دمشق ـ من جانبلات شكاي: أكد نائب رئيس الحكومة ووزير المال في المناطق الخاضعة للاتحاد الوطني الكردستاني في شمال العراق عدنان المفتي، ان "احدا لم يبحث مع تنظيمه في تفاصيل تتعلق بشن هجوم على العراق من شماله ولا توجد اية استعدادات على الأرض، ولم يفاتحنا أي طرف بوجود خطة ولا تلقينا أي عرض لنكون طرفا في أي خطة"، مؤكدا ان حزبه ليس لديه الرغبة ليشارك في أية محاولة خارجية لقلب نظام الحكم إذا لم يكن بأيدي قوى الشعب العراقي، والتدخلات الجوية الأميركية السابقة أضرت بمصالح الشعب العراقي من دون أن تؤدي إلى أي نتيجة، موضحا ان الاكراد "يثقون في الأميركيين في مسائل: تأمين واستمرار حماية كردستان, ودعم استمرار نسبتنا 13 في المئة من عائدات اتفاقية النفط مقابل الغذاء, اضافة الى الدعم الأميركي للمصالحة بين الحزبين" اما بخصوص الإطاحة بنظام صدام حسين، فنحن لم نلمس أية إجراءات, وإنما هو كلام في الصحافة.
لكن المفتي الذي كان يتحدث في لقاء خاص مع "الرأي العام" اكد ان "الحرب ضد الإرهاب" ستستمر، وهم "يبحثون الآن عن أية دلائل تربط العراق بالإرهاب وإذا ثبت ذلك فلا اعتقد بأنهم سيأخذون الاذن من احد لضرب العراق".
وعقد المفتي الذي وصل قبل ثلاثة ايام الى دمشق قادماً من كردستان العراق لقاءين مطولين مع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، ولقاء آخر مع السفير الايراني في دمشق حسين شيخ الاسلام، ولقاءات مع عدد من رموز المعارضة العراقية في دمشق، موضحا انه من المقرر ان يعقد لقاء اليوم مع الأمين العام المساعد لحزب "البعث" الحاكم في سورية عبد الله الاحمر، اضافة الى لقاءات متوقعة مع مسؤولين آخرين.
وعما اذا كانت الزيارة تلبية لدعوة من القيادة القومية لحزب "البعث" قال المفتي: "ليس بيننا وبين سورية دعوات، علاقتنا قديمة وبدأت مع تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في دمشق بداية يونيو العام 1975 وهي لم تنقطع ولم يشوبها أي خلل, ونعتبر سورية بلدنا الثاني ونتشاور مع قيادتها دوما ونضعها في الصورة، اما بالنسبة لترتيب مواعيد الزيارات فيقوم بها مكتبنا المتواجد في دمشق",
وعن سبب وجود رئيس الحكومة الكردية الثانية نيتشرفان برزاني، بالتزامن مع زيارته لدمشق اضافة الى الاجتماع معه اول من امس، استبعد المفتي وجود اسباب خاصة وراء ذلك وقال: "بصراحة ربما هي الصدفة، فنحن لانحتاج الى الوساطة لنعقد اجتماعات في ما بيننا، وهذه على كل تتم في شكل دوري على مستوى المكتبين السياسيين للحزبين الكرديين في شمال العراق"، مؤكدا ان لقاءات المسؤولين السوريين كانت مع كل وفد على حدة، والتقى البرزاني مع خدام والاحمر قبل عودته الى اربيل.
وبين المفتي ان "وجهات النظر شبه المتطابقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني بالنسبة للأوضاع المستجدة بعد 11 سبتمبر كانت الأساس في أن نتشاور مع أصدقائنا في العالم وفي المنطقة فتمت لقاءات مماثلة بوفد مشترك في إيران وتركيا وأميركا وإنكلترا وفرنسا، ودول أوروبية اخرى، ومن باب أولى أن تكتسب الدول العربية أهمية أكبر كوننا نعيش في بلد عربي هو العراق"، موضحا انه "سيقوم بجولة على بعض الدول العربية بعد انتهاء زيارته لدمشق منها مصر وليبيا ولبنان، وكل من لديه رغبة مشتركة بتبادل الآراء"، ومؤكدا انه لا توجد نية لدى الاتحاد حاليا لارسال وفود الى دول عربية خليجية.
وعما اذا كانت توجد هناك أية مخططات اميركية على الارض كما يتم التداول به عبر الصحافة عن امكانية الاطاحة بالنظام العراقي عبر ارسال جيشين واحد من الجنوب والآخر من الشمال، قال المفتي: "أنا بصراحة قرأت هذا الكلام من مجلة نيوزويك ولم يبحث معنا أحد بمثل هذه التفاصيل هناك توجهات أن تشمل الحرب العراق، وهذا ما نسمعه من الصحف والمجلات، لكن على الأرض ليست هناك أية استعدادات، ولم يفاتحنا أي طرف بوجود خطة ولا تلقينا أي عرض لنكون في أي خطة".
