لوس انجليس&- بعد ثلاثة اشهر على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي نسبت الى اصوليين اسلاميين، لا يزال الكثير من المسلمين الاميركيين يعيشون هاجس الخوف من عواقبها التي دفعت الى ارتكاب جرائم عنصرية بالاضافة الى اعتماد السلطات موقفا يسوده ارتياب في بعض الاحيان.
&وقال رفيق احمد من مؤسسة المرصد الاسلامي التي تسعى الى تشجيع فهم افضل للاسلام انه "منذ 11 ايلول/سبتمبر اصبح الامر قاسيا جدا بالنسبة للطائفة المسلمة". واضاف احمد الذي ولد في باكستان ويقيم منذ 30 عاما في كاليفورنيا "من المؤسف جدا تمكن مجموعة صغيرة من الاشرار من تشويه الصورة الحسنة للاميركيين المسلمين".
&وتابع "يستلزم الامر جهدا كبيرا ومتابعة لاصلاح الاضرار التي لحقت بنا". ويقول مسؤولون في وزارة العدل الاميركية ان السلطات تحقق في كافة انحاء البلاد بحوالى 250 جريمة عنصرية وقد التقوا خلال الاسبوع ممثلين عن الطائفة المسلمة. وفي ولاية كاليفورنيا وحدها التي يعيش فيها حوالى 500 الف مسلم سجل حصول 274 اعتداء على الاقل ضد عرب ومسلمين خلال ثلاثة اشهر في حين ان عدد هذه الحوادث كان لا يتجاوز الخمسة طوال سنة 2000 كما اعلن وزير العدل في هذه الولاية.
وارتفع عدد الجرائم العنصرية الى 92 منذ 11 ايلول/سبتمبر بدلا من 12 طوال سنة 2000 كما اعلنت دائرة العلاقات الانسانية في مقاطعة لوس انجليس. وقال روبن توما مدير المؤسسة انه "بغض النظر عن الارقام، ليس هناك ادنى شك بان هذا الارتفاع الكبير والمقلق للجرائم العنصرية ناجم مباشرة عن موجة غضب لا يمكن ضبطها بعد 11 ايلول/سبتمبر وعن الجهل ايضا". وغالبية الاعتداءات تمثلت بتهديدات واعمال تخريب لكن بعضها كان اكثر عنفا واستهدف موظفي محطات الوقود او محلات السمانة. وقتل تاجر من السيخ بوحشية بعدما اعتقد مهاجموه انه عربي.
&لكن موجة العنف هذه في الولايات المتحدة تشهد تراجعا حيث انه بعد تسجيل 182 جريمة عنصرية في كاليفورنيا في ايلول/سبتمبر لم تسجل سوى 71 جريمة في تشرين الاول/اكتوبر و21 في تشرين الثاني/نوفمبر اي حوالى اعتداء في اليوم على مدى شهرين. والى جانب الاعتداءات يصطدم المسلمون ايضا بموقف السلطات التي تشكك في بعض الاحيان في حقهم في الاقامة في الولايات المتحدة. وقد امر وزير العدل الفدرالي جون اشكروفت بالفعل باستجواب حوالى خمسة الاف من اصل شرق اوسطي للحؤول دون وقوع هجمات ارهابية جديدة.
وبالاضافة الى ذلك ينص قانون لمكافحة الارهاب تم التصويت عليه خلال الاسابيع الماضية على انه يمكن اعتقال الاجانب في ظروف مختلفة عن ظروف توقيف الاميركيين كما يسهل طردهم من البلاد. وفي مطلع الشهر الحالي اوقف عشرة طلاب من الشرق الاوسط وتم استجواب مئات اخرين. ولا يزال احدهم موقوفا فيما غادر ثلاثة اخرون البلاد.
&وقالت ناطقة باسم دائرة الهجرة لورين ماك "نحن على اتصال مع كل المدارس التي يرتادها طلاب اجانب لتحديث سجلاتنا كما نركز على اولئك المتحدرين من دول شرق اوسطية في ضوء مشاكل الامن القومي الاخيرة". ويعتبر مجلس الشؤون العامة المسلمة الذي يتخذ من لوس انجليس مقرا له ان حملات الاعتقال هذه والتوقيفات السرية تعد مساسا بالحريات المدنية ما يجعل حياة المسلمين اكثر صعوبة. وقالت المسؤولة في المجلس نجوى ابراهيم "انه تمييز عنصري واضح يترتب عليه نسف قيم اميركا الاساسية. كما انه يستهدف بنوع خاص الاميركيين العرب والمسلمين الذين اصبح بعضهم يعيش هاجس الخوف". واضافت ان "الكثير منا ولد وترعرع في اميركا، ورغم ذلك ينظر الينا على اننا عناصر اجنبية غير مرحب بها".