&
باريس - طارق السعدي : في اطار القمة العالمية حول التنمية المستديمة التي تعد لها الأمم المتحدة لعام 2002، تكتلت أكثر من 60 جمعية فرنسية لصالح مستقبل الأرض مشكلة تجمعا اجرائيا سمى نفسه "جوبورغ 2002".
فبعد مرور 10 سنوات على انعقاد قمة الأرض الشهيرة ب"ريو"، كبر التجمع الفرنسي وبادر واقترح أكثر من مرة على الفاعلين السياسيين والاقتصاديين العالميين السبل النبيلة التي يراها حلا لتحقيق الأهداف المسطرة للتنمية المستديمة عبر العالم.
وقد اتخذ التكتل الجمعياتي الفرنسي شعارا له "الأرض، قضية القرن!" لغاية تحسيس مجموع المجتمع المدني بالرهانات الاجتماعية والايكولوجية والاقتصادية انطلاقا من المستويات المحلية الضيقة إلى ما هو كوني شامل.
وبمبادرة من "لجنة21"&& ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون والفرانكفونية والمعهد الفرانكفوني للطاقة والبيئة ووكالة البيئة-تنمية والوكالة الفرانكفونية بكندا، نظمت ندوة متخصصة مابين 13 - 14 دجنبر 2001 بمقر اذاعة فرنسا الدولية بباريس.
شارك في الندوة أبرز مسئولي التجمعات المدنية النشيطة في مجال البيئة والتنمية عبر العالم وعلى رأسهم جاكلين ألواسي مدير برنامج الصناعة التابع البرنامج الأمم المتحدة للبيئة و بيير كاستيلا رئيس منظمة سولاغرال وجون كلود فور رئيس لجنة المساعدة على التنمية بمنظمة التعاون الاقتصادي الأوروبية وبيتينا لافيل مستشارة دولة بفرنسا وتوني لونغ رئيس الفرع الأوروبي لمنظمة &WWF& ورئيس غرين بيس الأوروبية برونو روبيل وشخصيات حكومية أخرى هامة من وزراء للبيئة والتنمية وغيرهم...إضافة إلى 54 صحافي وصحافية يمثلون التقطيع الجغرافي العالمي بآكله.
وقد أجمع المشاركون على أن قمة الأرض ب"ريو" عام 1992 شكلت نقطة هامة في التضامن العالمي ضد التهديدات البيئية التي تواجه الكرة الأرضية ومستقبل الحضارة الإنسانية بسبب سلوكيات غير مسؤولة جبانة ومبذرة.
وقد عاود المشاركون في ندوة باريس التأكيد على أن مقررات ريو والمؤتمرات التي تلته لم تر الطريق إلى التطبيق إلا على مستوى جد محدود.
وإذا كانت الأمم المتحدة ستنظم من 2 إلى 11 شتنبر 2002 بجوهانسبورغ جنوب إفريقيا القمة العالمية للتنمية المستديمة فان العالم بأسره اليوم ممثلا في الفاعلين الاقتصاديين والبيئيين يستعدون للحدث من خلال تقديم المقترحات والتصورات الناجعة من اجل تنمية مستديمة حقيقية.
وعليه فان برنامج خطة 21 التي صاغتها قمة ريو أبعد ما تكون عن التطبيق العملي حسب إجماع المحاضرين والمتدخلين بندوة باريس، لدرجة ان بعضهم رفع شعار عدم الذهاب أصلا إلى جوهنسبورغ.
وتقتضي الحملة الحالية الأوروبية الحاملة لشعار "الأرض، قضية القرن!" إلى معاودة التأكيد على أهمية تجربة ريو في حد ذاتها& ومدى محدودية التجربة الحالية. كما تنوي الحملة صياغة بيان عام وموحد لأهم الفصائل النشيطة في المجال قبل الذهاب لجوهانسبوغ.
وعلمت إيلاف أن تحركات موحدة بدأت تصاغ حاليا في أوروبا من اجل تنسيق الجهود الرامية لخلق شراكات& ما بين القطاع العام والخاص لصالح مشاريع وتصورات مستقبلية داخل وخارج المجال الأوروبي.