حاورها أحمد عياش :وسط جموع اللاجئين الافغان في مخيم جالوزاي في بيشاور بباكستان لم تجد الامينة العامة الجديدة لمنظمة العفو الدولية ايرين خان ما تقوله سوى هذه العبارات: "لا يمكننا الوقوف مكتوفين بينما يعمل السياسيون على محو أحكام حقوق الانسان، التي جرى اكتسابها بجهد باسم الامن. حقوق الانسان تعزز الامن، وأي هجوم على حقوق الانسان هو هجوم على الامن الانساني".
ما أرادت قوله خان في الصقيع الافغاني هو أن الخطر الداهم الذي يحدق بالعالم الان، ليس الارهاب والحرب عليه والنتائج المترتبة عن هذه الحرب التي تراها في غير مكان على مستوى اللاجئين والاسرى وانتهاك حقوق الانسان في مجالات عدة فحسب، بل ان مسألة الحرية في خطر وسط هذه الهجمة التي تنطلق من الغرب وتحديدا من الولايات المتحدة الاميركية تحت غطاء الامن والحفاظ عليه.
خان التي زارت بيروت لمدة قصيرة حاورتها "النهار" في مسألة الحرية وما يتهددها. فلم تكتم خوفها من ان اتجاه حكومات العالم يتجه الى التشدد. لكن ذلك لا يمثل الكلمة الاخيرة، فما زال انصار الحرية في كل مكان مستعدين للذود عنها.
&
لبنان والمنطقة
تستهل خان الحوار بالقول: "انها زيارتي الاولى للبنان، كما انها الاولى للشرق الاوسط، بعدما بدأت عملي كأمينة عامة في آب المنصرم. والزيارة مهمة لي جدا لأنها تمكنني أن أرى كيف يتم العمل هنا في نطاق مسائل حقوق الانسان، ومن لقاء اللبنانيين المعنيين وأعضاء المنظمة".
وعما اذا كان قد تسنى لها اجراء مقارنات بين الانطباعات التي كانت لديها وبين ما عاينته مباشرة& في لبنان، أجابت: "للبنان تقاليد عريقة في التنوع والتسامح وحقوق الانسان، وقد لعب دورا مهما جدا في وضع الشرعة العالمية لحقوق الانسان، كما مر بتجربة صعبة في الحرب الاهلية. وقد تغيرت فيه أمور عدة منذ انتهاء هذه الحرب. وكان هناك اتجاه ايجابي لاعادة احياء المؤسسات والقانون في لبنان، لكن لا تزال هناك مسائل عالقة هي موضع اهتمامنا، كالتوقيف التعسفي، وممارسات التعذيب، ومصير المفقودين الذين تريد عائلاتهم معرفة ما حل بهم. اذن، هناك اهتمامات لدينا، اضافة الى الايجابيات التي تحققت".
لماذا اختارت لبنان محطتها في الشرق الاوسط، تجيب: "أردتها زيارة تعرّف على الشرق الاوسط، واخترت لبنان لأن فيه مجموعات كبيرة من العاملين في نطاق حقوق الانسان تعمل بنشاط كبير، وأردت لقاءهم، فضلا عن ان مركزنا الاقليمي هو في لبنان.
&
اسرائيل وفلسطين
ألا ترى ان زيارة اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية مهمة ايضا؟ أوضحت خان: "انها مهمة جدا. وكما تعلمون ان المنظمة عملت لأعوام طويلة في تلك المنطقة، وهذا ما تعكسه تقاريرنا عما يجري هناك. قمنا بتسع زيارات الى فلسطين واسرائيل لمعاينة وضع حقوق الانسان فيهما. انها منطقة مهمة جدا، وآمل ان أزورها على غرار ما فعل سلفي في نيسان من العام الماضي. وعملنا على وضع مسائل حقوق الانسان في الروزنامة في اسرائيل، لأننا نشعر بأن السلام في الوضع الاسرائيلي الفلسطيني يتطلب احترام العدالة وحقوق الانسان. انه وضع مهم جدا، وأود متابعته. ومن اسباب زيارتي للبنان كما قلت التعرف على المنطقة. اما زيارة اسرائيل وفلسطين فتحتاج بعض الوقت، لان الامور هناك تتميز ببعض التعقيد، وآمل بأن تتم قريبا جدا".
