&
مادونا
ايلاف- نبيل شرف الدين: جاء دور مادونا لتحسين صورة أميركا لدي العرب والمسلمين.. خاصة الشباب منهم.. هذا ليس مجرد رأي أو وجهة نظر بل خطة.. البعض يسميها استراتيجية أميركية لاستعادة ثقة الشارع العربي والإسلامي.. وفي هذا الإطار كشف أخيرا عن وجود نية واستعداد.. وخطة لبث إذاعة موجهة للشباب تبدأ في شهر تموز/ يونيو المقبل.. هذه الإذاعة الموجهة التي توصف حاليا بأنها شبكة الشرق
الشاب مامي
الأوسط الإذاعية ستكون علي مدار الساعة.. وفي الغالب موسيقية وغنائية..أي شبابية وحسب ما قيل.. ستكون شيقة وجذابة.. أي ليس مثل أغلب الإذاعات الموجهة..أو الدعائية التي تكون جادة.. وجافة.. المشروع الذي تتبناه الإدارة الأميركية يتكلف مبدئيا 30 مليون دولار.. أو هذا هو المبلغ المخصص لاقامته وقد تم اتخاذ بعض الخطوات للتنفيذ.. وقد نقل عن بعض القائمين بتنفيذ هذا المشروع ان التوجه الرئيسي هو السعي لجسر أو تضيف "الهوة الثقافية" تلك الهوة التي تفصل بين أميركا والعالم العربي..وهي الشبكة التي ستستخدم خليطاً غنائياً..
عمرو دياب
يضم أغاني "مادونا" و"باكستريت بويز" بجانب أغاني عمرو دياب وشاب مامي.. وأن هذه الخلطة الغنائية الراقصة حسب تصورهم "أو توهمهم بتعبير أدق" ربما تنجح في تقليل مشاعر المعاداة لأميركا.
وطالما هذا هو الهدف.. الذي تريد واشنطن تسجيل الأهداف في شباكه.. فإن بعض بيوت الخبرة تقوم حاليا في بعض دول عربية باختبارات واستطلاعات رأي من أجل التعرف علي ما هو مطلوب ثم العمل علي تقديمه في الإذاعة التي ستبث على شبكات "AM" و"FM"
علي السواء أي أن هناك "غزواً إذاعياً" تخطط له وتسعي إليه أميركا في الوقت الحالي بناء علي عدة افتراضات أو استنتاجات متعلقة بالمنطقة العربية والإسلامية.. ومدى تفاعلها مع الأحداث الجارية ومع المواقف الأميركية منها أن واشنطن إعلاميا بالذات أهملت الشباب العربي والمسلم لذلك خسرت عدة مواقع.. وعليها أن تعمل لاستعادة ما خسرته أمام "قناة الجزيرة" ووسائل الإعلام الأخرى التي تروج لمعاداة أميركا.. وتجعل العرب والمسلمين يكرهون أميركا.. وكل ما هو أميركي.. هكذا بكل بساطة يتم تفسير وتحليل كل ما حدث وقد يحدث.
ما يقال قد يبدو غريبا..أو عجيباً إلا أن دوائر أميركية عديدة رسمية أو غير رسمية بدأت في ترديد تصورات وسيناريوهات للتسلل إلي قلب العرب أو المسلم والتغلغل داخل عقله.. وهذه التطلعات الأميركية "معششة" في دماغ الكثير من الأميركيين هذه الأيام.. وهذا طبعا مع الافتراض السائد بأن المشكلة الأساسية لما يمكن تسميته ب "معاداة أميركا" ليست في سياسات ومواقف واشنطن بقدر ما هي في عمليات تسويق وترويج هذه السياسات والمواقف..
واشنطن تريد أو هكذا تقول أن توضح وتفسر وتبرر سياساتها ومواقفها.. وتريد أن تقول أنها غالبا ضحية لسوء فهم.. أو سوء تفاهم.. لذلك تلجأ لاستراتيجية "ام.تي.في"
القناة التليفزيونية الغنائية الشبابية الصاخبة الراقصة من أجل الوصول إلي قلوب وعقول الشباب العربي والمسلم. وحسب ما ذكر أخيرا هناك توجه آخر لتأسيس قناة تليفزيونية فضائية لتنافس القنوات العربية هكذا يقال ويردد.. وانه تم تخصيص نصف مليار دولار
[أي 500 مليون دولار] لبدء إرسال هذه القناة العام القادم في إطار خطة أشار إليها السيناتور جوزيف بايدن إحدى القيادات البارزة للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ تستهدف العالم الإسلامي من نيجيريا إلى إندونيسيا.. وهذه
الخطة تسمي أو يطلق عليها اسم "مبادرة 911".. بعض هذه المشروعات أو التطلعات الأميركية قد لا تكون حكومية مائة في المائة..
ولكنها قد تحظى بدعم مالي حكومي أو إشراف شبه حكومي من أجل تقديم صورة حقيقية وصادقة للأميركي هكذا يقال حتى لا يقع الشاب العربي أو المسلم في فخ جهات أخري تريد فقط أن تبين الوجه القبيح للأميركي.. ولأميركا.. الخارجية الأميركية وخاصة جناحها الخاص ب "العلاقات العامة" المعنية بـ "الدبلوماسية العامة" تولي اهتماماً غير عادي..
وكما هو معروف تم تخصيص ميزانيات ضخمة لترويج وتسويق ما تقرره واشنطن وتفعله أو تطبقه في الشرق الأوسط أو أفغانستان.. أو في العالمين العربي والإسلامي.. تري هل تنجح "مادونا" و"باكستريت بويز" و"NTV" في إصلاح ما أفسده طابور طويل من المسئولين الأميركيين علي مدي العقود الماضية.