وأضاف: "نحن بصراحة ليس لدينا رغبة لنشارك في أية محاولة خارجية لقلب نظام الحكم إذا لم تكن بأيدي قوى الشعب العراقي، لاننا مع التغيير العام الديموقراطي".
وعن موقف الاتحاد الكردستاني في ما اذا إذا تدخلت الولايات المتحدة على الارض، قال "نتابع الأحداث مثل الآخرين وهذا شأن علينا بحثه حينه، لكننا بطبيعة الحال لسنا مع تدخلات على غرار ما حدث في اعوام 90 او 95 أو 98، لان هذه التدخلات الجوية الأميركية أضرت بمصالح الشعب العراقي دون أن تؤدي إلى أي نتيجة، ونحن لا نحبذ أو نؤيد مثل هذه الضربات"
ونفى ان تكون دمشق تبذل أية جهود لتقريب وجهات النظر بين النظام العراقي وفصائل المعارضة, وقال: "لا ليست هناك أية جهود سورية و لا غير سورية لأن المسألة ليست بهذه السهولة، هناك وضع قائم في كردستان العراق وحكومة مركزية والاختلاف واضح لأسباب الانقطاع بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان, نحن بعد فشل مفاوضات العام 1992 وانسحاب الإدارات من المنطقة، اضطررنا لملء الفراغ في كردستان إلى إجراء انتخابات محلية أسفرت عن وجود برلمان لإقليم كردستان العراق، وقرر هذا، باعتباره المصدر التشريعي الوحيد بعض الإجراءات, والقرارات التي لا يستطيع أي حزب أن يتراجع عنها مثل الارتباط القانوني مع الحكومة المركزية ووحدة العراق وتشكيل حكومة محلية، ونظرتنا للحكومة المركزية تنبع أساسا من هذه القرارات، وبقدر ما تحقق أية اتصالات ومفاوضات مطالب الشعب الكردي يمكن أن نتفاوض"
وعما تناقلته وسائل الاعلام في شأن بدء محادثات كردية مع النظام في بغداد شارك فيها الحزب الديموقراطي وغاب الاتحاد الوطني ما دعا الى توجيه صدام حسين تهديدات الى جلال الطالباني قال المفتي: "لا اعتقد بأن الأمور تجري بهذا الشكل, وليس هناك أي تهديد صريح للاتحاد الوطني الكردستاني، لان التهديد كان عاما ومبطنا, ولا نعتقد بأنه موجه لنا، وعموما فان مبدأ الحوار ليس مرفوضا بالنسبة لنا، لكننا لسنا مع أي حوار لا يؤدي إلى نتيجة تحفظ مصالح الشعب العراقي, ونحن مع الحوار الذي يؤدي إلى تغيير ديموقراطي شامل، وتعددية واعتراف بالفيديرالية، وضمانات بأن لا تتكرر مآسي الشعب العراقي والكردي".
وعما اذا كان يتوقع ان تتدخل الولايات المتحدة في كردستان العراق بحجة تصفية تنظيم "جند الإسلام" المرتبط بتنظيم "القاعدة"؟ قال انهم "موجودون لكن ذلك لا يتطلب تدخلا أميركيا، لأن قوات الاتحاد قادرة على محاصرتها خصوصا أنها ليست مدعومة من قبل إيران و "جند الاسلام" لديهم بعض مواقع الذخيرة على الحدود الإيرانية لكن مباحثاتنا الاخيرة مع طهران أكدت بأنها تقف ضد هذه المجموعة وتعتبرها إرهابية وخارجة عن القانون مما يسهل أمرنا"، واضاف: "نحن اصدرنا عفوا عنهم شرط أن يعودوا للانضمام الى الحركات الاسلامية التي انشقوا منها، ويسلموا القتلة الذين ارتكبوا جرائم، ونحن نعلم انه يوجد تيار داخلهم يريد التغيير وهم يعانون من مشاكل عدة داخلية"
وعن مدى دقة المعلومات الاخيرة التي ذكرت بأن مبشرين مسيحيين نشطوا في المناطق الكردية شمال العراق بحماية من قبل وزارة الدفاع الاميركية، قال المفتي: "هذا ليس صحيحا مطلقا، ومثل هذه النشاطات كانت موجودة في تسعينات القرن الماضي في بعض المناطق، وكانوا يقومون بدورهم ضمن أجواء الحرية المتوافرة بالقانون ولا يشكلون أي تهديد ولانعتقد بأن هناك في كردستان من غير دينه, وأنا شخصيا وحتى على مستوى الحزب لم أشاهد أياً منهم".(الرأي العام الكويتية)