في شأن مساواة منظمة العفو الدولية في بيانها الاخير بين القصف والغارات الاسرائيلية وبين العمليات الانتحارية التي ينفذها الفلسطينيون ضد الاحتلال الاسرائيلي، قالت الامينة العامة للمنظمة: "منظمة العفو الدولية هي هيئة للدفاع عن حقوق الانسان، وليس لها موقف سياسي، ومواقفها لا تنطلق من دوافع سياسية. وهي لا تحكم على دوافع الاعمال ما اذا كانت محقة ام لا. ما ننظر اليه هو تأثير هذه الاعمال ونتائجها، وهل انها تنتهك حقوق الانسان؟ فاذا ما كانت كذلك، فاننا نقف ضدها بغض النظر عمن قام بها. لذلك، من جانبنا، ان الانتهاكات وقعت عندما تصرفت السلطات الاسرائيلية، وكذلك وقعت عندما فجر الانتحاريون قنابلهم. وبنتيجة ذلك كانت هناك ضحايا من المدنيين في الجانبين، وأخطرنا كل الاطراف، سواء السلطات الاسرائيلية، او القوات الامنية الاسرائيلية، او السلطة الفلسطينية، او المجموعات التي تقاتل، بوجوب احترامها حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي، بصرف النظر عن الاسباب الكامنة وراء كل ذلك".
&
افغانستان
"النهار": تنتقلين من لبنان الى باكستان لمعاينة اوضاع اللاجئين الافغان في بيشاور، وفي الوقت عينه اصدرت منظمة العفو بياناً يتطرق الى محنة السجناء في مزار شريف. ألا تعتقدين ان البيان، بدعوته الولايات المتحدة وبريطانيا الى التحقيق في المجزرة التي وقعت هناك، فمن يكلّف الجاني البحث في عمل ارتكبه؟ لماذا لم تطالبوا المجتمع الدولي بهذه المهمة؟
خان: "بناء على القانون الانساني الدولي، ان الاطراف الذين يخوضون الحرب ملزمون التحقيق في كل انتهاكات قد ترتبط بقواتهم. وعندما وقعت الاحداث في مزار شريف، اشتركت الطائرات الاميركية فيها، وكذلك فعلت قوات بريطانية وأميركية خاصة، اضافة الى قوات من التحالف الشمالي. وبناء على القانون الانساني الدولي، على هذه الاطراف الثلاثة التزامات للتحقيق في كيفية تصرف جنودهم. لذا سألناهم ان يقوموا بهذا التحقيق. واذا لم ترد هذه الاطراف القيام بالتحقيق المطلوب فعندئذ يجب ان يجري تحقيق دولي.
وهناك احتمال، وفق معاهدة جنيف، ان تتولى المهمة لجنة دولية لتقصي الحقائق، وثمة اصرار على ذلك، او ان تتولى الامم المتحدة مهمة التحقيق، اننا نؤمن بأن هذا التحقيق يجب ان ينجز. وسنثابر في هذا الاتجاه".
وهل تأمل في نجاح هذا التوجه، اجابت: "من المهم جداً ان لا تفلت من العقاب تلك النهاية البربرية لما حدث. وهؤلاء المتهمون بارتكاب انتهاكات يجب التحقيق معهم ومحاكمتهم. في افغانستان، وعلى مدى 20 عاماً من الحرب، كانت هناك انتهاكات عدة، وقد طالبنا باجراء تحقيقات لمعرفة المسؤولين عنها ومحاكمتهم.
واذا كنا نتحدث عن انتهاكات حديثة، فان هناك انتهاكات بالغة السوء حصلت، وذهب ضحيتها كثيرون. ولدينا حادث ملموس، لذا اصررنا على التحقيق فيه، وفي الحوادث الاخرى التي ارتكبت فيها المجموعات الافغانية الانتهاكات، مثل طالبان وقوات التحالف الشمالي. وكل مسؤول عن هذه الانتهاكات يجب ان يحاسب".
