إيلاف : نبيل شرف الدين
لن يكون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "غير ذي صفة" أبدا في نظر الحاخام موشي هيرش مستشاره للشؤون الدينية اليهودية.
وقال هيرش "ما يقولونه (قادة اسرائيل) من أن (عرفات) غير ذي صفة لا يزعجه على الإطلاق. إنه يجعل من أعلن ذلك غير ذي صفة وحسب."
ويرى الحاخام الذي يجاوز الستين من عمره أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا صفة لها في الشرق الأوسط ويعتقد أنه يجب محوها كدولة من على وجه الأرض.
ويعتقد هيرش الذي ولد في نيويورك لكنه عاش في اسرائيل معظم السنوات منذ قيامها قبل 53 عاما إنه لا يجب أن تكون لليهود دولة حتى مجيء المسيح. ويرى أن دولة اسرائيل شيء بغيض في نظر الرب.
وقال هيرش الذي تدل ثيابه السوداء وطاقيته وآراؤه في الدولة اليهودية على دوره في جماعة ناتوري كارتا المعادية للصهيونية التي تضم عشرات الالاف من اليهود "لا يجب أن توجد (اسرائيل). يجب أن تختفي".
وقال هيرش المقيم في حي مئة شعاريم الديني في القدس الغربية اليهودية "هذه الدولة محرمة ... وهناك طرق كثيرة للقضاء على هذه الكارثة بالحروب والخطابات المسمومة. هناك طرق عديدة لانتقام الرب من الدولة."
وهرول هيرش إلى عرفات يوم الاثنين الماضي لمواساة الرئيس الفلسطيني المحتجز فعليا في مقره في الضفة الغربية منذ أكثر من اسبوعين عندما أرسل الجيش الاسرائيلي دبابات بالقرب من المقر بعد وقوع تفجيرات انتحارية داخل اسرائيل.
ويقول هيرش الذي يعتبر نفسه فلسطينيا يهوديا ويكتب أن محل إقامته هو فلسطين إنه عين وزيرا عندما وصل عرفات لأريحا في الضفة الغربية في عام 1994 بعد أن وقع اتفاقيات السلام المؤقتة مع اسرائيل.
ولا يظهر اسم هيرش في القائمة الرسمية لوزراء السلطة الفلسطينية ولا يحضر اجتماعات الحكومة التي تعقد عادة يوم السبت وهو العطلة اليهودية الأسبوعية.
لكن هيرش يقف غالبا إلى جوار وزراء السلطة الفلسطينية وكبار المسؤولين في استقبال الزائرين من الشخصيات الرفيعة.
وقال هيرش الذي أهدى عرفات شمعدانا بمناسبة عيد المنارة اليهودي الأخير "عندما يكون هناك ما نبحثه بخصوص الشؤون اليهودية اجتمع مع الرئيس في جلسة حكومية مصغرة."
وقال هيرش إنه أشار على عرفات خلال اجتماعهما الذي استمر نصف ساعة يوم الاثنين الماضي بأن مطالبة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون له باعتقال متشددين يقفون وراء حملة تفجيرات انتحارية إنما هي حيلة في محاولة لإسقاطه (عرفات).
وقال "فكرة شارون أن يلقي عرفات القبض على كل الجماعات الضالعة في الإرهاب وبهذا يتسبب في نشوب حرب أهلية بين الفلسطينيين وهكذا يتخلصون الاسرائيليون منه ، قلت هذا للسيد عرفات يوم الاثنين الماضي" .
ويحتفظ هيرش الذي يتحدث الإنجليزية والعبرية واليديشية لكنه لا يتحدث العربية بصورة لعرفات في جيب معطفه ولا يستطيع إخفاء تقديره له.
ويقول هيرش إن عرفات "شخص ماهر. وليس شرسا ولا يكره اليهود"
وأضاف هيرش الذي يؤمن بأن الزعيم الفلسطيني سيخلص اليهود من غضب الرب بتأسيس "دولة غير طائفية" يلقى فيها المسيحيون واليهود والمسلمون معاملة متساوية أن عرفات "يدرك كل شيء بشكل جيد كما أدركها" .
ولا يشعر هيرش ككل أعضاء ناتوري كارتا بالخجل لأنه لا يدفع الضرائب لدولة لا يعتقد في وجودها ، ولا يحمل الجنسية الاسرائيلية ولا يدلي بصوته في الانتخابات لكن جماعته ترفض أيضا التمويل الحكومي لمدارسها.
ويأمل هيرش أن يتطلع عرفات لغزو اسرائيل فور إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وقال "عندما تجتاز المربع الأول تجرب المربع الثاني .. وهكذا"