كابول&- عقدت الحكومة الانتقالية الافغانية الجديدة الاحد اول اجتماع لها برئاسة حميد قرضاي الزعيم الباشتوني المقرب من الملك السابق ولديها مهلة ستة اشهر لاعادة السلام والديموقراطية الى افغانستان التي مزقتها اكثر من عشرين عاما من الحرب. وفي الوقت نفسه تظاهر مئات الاشخاص لدعم السلطة الجديدة وطالبوا خصوصا باعادة المهنيين الى مناصبهم التي كان يتولاها رجال دين خلال فترة حكم طالبان.
وقال مسؤول الرئاسة عزيز قرضاي في ختام اجتماع الحكومة بحضور وزرائها ال29، وبينهم امراتان، في قصر غول خانا الرئاسي الذي استمر ساعتين ونصف الساعة "ان كل شيء سار على ما يرام". وقرر مجلس الوزراء ان يتولى كل الوزراء مهامهم غدا الاثنين يرافقهم قائمون بالاعمال وضعهم في الوزارات تحالف الشمال حين استولى على كابول في 13 تشرين الثاني/نوفمبر بعد ان طرد حركة طالبان منها.
&ووجه قرضاي (44 عاما) لدى ادائه اليمين امس السبت دعوة الى المصالحة الوطنية. وقال "علينا توحيد جهودنا لنسيان الماضي الاليم. يجب ان نمضي قدما كالاخوة والاخوات لبناء افغانستان جديدة". والصعوبة الرئيسية بالنسبة لقرضاي تكمن في الحفاظ على لحمة فريقه الحكومي الذي يضم اتنيات متنافسة.
ويتقاسم الحقائب الوزارية 11 من الباشتون وثمانية طاجيك وخمسة من الهزارة وثلاثة اوزبك وثلاثة ممثلين عن اقلية اخرى. وفور تنصيبه رئيسا للحكومة الانتقالية واجه قرضاي اول تحد من قائد قبلي في شرق افغانستان. فقد هدد قلب الدين زعيم قبيلة زادران في ولاية بكتيا اليوم الاحد بشن حرب ضد قرضاي في حال هدد الطيران الاميركي بشن غارات جديدة على منطقته كما افادت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية. وياتي التحذير اثر قصف قافلة في شرق البلاد مساء الخميس ما اثار جدلا واسعا بين واشنطن ومسؤولين محليين افغان.
&واعلن البنتاغون ان القافلة كانت تقل مناصرين للاسلامي اسامة بن لادن ومن طالبان. لكن وكالة الانباء الاسلامية الافغانية وقلب الدين قالا ان القافلة كانت تضم وجهاء محليين افغان كانوا متوجهين الى كابول لحضور تنصيب الحكومة الجديدة. وافادت الوكالة ان القصف قد يكون اوقع 65 قتيلا نقلا عن احد الجرحى الذي قال ان سبعة من اقربائه قتلوا في الغارة. وقال قلب الدين "اذا شنت الولايات المتحدة مجددا مثل هذا النوع من الهجمات المستبدة فسنشن حربا مسلحة ضد حكومة حميد قرضاي".
&واتهم باشا خان رئيس ادارة خوست، مدينة في شرق افغانستان، بانه قدم معلومات خاطئة للجيش الاميركي. وقال قلب الدين "اذا بدأ بذلك مجددا فسنشن حربا ضده ايضا". واعلن الجيش الاميركي، الذي اقر بارتكاب عدة هفوات منذ بدء الحملة العسكرية في افغانستان في 7 تشرين الاول/اكتوبر، بانه سيفتح تحقيقا في الحادث. من جهته رفض قرضاي الخوض في هذا الجدل وعبر فقط عن عزمه "التحقق" من الوقائع.
