ايلاف- أمستردام: بعد المملكة المتحدة حيث يتكاثر العراقيون المغتربون& يعيش الكثير من المثقفين العراقيين في المملكة الهولندية التي&هاجروا اليها نتيجة الحروب الكارثية، ولسد النقص الحاصل بالتبادل الثقافي وقلة الترجمات&للقاريء والمطلع الهولندي صدر الكتاب الاول، بمبادرة من البيت العراقي في هولندا، ضمن سلسلة الابداع العراقي "شعراء عراقيون في هولندا" باللغتين العربية والهولندية.
ضم الكتاب اثنين وعشرين نصا لاثني عشر شاعرا عراقيا وشاعرة واحدة يقيمون في هولندا، مع مقدمة تعريفية بالاصدار وبالسلسلة للشاعر كريم النجار ومقدمة نقدية عن "الشعر العراقي الحديث:.رؤية جديدة" للشاعر شاكر لعيبي نجتزء منها:"لو أخذنا& قصائد الكتاب الحالي كأنموذج لتجليات وجماليات الشعر في هذه الفترة (1980 - 2000) لرأينا، من الوجهة البلاغية، أن ثمة عودة حاسمة، في غالبية هذا الشعر لكاف التشبيه التي تهجر تعقيد الصورة لصالح
المجاز. ثمة مجازات متواصلة& تعيد استحضار عالم آفل مشحون بالغرابة والقطيعة ومنفيّ عن العالم. ولرأينا الاعتماد الكامل على قصيدة النثر& لاسباب تجاري التطور العام للقصيدة العربية المعاصرة غالبا، وتجاري، مرات، قوة التيار الشعري السائد... سنرى من الوجهة المضمونية& ان فكرة "العزلات" هي المهيمنة تماما. ففي شعر شعلان شريف "نص لايعول عليه" نقرأ: "كان& لعزلتي مايبررها، كنت مشغولا طوال الوقت ولاعوام طويلة ببناء أسوار عالية، كنت اطليها بألوان غامقة تحجب كل ضوء، وكل صوت ايضا"،.في حين لاينفك صلاح حسن "بانتظار الخروج الثالث" عن تذكيرنا بمشكلة الحرب، مرة مع العالم الخارجي ومرات كثيرة بالحرب الدائرة في عالمه الداخلي، اي اننا أمام نوع عويص من العزلة الروحية والبيولوجية: "بيني وبيني حرب أهلية (...) سوف ألقي على أطلس الدم / نظرة طائر.. كصقر يتنفس العواصف/ ....../ كي أستطيع أن اكتب نصا خاليا من الرعب". بينما نلتقي في شعر صلاح حيثاني بنبرة من السوداوية الشفافة وتصعيدا لذات مكسورة الجناح: "ايتها البهجة/ يامن تتشبهين بي وتعنين في الاصل سواي" وفي أشعار عبد الرحمن الماجدي تلح فكرة العزلة من جديد الحاحا ذا مغزى ضمن لغة نسميها تفكيكية حيث الجمل الاعتراضية وكاف التشبيه يحضران بقوة: "ويكاد التوجس، ساعة ثرثرتي، يفلت من حبائلها/ لولا اليوم المتدلي بخيوط البارحة/ اوقعه بفخاخنا" ملتقيا بذلك مع لغة قرينه علي البزاز المتأرجح بين تلك اللغة الضجرة، المنكهة، ونبرة تقول مباشرة البقية من بقايا الرومانسية الخمسينية: "أواه ، لمصارت القوارب هكذا هامشية / كسياج منفي الى الصحراء ، يفتقر لمن يسوره" أما كريم النجار فيتأرجح بين لغة ناصعة واضحة حسية، وهي من أصعب أدوات الشعر، وبين أسى غنائي أن لم يكن موزونا: "حمامة فائق حسن/ التي تخضبت بالاسود / الاسود المعتق". في حين سنلاحظ في شعر محمد الامين انغمارا بالصور الشعرية المخضبة بقراءاته للادب الاجنبي، خاصة الايراني منه. عبر جملة واضحة كذلك فانه يمنح للصورة ذات الدلالة والمعنى والحكمة والدور الاساسي رغم تأثرات طالعة في نصه من هذا الشاعر العربي أو ذاك: "للتفاحات سماواتها/ حيرتي نجمتها".ص 29
الشعرا المشاركون هم :حميد حداد، كريم النجار، كريم ناصر، موفق السواد،& محسن السراج، عبد الرحمن الماجدي، علي البزاز، علي شايع، الشاعرة فينوس فائق، صلاح حيثاني، صلاح حسن وشعلان شريف.
صمم لوحة الغلاف العربي والتخطيطات الداخلية الفنان ستار كاووش وصمم لوحة الغلاف الهولندي والتخطيطات الداخلية& الفنان زياد حيدر .