وهل اصبح للمنظمة من يعاونها داخل افغانستان، اجابت: "نعم. لدينا زملاء هناك يعملون ويحققون منذ اسابيع، وقد التقوا لاجئين وسجناء ومجموعات نسائية، وممثلي الامم المتحدة، ومسؤولين باكستانيين، والمسؤولين عن المخيمات، من اجل معرفة ما حدث هناك".
&
اميركا والحرية
"النهار": عندما تتحدث عن افغانستان لا بد من نتطرق الى موقف الولايات المتحدة الاميركية. فالدولة العظمى، وفق آخر بيان صادر عن المنظمة، تمارس انتهاكات لحقوق الانسان في مجال التوقيف والاستجوابات. ألا يجعل هذا الواقع مهمة منظمة العفو الدولية اكثر تعقيداً في ظل هذا السلوك الاميركي؟
خان: "اعتقد ان احداث 11 ايلول وضعت تحدياً جديداً امام هؤلاء العاملين في مجال حقوق الانسان، هو التوازن ما بين الامن وحقوق الانسان. وهذا ما حدث في الولايات المتحدة من خلال التشريعات والقوانين الجديدة في شأن التوقيفات والمحاكمات العسكرية.
وهناك ايضاً مناقشة في مسألة التعذيب الذي قد يتعرض له الموقوفون. وفي الاتحاد الاوروبي هناك تعليمات في شأن الارهاب، وكذلك الحال في سائر انحاء العالم. كما ان هناك اجراءات وأنظمة وضعت ضد الاجانب في المملكة المتحدة. ما نراه بوضوح هو اتجاه لدى الحكومات للحد من الحرية باسم الامن. الآن، نحن في المنظمة نؤمن بأن حقوق الانسان ليست عقبة امام الامن، في الواقع انها مفتاح للأمن، اذا ما نظرت الى تاريخ اوروبا الغربية تجد انه، على مدى خمسين عاما، منذ الحرب العالمية الثانية، ادركت الدول الاوروبية انها اذا ما ارادت السلام والاستقرار في قارتها فانها تحتاج الى مؤسسات قوية لحقوق الانسان. لذا انشئت مؤسسات لهذه الغاية، ووضع اتفاق لحقوق الانسان. هذا برهان على انه ليست هناك حاجة للتضحية بحقوق الانسان من اجل الحصول على الامن. في الواقع، اذا ما احترمت الحكومات حقوق الانسان ودور القانون، فعندئذ يمكن توفير الامن".
"النهار": مع تقديرنا لهذا الايضاح الا انه ينطوي على رؤية مثالية. فالغرب الذي تحدث عن حقوق الانسان مدى 50 عاما، انطلق اليوم نحو الحرب، بحيث اصبحت منظمات حقوق الانسان غير ذات جدوى عنده.
خان: "اولا، يجب ان اقول ان العفو الدولية ليست منظمة غربية. لديها اكثر من مليون عضو في 160 دولة في العالم. وكما ترى فاننا لا نتلقى معونات من الحكومات. اننا نحصل على المال من الاعضاء. اي اننا لا نعتمد على اي حكومة، ولا نتوانى عن اتخاذ اي موقف قوي ضد اي حكومة تقف ضد حقوق الانسان. لا نظن انه من الرومانسية القول اننا لا نحتاج الى التضحية بحقوق الانسان من اجل الحصول على الامن، كما انه ليس من الرومانسية ايضا الدعوة الى مراجعة التاريخ لنسأل اين حققت الحكومات القمعية، وحقق اضطهاد حقوق الانسان، الامن؟ على العكس فان انتهاك حقوق الانسان ادى الى مزيد من العنف، وهذه هي الرسالة التي نوجهها الى الولايات المتحدة. وقد زرت بروكسل لهذه الغاية، وكذلك الولايات المتحدة في تشرين الاول، والرسالة كانت واحدة: على الدول التزام حقوق الانسان. لا يمكن الحصول على الامن بانتهاك هذه الحقوق. يمكن احراز الامن عندما يشعر الناس بالامان من خلال الاحساس بالعدالة وبان حقوقهم مصونة. انها رسالة غير شعبية في هذه المرحلة، لكن لدينا اعضاء في كل هذه الدول، وهناك العديد من الناس الذين يسألون عن مواقف حكوماتهم، وحتى في الولايات المتحدة الاميركية هناك كثيرون يتساءلون عن هذا النوع من رد الفعل الشديد من الحكومة، التي اصابها الذعر والتي تتصرف وفق مخاوف الناس، من ان بلدهم قد هوجم، ولذا فان عليها ان تتخذ خطوات للحد من الحرية.& لكننا نؤمن بانها مخطئة وعلينا مقاومة هذا الاتجاه".
