كنت قد كتبت عن الامام أحمد أخر ملوك اليمن أنه كان يدخن رغم اعتراض بعض الجماعات الدينية‏.‏ فلما سألته أنشد قصيدة أذكر منها بيتا‏(‏ مكسورا‏)‏ يقول‏:‏
لما أقام شيطان الهموم بصدرنا
‏....‏ دخنا عليه ليخرجا
فتلقيت رسالة ظريفة من الصيدلي د‏.‏ سراج الدين السيد الحلفاوي فيها تصويب للبيت المكسور‏:‏
وقد عنفونا بالدخان وشربه
فقلت‏:‏ دعوا التعنيف فالأمر أحوجا
ألا إن عفريت الهموم بصدرنا
عصانا‏,‏ فدخنا عليه ليخرجا‏!‏
وذكر أبياتا لشاعر‏,‏ لعله هو يقول‏:‏
وما شربي الدخان من أجل راحة
به ولا ريح تفوح كما العطر
ولكن أداوي نار قلبي بمثلها
كما يتداوي شارب الخمر بالخمر‏!‏
وللدكتور الحلفاوي قصيدة من الشعر الفكاهي عنوانها‏(‏ المعري يصوم في مصر المحروسة‏).‏ يقول عابثا متلاعبا بالقصيدة الشهيرة لأبي العلاء المعري مطلعها‏:‏
غير مجد في ملتي واعتقادي
نوح باك أو ترنم شادي
فقال د‏.‏ الحلفاوي‏:‏
غير مجد في ملتي واعتقادي
أكل فول أو التهام زبادي
وشبيه أكل التحابيش اذا
قيس بشم الهواء في أي نادي
أنما الأكل‏:‏ كفتة وفراخ
في صوان رائحات غوادي
وعكاوي طواجنا وبراما
وكبابا مشعشا في الفؤاد
والزغاليل قد حشين فريكا
كل ومزمز ولا تقل للاعادي
صاح هذي بطوننا تهضم
الدبش فأين الكلاوي والأكباد
ان بكت تلكم الحمامة هاتها
وأشوها لي في سياخ شداد
ذاك شهر الصيام أقبل يسعي
ذاك شهر التقي وشهر الجهاد
جاهد النفس وانهها عن طعام
ليس فيه كوارع أو فخاد
ذي موائد الرحمن خمس نجوم
فتصيدها زمالكا ومعادي
كل أن استطعت من الفطور
للفجر لا تبالي بقولة الحساد
كل فان الحياة مضمار حشر
فأغتنم فيه ما تطول الأيادي
إن أنا مت فأطعموني استاكوزا
أصحوا من تاني خلاص كله عادي‏!‏
كل فإن الحياة حلم قصير
بعده رقدة لكل الرقاد‏!‏
شكرا يا دكتور علي هذه الروشتة التي جاءت متأخرة شهرا كاملا ـ ثم انني نباتي‏!‏(الأهرام المصرية)