أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقف العمليات العسكرية ووقف إطلاق صواريخ الهاون موقتا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 من أجل صون الوحدة الفلسطينية . وجاء قرار حماس بعد أن تطورت محاولة السلطة الفلسطينية اعتقال أحد قادة الحركة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي إلي مواجهات مسلحة اشترك فيها مواطنون وعناصر من حركة فتح وتحول فيها حي الشيخ في مدينة غزة إلي ساحة حرب سقط فيها 7 جرحي من المواطنين والشرطة.
قرار حماس كان متوقعاً ليس لأن الحركة أرادت تجنب تطور موقف اعتقال الرنتيسي، ومكافأة الشرطة الفلسطينية بتراجعها عن اقتحام منزله فحسب، بل لأن حماس ليس من بين أهدافها خلق مواجهة مع السلطة الفلسطينية. وتاريخ العلاقة بينهما يشهد للحركة أنها كانت دائماً تضع المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق كل الاعتبارات، وتمارس المعارضة السياسية في شكل ملتزم ومتمدن. وليس في خطابها ما يشير إلي أنها تسعي إلي لعب دور البديل للسلطة الفلسطينية أو لغيرها، فضلاً عن خلو سجل حماس من أي أعمال يمكن وصفها بالإرهاب، فهي حركة وطنية قامت من أجل تحرير الأرض الفلسطينية ولم تشارك طوال تاريخها بأي عملية خارج الأراضي المحتلة.
إن خطوة حماس وقف العمليات العسكرية رسالة إيجابية إلي السلطة الفلسطينية، ووقوف معها في هذه الأزمة. والمنتظر من السلطة أن تعيد النظر في أسلوب تعاملها مع حركة حماس وتستبدل التنسيق المباشر معها وإشراكها في صناعة القرار بالدهم والاعتقالات والمطاردة، وتقدر لـ حماس شعورها بالمسؤولية وقدرتها علي ضبط النفس والتمسك بالحكمة والوحدة الوطنية.
لا شك في أن موقف حماس انتصار للمقاومة الوطنية الفلسطينية بكل فصائلها وتعزيز لمكانتها في الشارع الفلسطيني والوجدان العربي. فضلاً عن أن هذا الموقف الحكيم شعور من حركة المقاومة الإسلامية بأهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية التي ستبقي هي السند الأول في دعم الحق الفلسطيني بعد أن تبين أن العرب أصبحوا عاجزين حتي عن اتخاذ قرار بوقف الاتصال بإسرائيل.