استبعدت كندا المشاركة في اي هجوم مستقبلي تقوده الولايات المتحدة ضد النظام العراقي، ما لم يكن هناك دليل مباشر على وجود صلة بين بغداد واسامة بن لادن.
وساهمت اوتاوا بسفن وطائرات وجنود في الحملة التي قادتها الولايات المتحدة في افغانستان، لكن رئيس الوزراء جان كريتيان، قال ان رفض صدام حسين السماح بعودة مفتشي الامم المتحدة، الذي يعتقد البعض انه قد يؤدي الى هجوم من جانب الولايات المتحدة، هو امر مختلف تماما, وصرح كريتيان لتلفزيون "سي,تي,في"، ان القوات الكندية انضمت الى التحالف الدولي المناهض لحركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة".
واستطرد: "اذا عرفنا غدا ان هناك دولة اخرى تخفي بن لادن فستكون المشكلة نفسها, وما لم تختلف الحكومة على الامر سنكون هناك, اما المشكلة مع العراق فمختلفة، لان بن لادن ليس هناك وايضا القاعدة على حد علمنا".
وصرح كريتيان انه ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك "متفقون في الرأي على ضرورة ان يكون هناك صلة مباشرة لان ما اتفق عليه هو مكافحة الارهاب", واضاف: "مسألة تطوير اسلحة الدمار الشامل مشكلة تناقش في الامم المتحدة وليست الغرض من التحالف".
كما حذرت كندا اول من امس، من عمل عسكري اميركي منفرد في العراق، وذكرت انه اذا هاجمت واشنطن صدام وحدها، فانها قد تلحق ضررا بالتحالف الدولي ضد الارهاب، الذي تشكل بحذر.
وقال وزير الخارجية جون مانلي لـ "رويترز"، ان لا ضمان لان تشارك القوات الكندية في اي تحرك ضد العراق.
وطلب مجلس النواب الاميركي من صدام اول من امس، السماح بعودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة، وحذر من ان استمرار رفضه يمثل تهديدا متناميا للولايات المتحدة.
وكان الرئيس جورج بوش، قال اخيرا ان صدام "سيعرف" عواقب عدم السماح باستئناف اعمال التفتيش، مما ادى الى توقعات بان واشنطن قد تشن هجوما ضد العراق قريبا.
غير ان مانلي اضاف ان كندا ترغب في ان ترى مبررا واضحا لشن هجوم، لان العمل العسكري سيضر بالتحالف الدولي المناهض للارهاب الذي التأم بعد هجمات 11 سبتمبر، ويضم بعض الدول العربية والاسلامية, وقال ان اي تحرك لا بد ان يكون مسموحا به بمقتضى القانون الدولي، مشيرا الى ان الهجمات ضد افغانستان شملها قرار من مجلس الامن.
وذكر مانلي في مقابلة اجريت معه بالتليفون من لندن "يضم التحالف بالطبع عددا من الدول العربية والاسلامية، وسيكون من المهم بالنسبة الينا ان نكون قادرين على تفسيره (التحرك) في سياق القانون الدولي", لكنه استطرد: "انني لا اقدم اي امل لصدام حسين هنا، واعتقد انه اوجد وضعا خطيرا للغاية، لكني اعتقد ان على الولايات المتحدة ان تتحرك بحرص ان قررت عمل شيء في هذا الخصوص".
وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الاربعاء الماضي، ان الهجوم الاميركي على العراق، سيفاقم التوترات في الشرق الاوسط فحسب.
لكن بريطانيا اقوى حليف للولايات المتحدة في حملتها العسكرية، لم تستبعد تأييد تحرك عسكري ضد دول غير افغانستان اذا كانت هناك ادلة مقنعة على تورطها في الارهاب.
وقال مانلي ان ليس هناك ما يضمن ان القوات الكندية ستشارك في حملة ضد العراق, واضاف: "من المؤكد ان مشاركتنا ونحن بالفعل قوة عسكرية في المنطقة لن تكون تلقائية, انها ستكون شيئا يتعين علينا ان نبحثه بحرص".
ورد مانلي على سؤال عما اذا كان يخشى من ان التحالف الدولي قد يبدأ في التفكك بعد هجوم اميركي محتمل: "اخشى ذلك, وذلك هو السبب لاعتقادي ان يجب على الولايات المتحدة ان تكون حذرة بشدة في هذا الخصوص".
وغادر مفتشو الاسلحة التابعون للامم المتحدة العراق في منتصف ديسمبر عام 1998 قبل قصف اميركي ـ بريطاني، لعدم تعاون بغداد مع خبراء الاسلحة, ولم يسمح العراق بعودتهم منذ ذلك الحين.
وقال مانلي: "لا شك في ان صدام حسين قاوم المفتشين,,, نحن مقتنعون في شدة انه قام ويقوم بتطوير اسلحة الدمار الشامل، وانه ليس قوة استقرار في المنطقة".
وفي الاسبوع الماضي، عارضت لجنة برلمانية فرنسية توسيع الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب لتشمل العراق واتهمت "متشددين" اميركيين بالرغبة في اتمام عمل لم ينته اثناء حرب الخليج عام 1991 حين تراجع جورج بوش الاب عن القضاء على صدام.(الرأي العام الكويتية)