&
إيلاف- ضحى خالد: قال مصدر رسمي إسرائيلي إنه لن يكون بامكان الرئيس عرفات مغادرة رام الله إلى بيت لحم للمشاركة باحتفالات عيد الميلاد، التي اعتاد المشاركة فيها سنوياً، طالما أنه لا يعتقل المطلوبين، بما فيهم قاتلي وزير السياحة رحبعام زئيفي، وكذا اعتقال رئيس الجبهة الشعبية.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة رعنان غينيس لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن على عرفات أن ينفذ المهام التي أخذها على عاتقه، وتقدر أطراف في السلطة الفلسطينية أن عرفات لن يطلب الخروج من رام الله لأداء الصلاة في بيت لحم.
وقال المصدر الإسرائيلي ذاته إن "من لا يعمل في الأيام العادية يتعين عليه العمل في أيام العيد، يتوجب على عرفات أن يبذل الجهود من أجل اعتقال المطلوبين، بما فيهم قاتلي الوزير زئيفي، المتواجدين في منطقة رام الله" على حد تعبيره.
غير أن وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز، قال إن منع عرفات من مغادرة رام الله لأداء صلاة عيد الميلاد سيلحق ضرراً سياسياً هائلاً بإسرائيل، وتسائل بيريز مستنكراً هذا القرار المزمع بقوله: "هل سيوقف الجيش الإسرائيلي عرفات على حاجز عسكري مثلاً ؟".
من جهة أخرى فقد قال مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ينوي القيام بزيارته السنوية لبيت لحم عشية عيد الميلاد لكن لم يتضح بعد ما اذا ان كانت اسرائيل ستسمح له بدخول البلدة.
وأكد نبيل ابو ردينة احد كبار مساعدي عرفات ان الرئيس الفلسطيني سيسافر الى بيت لحم عشية عيد الميلاد ليشهد الحشد السنوي الذي يحضره منذ عام 1995 عندما عادت البلدة التي شهدت مولد المسيح للحكم الفلسطيني.
الا أن رعنان جيسين المتحدث باسم ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل قال ان عرفات يحتاج لموافقة اسرائيل على السفر من رام الله لبيت لحم عبر مناطق خاضعة لسيطرة اسرائيل، واضاف جيسين ان مثل هذا الطلب "سيبحث وسيرد عليه"
وقال جيسين ان بعض الوزراء في الحكومة الاسرائيلية يعتقدون انه لا يزال امام عرفات "الكثير من العمل وانه يجب ان يكون مشغولا للغاية (باعتقال المقاومين)."
وقال ياسر عبد ربه وزير الاعلام الفلسطيني انه ليس واثقا بعد من الطريقة التي سيسافر بها عرفات الى بيت لحم.
وكان الرئيس الفلسطيني يستخدم غالبا طائرة هليكوبتر اردنية منذ اندلاع الانتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وعرفات محاصر فعليا في مقره بالضفة الغربية في مدينة رام الله منذ عدة اسابيع منذ ان قام الجيش الاسرائيلي بنشر دباباته بالقرب من مقره وقصف طائرات الهليكوبتر الخاصة به في غزة بعد سلسلة من الهجمات الانتحارية داخل اسرائيل.
وحسب ما أوردته "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي فإن "المسألة تتعلق برغبتنا القاضية باستمرار اتخاذ خطوات توضح له الثمن الذي يترتب عليه دفعه في حال عدم استجابته لمطالب إسرائيل. واضح أننا لو منعنا منه مغادرة رام الله, سيكون للأمر انعكاسات على الساحة الدولية، على كل حال، فإن قرار السماح أو عدم السماح له بالخروج ليس عسكرياً، بل قرار سياسي في جوهره".