وهل بامكان المنظمة ان تحظى بموقع اقوى في المرحلة المقبلة، اجابت: "سيكون الامر صعبا، لكني متفائلة بان هناك اناسا كفاية يفكرون كما تفعل العفو الدولية، ويؤمنون بحقوق الانسان. وانا واثقة من ان هؤلاء سيعملون الى جانبنا".
&
المرأة تتقدم
"النهار": انتِ اول امرأة تحتل منصب الامين العام للمنظمة. لماذا؟
خان: "لماذا انا اول امرأة في هذا المنصب؟ السؤال يوجه الى المنظمة. في الارجح ان الامر يعود الى مسائل حقوق الانسان، ولا سيما حقوق المرأة. فحقوق المرأة لم يعترف بها كحقوق انسان، الا في اتفاق فيينا. عام ،1993 اي منذ اقل من عشرة اعوام خلت. بالطبع ان الشرعة العالمية لحقوق الانسان تقول ان للمرأة حقوقا، وكذلك اتفاق فيينا، لكن المسألة الكبرى هي في التمييز ضد المرأة والتي لم تتم مواجهتها الا عام .1993 اذن، الامر يتصل بعهد قريب، لذا، فانني اعتقد بانه ليس مفاجئا ان تقود المنظمة امرأة، وارى في ذلك اشارة ايجابية، وارجو ان تمتد هذه العدوى الى سائر المنظمات".
"النهار": انت من بلد تترأسه امرأة، كما تتزعم المعارضة فيه امرأة ايضا، هل كان ذلك مؤثرا في اختيارك امينة عامة للمنظمة؟
خان: "لا اعتقد ان ذلك هو السبب. في الدول النامية هناك العديد من المشكلات التي تعانيها المرأة. ولكن توجد ايضا رموز بين النسوة. وفي بلدي، رئيسة الوزراء امرأة، وقائدة المعارضة امرأة. هذا لا يعني ان النساء في بنغلادش يعاملن بمساواة كاملة في المجتمع. فهناك العديد من اشكال التمييز ضد المرأة، خصوصا في القرى والمناطق الريفية. وهذه هي الحال في هذه المنطقة من آسيا وافريقيا، حيث تعاني معظم النساء التمييز وعدم المساواة. لذلك اعتقد ان الطريق ما زالت طويلة ويتعين سلوكها، وان اختيار امرأة على رأس منظمة العفو الدولية لم يأت لتقول المنظمة ان النساء لا يتمتعن بالمساواة فحسب، بل من اجل توجيه الانتباه الكافي الى حقوقهن. نحن لا يمكننا ان نتمتع بكل حقوق الانسان اذا كان هناك من يفتقدها، والنساء هن جزء من الجنس البشري".
&
تجربة آسيوية
"النهار": نحن مهتمون في صورة خاصة بتطور وضع المرأة في بنغلادش، لماذا تمكنت المرأة هناك من بلوغ هذا الموقع السياسي الاول؟
خان: "يعود الامر الى ان النساء حظين بتربية جيدة منذ اعوام، والى تطور المجتمع المدني حيث لمجموعات العمل النسائية موقعها. كما اعتقد ان الامر يتصل بالحرب الاهلية في بنغلادش خلال مرحلة الاستقلال عن الباكستان، هذه الحرب ارخت بثقلها على المجتمع وغيّرت المرأة، واضطرت كثيرات من النساء للنزول الى العمل بعد مقتل العديد من الرجال في الحرب. كما اظن ان ولوج المرأة اسواق العمل هو نوع من الثورة الاجتماعية. لكن في الشأن العام، ليس هناك الكثيرات من النساء في الحياة السياسية. واذا ما دققنا نجد ان رئيسة الوزراء هي ارملة رئيس جرى اغتياله، كما ان زعيمة المعارضة حالياً هي ايضاً ابنة رئيس آخر اغتيل ايضا. اذن، اعتقد ان هناك صلة عائلية اوصلتهما ايضاً الى مركزيهما. في الجانب الايجابي من الموضوع، انه عندما بلغت النساء السلطة اعتبرهن الناس قادة لهم. ولم يقيموا فارقاً بين ما اذا كانوا رجالاً ام نساء.
