرالد تريبيون". كذلك صحيفة "وول ستريت جورنال". وهو كاتب مشارك في مجلة "بوليتيك انترناسيونال" الفرنسية وفي مجلة "فوكاس" الألمانية. ثم عمل كاتبـاً محرراً في "داي ويلت" مابين 1989- 1995.&