&
إيلاف- نبيل شرف الدين: ذهب محللون وثيقو الصلة بدوائر صنع القرار في الإدارة الأميركية إلى أن الفلبين قد تكون الهدف المقبل للحملة الأميركية على الارهاب،& وهو نفس الاحتمال الذي رجحته شبكة (سي ان ان) الاخبارية الاميركية، مما عزز هذا الاحتمال استناداً لما رصدته أجهزة الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها الفلبينية، ومفادها أن الجماعات الفلبينية الانفصالية مثل جماعة أبوسياف على علاقة باعضاء تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامه بن لادن، وأشارت الشبكة في تقرير لها أمس الى ان الفلبين تعاني حتى قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر من الارهاب، مشيرة إلى أن الفلبين تعرضت خلال العامين الآخرين لأكثر من مائة عملية ارهابية، وأن جماعة ابوسياف اختطفت أكثر من مائتي رهينة وطالبت بالحصول على ملايين الدولارت في شكل فدية لاطلاق سراح الرهائن·
وأضاف التقرير ان جمال خليفة الاخ غير الشقيق لاسامه بن لادن عاش في الفلبين لمدة عشرين عاما حتى عام 1993، وانه كان على علاقة وثيقة بجماعة ابوسياف، وأشار التقرير الى ان جلوريا ارويو رئيسة الفلبين ناقشت خلال زيارتها الى الولايات المتحدة في الشهر الماضي مع الرئيس جورج دبليو بوش الارهاب الذي تمارسه جماعة ابوسياف وانها استطاعت ادراج الجماعة في قائمة المنظمات الارهابية التي تحاربها الولايات المتحدة.
نشأة الجماعة
تجدر الإشارة إلى أن جماعة "أبو سياف" تعد من أكثر الجماعات الإسلامية تشددا في جنوبي الفلبين، وقد انشقت عن جبهة التحرير الوطنية "مورو" عام 1991، حيث كان يتزعمها آنذاك عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني الذي قتل خلال صدام مع الشرطة الفلبينية، في قرية لاميتان بجزيرة باسيلام، في 18 ديسمبر/ كانون الأول 1998،، وتسلم شقيقه قذافي رئاسة الجماعة بعده.
وكان جنجلاني قد أعلن في 1991 انشقاقه عن الجبهة الوطنية لتحرير مورو اعتراضاً علي عملية السلام بين الجبهة الوطنية لتحرير مورو والحكومة الفيليبينية وشكل جماعة ابو سياف التي نادت بتشكيل دولة اسلامية مستقلة طبقاً للشريعة في جنوب الفيليبين، وكان جنجلاني شارك في القتال في أفغانستان مع المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتي حيث نسج علاقات وثيقة مع مجموعات اسلامية راديكالية.
وتسعى الجماعة الأصولية المسلحة إلى إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مندناو الواقعة جنوبي الفلبين والتي يسكنها أغلبية مسلمة.
درس وعمل بعض أفراد الجماعة في الشرق الأوسط وكونوا علاقات مع المجاهدين العرب أثناء التدريب والقتال في أفغانستان، وتزعم الجماعة فترة من الزمن أخو الزعيم السابق. ويقودها الآن غالب أندانغ.
ويقدر عدد المسلحين في جماعة أبو سياف بعدة مئات، ويتمركزون في جزر باسيلان، وسولو، وتاوي تاوي في أقصى الجزء الجنوبي للفلبين، ويمتد نشاطهم أحيانا إلى مانيلا. ومن المعتقد أن عدد أنصار الجماعة يبلغ الألف، ينتشرون في الجزر الجنوبية. وقد شاركت الجماعة في عملية السلام بين الحكومة وجبهة مورو مطالبة بدولة إسلامية مستقلة.
ويعتمد نشاط الجماعة على الاغتيال والخطف وابتزاز الشركات ورجال الأعمال الأثرياء، وكان أول هجوم كبير للجماعة عام 1995، عندما أغارت على بلدة إيبيل في جزيرة مندناو، وغالبا ما تستهدف الجماعة الأجانب، وخاصة الأوروبيين والأميركان للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم، وينسب للجماعة عدد من حالات الخطف وهجمات بالقنابل تمت في عام 1998.