&
إيلاف- المحرر السياسي: في جلسة غير مسبقة استمرت لمدة ساعتين ونصف الساعة من البث التليفزيوني المباشر واجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشعب الروسي عبر وابل من الأسئلة والأجوبة التي تلقى خلالها الرئيس الروسي لوما شديدا على العديد من الأمور السيئة بالدولة بدءا من الرواتب المنخفضة وحتى حصول رجال المرور على الرشاوى.
وكان الرئيس الروسي قد أجرى العديد من اللقاءات على مدى العامين الماضيين والتقى في بعض الأحيان بأناس عاديين من أفراد الشعب خلال رحلاته التي قام بها في أنحاء روسيا، وكان عادة ما يحظى بتأييد الكثيرين ونادرا ما يقع عليه سخطهم، إلا أن هذا اللقاء يعد الأول من حيث المدة التي استغرقها.
وقال الرئيس الروسي إن بعض مستشاريه قد نصحوه بعدم إذاعة هذا اللقاء الذي تضمن بثا حيا لحديثه مع سكان 11 مدينة روسية بالإضافة إلى الأسئلة التي وردت عبر الهاتف وعبر شبكة الإنترنت، وقال إنه تجاهل تلك النصائح لأنه يرغب في الحصول على دعم شعبي يؤيد سياساته، وقال" إنني اعتقد أنه ينبغي على رئيس الدولة أن يتحدث إلى شعبه وأن يستمع إلى وجهات نظرهم".
شكاوى مريرة
وقد سمع بوتن بالتأكيد بعض وجهات النظر، حيث قال أحد الطلبة بجامعة فلاديفوستوك، لقد تحدثتم كثيرا عن الإصلاح ولم يتغير سوى القليل في الحياة الفعلية، كما استمع بوتن إلى وابل من الشكاوى فيما يتعلق بالرواتب والحاجة إلى التدفئة والكهرباء في العديد من المناطق بالإضافة إلى التمويل الحكومي البائس لبعض القطاعات مثل البحث العلمي والتعليم والطب والدفاع.
وطلب بوتن من مرءوسيه النظر في قضيتين في غاية الصعوبة أولهما قضية المعاشات التي لم تطرأ عليها أي زيادة على الرغم من التشريعات الجديدة،وثانيهما قضية القرية التي لم يتم إدراجها بخطوط الغاز الإقليمية، وحصلت القضية الثانية على اهتمام كبير، وقبل أن ينتهي البث المباشر لحديث الرئيس الروسي قرأ بوتن بصوت مرتفع تقريرا من شركة Gazprom عملاق الغاز الطبيعي الروسي التابعة للحكومة، ويقول التقرير إن القرية التي تقع في المنطقة الجنوبية من كراسنودار سيدخلها الغاز الشهر القادم.
قضية الفساد
وتكررت مرارا قضية الفساد أثناء الجلسة، وسأل الكثيرون عن حماية رجال الشرطة للمجرمين وأشار أحدهم إلى شهرة رجال المرور الروس بالحصول على الرشاوى، وردا على ذلك قال بوتن" إنني أعرف أن هذه المشكلة متواجدة بالفعل ولن يكون لها حلول بسيطة، كما أن الفساد في تنفيذ القانون موجود في العديد من البلاد"، وأضاف أن القرارات التي وافق عليها البرلمان الروسي مؤخرا ستقدم الإصلاح القضائي للمساعدة في حماية حقوق الشعب والتخلص من الفساد بالدولة.
وأشار بوتن إلى مشكلة الرواتب والتضخم الاقتصادي، فقال سترتفع الرواتب بنسبة 21% وتنخفض البطالة كما سيرتفع معدل المواليد وهو ما يعكس التفاؤل الروسي في المستقبل.
العلاقات مع أميركا
وبسؤاله عما إذا كان يشعر بتأنيب الضمير عن علاقته القوية برئيس الدولة التي تنظر إليها روسيا كخصم رئيسي ويقصد بها الولايات المتحده، أجاب بوتن إن الرئيس بوش هو الذي ينبغي عليه أن يشعر بالقلق، وقال مبتسما" لم أشعر بعدم الراحة عندما قضيت ليلة في المنتجع الرئاسي لبوش".
وأضاف بوتن انه يعتقد أن العلاقات مع وشنطن ستستمر في التحسن على الرغم من انسحابها من معاهدة الصواريخ الباليستية التي تم إبرامها في عام 1972 وهو القرار الذي وصفه بوتن بأنه قرار أميركي خاطئ.
وأردف" إن الانسحاب لن يؤثر على العلاقات بيننا لأنه لا يفرض تهديدا مباشرا على أمننا القومي"، وبسؤاله عن عدم قدرة العسكرية الروسية على تعقب قادة الحرب في الشيشان، قال بوتن إن الرغبة في حماية المدنيين تجعل الأمر صعبا.