&غير ان المهمة لن تكون سهلة امام رئيس الحكومة الانتقالية الذي ينتظره مجهود جبار من اجل بناء اقتصاد البلاد واحلال الديموقراطية فيها. واقر قرضاي امس السبت بانه "لا يوجد قطاع في افغانستان لا يحتاج الى المساعدة. ويجب بافغانستان ان تنتقل من اقتصاد الحرب الى اقتصاد السلام".
واضاف الزعيم الباشتوني من جنوب البلاد المقرب من الولايات المتحدة "لقد تلقينا من الامم المتحدة وعودا مختلفة. وتلك مبادرة نقدرها". وقد استقبل ممثلون للامم المتحدة في كابول اليوم الاحد بعثة من المثقفين الافغان بينهم ثلاث نسوة طلبوا مجهودا خاصا في قطاع التعليم. اعلنت الصحافة الباكستانية اليوم الاحد ان اسلام اباد وجهت دعوة الى رئيس الحكومة الافغانية الجديد حميد قرضاي لزيارتها ووعدت بتقديم مساعدة بقيمة 100 مليون دولار لافغانستان. وتهدف هذه المبادرات الى طي صفحة حكم حركة طالبان التي كانت تدعمها باكستان قبل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.
ووعدت الهند ايضا الشهر الماضي بتقديم 100 مليون دولار لاعادة اعمار افغانستان. وتواجه السلطة الافغانية الجديدة مهمة قيادة البلاد الى انتخابات ديموقراطية واعتماد دستور. وقد نصت اتفاقيات بون على عقد جمعية "لويا جيرغا" التقليدية الافغانية بعد ستة اشهر لتعيين حكومة جديدة انتقالية يفترض ان تنظم انتخابات في مهلة اقصاها عامين.
وبعد شهرين ونصف الشهر من اطلاق العملية العسكرية الاميركية في افغانستان في السابع من تشرين الاول/اكتوبر سقط نظام طالبان الذي فرض طوال خمس سنوات التطبيق الصارم للشريعة، في حين تزعزع الى حد كبير تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن الذي يشتبه في قيامه بنشاطات ارهابية. الا ان زعيم القاعدة بن لادن وحليفه القائد الاعلى لطالبان الملا محمد عمر ما زالا فارين.
&اعتبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس السبت ان هناك "احتمالا كبيرا" في ان يكون اسامة بن لادن قد قتل في عمليات قصف مغاور تورا بورا (افغانستان). وقال في مقابلة مع التلفزيون الصيني "ربما يكون قد مات بسبب جميع العمليات العسكرية التي شنت وعمليات قصف جميع المغاور، هناك احتمال كبير في ان يكون قد قتل". غير ان الجيش الاميركي يواصل ملاحقة عناصر القاعدة وارسل تعزيزات جديدة الى شرق افغانستان.
ويتمتع بن لادن بالدعم في عدة دول يشتبه في ايوائها قواعد ارهابية وقد ينفذ اتباعه عمليات انتحارية جديدة كما اشار مؤخرا وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد. وقد خيم طيف الارهاب مجددا امس السبت عندما تم تحويل طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الاميركية "اميركان ايرلاينز" بعد ظهر السبت الى مطار بوسطن بعد ان اشتمت مضيفة رائحة عود ثقاب اشعله راكب لتفجير مادة في حذائه. والقي القبض على الراكب الذي يحمل جواز سفر بريطانيا مزورا على الارجح.
&وتمكن افراد من الطاقم وعدد من الركاب بعد مشادة من السيطرة على الراكب قبل ان يتم تحويل الطائرة. وحطت الطائرة البوينغ 767 التي كانت تقوم بالرحلة 63 بين باريس وميامي وعلى متنها 185 راكبا و12 من افراد الطاقم في مطار رواسي الباريسي. وقالت شبكة ام اس ان بي سي ان المشتبه به من اصل شرق اوسطي. وكان يسافر وحده ودون حقائب. وقال الرجل الذي اوقفه مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي" للمحققين انه سريلانكي مسلم ويدعى عبد الرحيم، كما افادت مصادر الشرطة الفرنسية.