غزة - ينتقد فلسطينيو غزة الذين ملوا من الاجتماعات العربية التي لا تنتهي ولا يساورهم اي اوهام في تحرك دولي، بمرارة موقف الدول العربية "المخجل" مؤكدين انه لم يعد لهم سوى الله يعتمدون عليه. وفي شوارع مخيم الشاطىء، قرب غزة، الغارق في الوحل حيث يعيش 70 الف شخص عزز اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الخميس، الذي لم يخرج سوى بدعم موقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات دون اشارة الى الانتفاضة، الاحساس بالعزلة بين سكان المخيم.
&وقال برهوم شاهين (32 سنة -خياط ) "هذا خزي. اي زعماء هم؟ نحن نذبح كل يوم واقصى ما استطاعوا فعله هو ادانة الوضع". واضاف "انهم يدينون العمليات ضد الاسرائيليين اشد من ادانتهم عمليات ذبح الفلسطينيين" وقال ان القادة العرب "يتعطفون على عرفات بان يتعاملوا معه بينما المفروض ان يكونوا معه في خندق واحد". وتابع شاهين (اب لاربعة اطفال) "مستقبلي ومستقبل اولادي بين يدي الله. الفلسطينيون ليس لهم الا الله ليدافع عنهم".
ويشاطر باقي سكان المخيم، من لاجىء سنة 1948 اثر النكبة العربية، شاهين الاحساس ذاته بالمرارة. ويؤكد عماد علي (صاحب محل مجوهرات) ان "العرب واقعين تحت سطوة اميركا وهي تعاملهم مثل الاطفال وتمسك لهم عصا وعندما يفتحون افواههم تضربهم على اصابعهم ليسكتوا لذلك فهم لا يتفقون الا على ما يرضي اميركا".
&واضاف "كفى كلاما. يجب ان يتحركوا ويقطعوا العلاقات ويقاطعوا اميركا واسرائيل اقتصاديا". وقال عابد طافش الذي كان واقفا امام محله للادوات الكهربائية الخالي من الزبائن "انا عندي صفر بالمئة من الامل في العرب. حتى في حال اتخذوا قرارا فانهم لن ينفذوه". واعرب عن اسفه لضعف الدعم الشعبي العربي بعد المظاهرات الكبيرة مع بداية الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000. واوضح ان "الشعوب العربية مقهورة يقمعها زعماؤها مثل ما يقمعنا الاسرائيليون".
&اما محمد الحلبي (13 سنة) الذي غادر المدرسة للعمل في محل كهرباء لمساعدة والديه على اعالة اخوته الاحدى عشر فقال ان "على هؤلاء الزعماء ان يأتوا للدفاع عنا هنا بدل مطالبة حماس بوقف العمليات" الانتحارية ضد اسرائيل. اما ام جابر والدة الشهيد جابر المسحال الذي قتل في 27 تشرين الاول/اكتوبر 2000 في مواجهة مع الجنود الاسرائيليين في معبر اريتز فقالت "انا ضحيت باعز ما املك بينما الزعماء العرب لم يفعلوا شيئا ضد اسرائيل". واكد عابد طافش بالرغم من كل ذلك انه سيظل "يعلم اولاده القومية العربية على امل ان يكون جيلهم موحدا على قدر ما تفرقنا".