&
باريس - طارق السعدي: زارت ايلاف الخميس الماضي المتحف الوطني للفنون الاسيوية بباريس حيث تعرض اجمل تحف المنطقة على المستوى العالمي. وكانت مناسبة لحضور التدشين الاولي لمعرض غيمي الافتراضي الاول من نوعه بفرنسا.
"مرة اخرى معرض افتراضي!" بهذه الكلمات بدا "جون فرانسوا جاريج" مدير المتحف الوطني للفنون الأسيوية (غيمي Guimet) بباريس في وصف تحفته الجديدة: وسيلة تقنية صغيرة للقيام بزيارة افتراضية لمجموعات فنية على النت من خلال الموقع.
وبالموقع يمكننا السفر طابقا بعد طابق ضمن روائع الفن الهندي وجنوب شرق آسيا والصين والباكستان والتيبت وغيرها. بنظرة واحدة نشاهد قاعة العروض باكملها بفضل تقنية عالية.
وبواسطة المكبر (الزوم) نرى كل تحفة فنية معروضة على حدة بتكبيرها أو تصغيرها لكن بدقة متناهية للغاية.
ويتشكل المعرض الافتراضي من خلال خمس مستويات موفرة 80 بانوراما دقيقة الانتاج والابداع الفنيين عبر لمسات مارك كارلسون مدير المشروع الذي استخدم تقنية عالية الجودة فيما يخص الصور لدرجة ان القلق يتملكك مباشرة بعد انتهاء العرض الافتراضي على الرغم من طوله.
وقال مارك كارلسون لايلاف بانه اشتغل على اكثر من4000 صورة لاغناء الزيارة الافتراضية وقد تطلب منه الانجاز 6أشهر لخلق هذه التحفة الافتراضية الرائعة.
ويشعر الزائر لمعرض كارلسون الافتراضي بقيامه بزيارة كاملة للمعرض ومن خلال ادق خصوصيات التحف المعروضة بفضل 15 ورقة تقنية (صوت وصورة& ونصا) تعريفية لأفضل التحف. كما يضم الموقع فصلا خاصا بالجانب التربوي والتثقيفي موجه للاطفال.
واكد القائمون على المشروع لايلاف بانهم يستعدون لاطلاق خدمات اضافية منها الترجمة الى الصينية واليابانية، كما ينوون نشر كل المعارض التي يقوم بها المتحف خارج اسواره ودائما بشكل افتراضي طبعا تعميما للفائدة. اضافة الى اشتغال فريق الوسائط المتعددة الخاص بالمتحف على تقديم أأادوات فنية اخرة بواسطة تقنية الأبعاد الثلاثية.
ومن بين الروائع التي تمتعنا بمشاهدتها بالمتحف طبق صيني من عهد "الطانغ" تعرفنا عليه في ادق حيثياته من دون ان نلمسه وهي النتيجة المستحيل التوصل اليها بالمشاهدة العينية "الكلاسيكية"، وزيادة على هذه المتعة البصرية فان مرافقا صوتيا يساند ماتراه عيناك بالشرح المتواصل.
ومن سوء الطالع اننا لم نتمكن من المعاينة الكاملة للمتحف البوذي وحدائق "الزن" اليابانية التي شاهدنا بعض مقدماتها، وانما يجب الانتظار حتى الربيع القادم.
وتبدو برامج المتحف المستقبلية مدهشة اذ سيعرضون تباعا على الموقع ووسائط الاتصال الاخرى آخر ما تتوصل اليه الحفريات التي يتابعونها عبر العالم كما سينشرون مخزون التحف لديهم على شبكة الانترنت ، اذ مقر المتحف الوطني للفنون الأسيوية وعلى الرغم من شساعته لا يقوى على العرض الشامل لأكثر من 5000 تحفة في آن واحد. وهو ما يعد به موقع المتحف "من غير ليه"!