سلّمت الأمم المتحدة إلى إسرائيل نتائج فحص الدماء التي وُجدت في سيارة استخدمها "حزب الله" لدى أسر الجنود الإسرائيليين الثلاثة في تشرين الأول العام 2000. وأظهرت هذه النتائج أن الدماء تعود للجنديين عادي أفيتان وبني أبراهام وليست فيها آثار للجندي عمر سواعد. وتدخل هذه النتائج قضية الأسرى في متاهة جديدة، إذ أنها تشير إما الى احتمال نقل سواعد بسيارة أخرى، أو أنه لم يكن قد أصيب بأذى.
وقد أبلغت الأمم المتحدة هذه النتائج الى وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة. وجرى إبلاغ عائلات الجنود بهذه المعلومات صباح أمس في اجتماع عقده معهم الجنرال احتياط إيلان بيران الذي يتولى مهمة معالجة هذه القضية. وأفادت مصادر إسرائيلية أن حكومة شارون سوف تطلب من الأمم المتحدة فحص الدماء في السيارة الثانية.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أعلنت قبل شهرين عن أن الأسرى الثلاثة لدى <<حزب الله>> قتلى ولا تعرف أماكن دفنهم. ولكن عائلات الجنود لا تزال تعتقد أنهم على قيد الحياة وأنه ليست هناك دلائل قاطعة على مقتلهم.
وأتاح الجيش الإسرائيلي لعائلات الأسرى في هذا اللقاء مشاهدة صور سبعة أغراض ملطخة بالدماء تم العثور عليها في السيارة البيضاء التي كانت القوات الدولية قد ضبطتها بعد العملية. ومن المقرر أن تشاهد عائلات الأسرى في الأسبوع المقبل، حسب صحيفة <<هآرتس>>، فيلما يوثق عملية ضبط السيارات وكذلك صورا أخرى. وأشار إيلان بيران إلى أنه وبخلاف ما قيل في الماضي، فإن شريط الفيديو خضع للمعالجة.
وتتوقع إسرائيل، حسب <<يديعوت أحرنوت>> أن تفي الأمم المتحدة بوعد أمينها العام كوفي عنان وتعرض عليها يوم الإثنين المقبل الشريط الذي صور بعد 17 ساعة من العملية لرؤيته كما تريد. وكانت الأمم المتحدة قد سمحت لعائلات الجنود بمشاهدة الشريط مرة واحدة في جنيف، ولكن العائلات رفضت ذلك.
وقال يعقوب أفيتان، والد عادي إن
<<الدماء ونتائج الفحص تظهر وبعيدا عن أي ريب أن الأمم المتحدة تعاونت مع حزب الله>>، وأضاف انه على ثقة بأن لدى الأمم المتحدة شريطا آخر لم يتم الكشف عنه بعد <<وأعتقد أننا سوف نرى في هذا الشريط مشاهد عملية الأسر نفسها>>.
وقالت شقيقة بني إبراهام ل<<يديعوت أحرنوت>> ان <<الحديث يدور عن انتصار كبير للعائلات. فوصول الشريط ونتائج فحص الDNA هما ثمرة صراع عنيد من جانب العائلات. وبخصوص الشريط، فإنهم في البداية أنكروا تماما وجوده والآن بات من المقرر أن يصل الشريط إلى القدس لنتمكن من رؤيته من دون قيود. والشريط يمثل بالنسبة لنا شهادة أولى عما حدث في المكان>>. وشكرت شقيقة بني أبراهام المبعوث الدولي تيري لارسن للدور الذي لعبه من أجل تغيير موقف الأمم المتحدة من موضوع الأسرى.
من جهة أخرى، قررت المحكمة الإسرائيلية العليا إصدار أمر الى الجيش الإسرائيلي بتعليق أعمال إقامة سياج أمني حول بلدة الغجر على الحدود اللبنانية، وجاء هذا القرار بعد أن رفع أهالي القرية التماسا ضد هذا السياج. ومن المقرر أن تبحث المحكمة مجددا في هذه القضية في الرابع من الشهر المقبل.
وكان 17 من أهالي الغجر قد طلبوا عبر محام أن تحظر المحكمة على رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع وقائد الجبهة الشمالية إقامة سياج أمني، في الجانبين الجنوبي والشرقي من القرية.
وجاء في الالتماس أن القياسات التي أجرتها الأمم المتحدة أظهرت أن القسم الجنوبي ليس في الأراضي اللبنانية، ولكن سكان القرية ذهلوا عندما تقرر إقامة سياج يفصل الجزء الجنوبي من القرية عنها. (<<السفير اللبنانية>>)