الامر لا ينطبق علي بنغلادش فحسب، بل يتعلق بجنوب شرق آسيا كله. هكذا الحال في الهند، وسري لانكا، وباكستان، وسواها. هناك العديد من النساء في الحياة السياسية".
وهل ستولي بلادها عناية اضافية بعد تبوّئها منصب الامانة العامة؟ اجابت: "سأفعل ذلك لان هناك انتهاكات لحقوق الانسان. لكنني سأفعل الامر عينه حيال اي بلد، لان هذا واجبي. فالحياد من المبادئ المهمة في المنظمة. علينا ان نقف لمواجهة مسائل حقوق الانسان اينما طرحت".
&
ذكورة العالم
"النهار": العالم اصبح اكثر ذكورة بعد احداث 11 ايلول بفعل الوجه الامني له. الا يجعل هذا من مهمتكِ اكثر صعوبة؟
خان: "السلام يحتاج الى النساء. ومهما استمرت الحروب ففي النهاية نحتاج الى السلام. ولا يمكننا الحصول على السلام من دون النساء. واذا ما نظرت الى الحكومة الجديدة في افغانستان تجد فيها ثلاث نساء. انها بداية جيدة، من الواضح جداً ان لمشاركة المرأة اهمية بعدما حظيت المسائل المتصلة بها باهتمام في العقدين الاخيرين. وتعتزم المنظمة القيام بحملة في السنين المقبلة لمواجهة العنف ضد المرأة، وهذا ما تعمل عليه مجموعات اخرى. ولا اظن ان بلداً ينعم بالسلام والازدهار والامان يحظى بذلك من دون معالجة المسائل المتصلة بالمرأة".
"النهار": كنت اظنك قبل مشاهدتك اكبر سناً، وهل من سبب شخصي قادك الى منظمة العفو؟
خان: "بالفعل انني اكبر مما ابدو عليه، فأنا محامية، وعندما درست القانون ادركت ان ما يثير اهتمامي ليس الذهاب الى المحكمة والاهتمام بحالات تجارية. وهكذا اصبحت اكثر اهتماماً بمسائل حقوق الانسان والحريات المدنية. وبعد الانتهاء من دراستي عملت لمدة وجيزة في مهنتي، ثم انتقلت الى الامم المتحدة حيث بدأت العمل لمصلحة السلام. وعملت في مسائل اللاجئين، وحرس الحدود، والاعتقال، وذهبت الى باكستان في الثمانينات لمتابعة شؤون اللاجئين الافغان، وعملت في جنوب شرق آسيا، لا سيما في كمبوديا، كما عملت في مقدونيا وكوسوفو. اذن، عملت في الميدان في الجانب المتعلق بحقوق اللاجئين، ومن الطبيعي ان يقودني هذا الى منظمة العفو الدولية للعمل في مجال كل حقوق الانسان".
"النهار": قبل دراستك المحاماة هل كانت هناك مؤثرات على مستوى الاسرة لتعتمدي هذا الخيار؟
خان: "دأبت عائلتي على الاهتمام بالاعمال الانسانية. جدي كان ايضاً محامياً ايام الحكم البريطاني للهند، وقد تولى العديد من القضايا السياسية في ذلك الوقت. لذا، فإن اهتمامه كان موجوداً في المجال اياه. ثم ان بلادي تعاني الفقر، وكان بامكاني ان ارى الجانب الاسوأ من انتهاك حقوق الانسان، فالفقر يدمر هذه الحقوق. انا اتمتع بالانتماء الى اسرة لديها امكانات، فمن الطبيعي ان اعمل لمصلحة من ليس لديه هذه الامكانات".(النهار اللبنانية)