&
لندن ـ نصر المجالي: كشف برنامج وثائقي اسرائيلي سيذاع في وقت قريب في شكل رسمي عن ان فرنسا قدمت لاسرائيل دعما ماديا وخبرة لتنفيذ قيام مفاعل ديمونة النووي في منطقة بئر السبع منذ نهاية الخمسينيات في القرن الماضي.
وقال معدو البرنامج ان اسرائيل اعدت القوة النووية لردع العرب المحيطين بها وكأنها تقول لهم "نحن هنا" ثم انها زادت مت تطويرها للقوة النووية بعد ان تأكدت من ايران فعلا تحصلت على مثل هذه القوة.
وسمحت الرقابة العسكرية الاسرائلية باعداد البرنامج الذي يحمل اسم "قنبلة في الطابق السفلي .. خيار اسرائيل النووي" ، وفيه يكشف وزير الخارجية العمالي شمعون بيريز ان الدعم الفرنسي جاء في الخمسينيات مقابل الدعم الاسرائيلي عسكريا في حرب السويس.
ويجيء الحديث الاسرائيلي الرسمي عن قوة اسرائيل النووية بعد خمس عشرة سنة من التصريح الذي اثاره الخبير التقني مردخاي فعنونو عن قدرة اسرائيل النووية في مفاعل ديمونة الصحراوي. وسجن فعنونو ثماني عشرة سنة عقوبة له عن كشفه للموضوع لصحيفة (صنداي تايمز) البريطانية في حينه.
وفي البرنامج الوثائقي يكشف بيريز عن ان فرنسا وافقت خلال اجتماع جمعه مسؤولين فرنسيين في سيفرز الفرنسية في العام 1956 لبحث خطة الحرب ضد الرئيس المصري جما ل عبد الناصر الذي أمم آنذاك قناة السويس.
وقال بيريز "كان هناك رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون ومسؤولون فرنسيون وبريطانيون، وبعد ان غادر البريطانيون انتظرت مع بن غوريون لنفاتح النظراء الفرنسيين في الأمر ووافقوا على الفور في منح تجارب ومواد يورانيوم لاقامة مفاعل ديمونة".
واضاف ان الموافقة الفرنسية جاءت انتقاما من مواقف عبد الناصر القومية التي اكتسحت شمال افريقيا وصعدت من حرب التحرير الجزائرية ضد فرنسا تلك السنوات.
وقال بيريز "كانت هنالك اربع قوى عظمى تمتلك القوة النووية وهي اميركا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي وفرنسا، ووجدنا ان هذه هي الأخيرة التي يمكن ان تساعدنا وفعلا تم ذلك".
وشاركت اسرائيل في العام 1956 في العمليات العسكرية ضد مصر الى جانب فرنسا وبريطانيا، ولكن سرعان ما انسحبت قوات تلك البلدان بعد تحذير وجهه اليها الرئيس الاميركي دوايت ايزنهاور، ومن يومها بدأت الولايات المتحدة تحتل مكانها كقوة رئيسة في الشرق الاوسط.
ويعتقد مقدمو البرنامج الوثائقي ان اسرائيل تمتلك قوة نووية في الوقت الراهن على الرغم من انها لم تعترف للهيئات الدولية الخاصة بالقوة النووية.
ويعتقد هؤلاء ان لدى اسرائيل مائة راس نووية، اضافة الى احتمال حيازتها للقنبلة الذرية.