ملايين الفئران والضفادع والارانب تموت في المعامل فداء للإنسان‏..‏ فالعلماء يضعون فيها كل السموم والجراثيم ليعرفوا ما الذي يفعله المرض وكيف يفتك بهذه الحيوانات ثم كيف يعالجونها‏..‏ قبل أن يعالجوا الإنسان‏...‏
وبعض العلماء يذهب مباشرة إلي الإنسان ويطلقون في دمه كل انواع الأمراض والعقاقير ــ ثم أن شركات الأدوية تبعث بعينات من ادويتها إلي افريقيا وآسيا لتجربة اختراعها الجديد تضحية بالرجل الاسود والاصفر فداء للرجل الابيض؟‏!‏
ويوم اطلق الروس الكلبة‏(‏ لايكا‏)‏ حول الأرض واجريت عليها مئات التجارب ثم كان لابد ان تموت‏...‏ ولما ماتت ثارت جمعيات الرفق بالحيوان مع أنها ماتت من أجل البشرية‏...‏ وكان منظرا عجيبا‏:‏ سفينة الفضاء كأنها نعش يدور حول الأرض‏,‏ وحول ألوف ملايين المشيعين في أكبر جنازة حارة والميت كلب‏!‏
كما أن رواد الفضاء عاشوا تحت الأرض في ظروف قاسية جدا في كهوف معزولة تماما عن الضوء والناس يقومون بتجارب مؤلمة استعدادا لرحلات طويلة حول الأرض أو حول القمر أو تحت قشرته أو في الطريق إلي الكواكب الاخري‏...‏ فكانوا يتبولون ويعالجون البول كيميائيا ويشربونه‏,‏ وكذلك مخلفاتهم الاخري يعالجونها ويتناولونها‏!!‏
ومنذ يومين احتفل العلماء الأمريكان واليابانيون في مدينة تولوز بفرنسا بالمتطوعين الفرنسيين الذين امضوا ثلاثة اشهر نائمين بالمقلوب‏:‏ الرأس تحت والساقان فوق علي سرير يميل ست درجات‏,‏ يأكلون ويشربون ويقرأون ويشاهدون التليفزيون ويتحدثون إلي أصحابهم بالتليفون وإذا ذهبوا لدورة المياه كانت مائلة ايضا تمهيدا لرحلاتهم الطويلة في منطقة انعدام الوزن في المدينة المدارية الدولية‏....‏ علي أن يتقاضي كل واحد‏7500‏ دولارا‏..‏ وقد نجحت التجربة‏,‏ وهم يستعدون لاستقبال متطوعين جدد‏..‏
ورواد الفضاء عندما يعودون الي الأرض يفقدون الكثير من توازنهم وبعضهم تختل وطائفه كلها ويرتبك تفكيره ويحتاج إلي تأهيل جديد‏..‏ وربما كانت أقسي تجربة هي التي عانتها رائدة الفضاء السوفيتية فالنتينا‏..‏ فبالامر قالوا لها‏:‏ نامي مع هذا الرجل في الفضاء‏,‏ ولما حملت امرها الزعيم خروتشيف بأن تتزوجه وانجبت بنتا وكبرت البنت مشوهة وزعموا انها طبيبة في الطيران الروسي‏..‏ ونشروا لها صورة‏(‏ مفبركة‏)..‏ ومن المؤكد أن كثيرين معالمهم قد تشوهت فلاهم بشر ولا هم حيوانات ــ فداء لك ولنا ولملايين غيرنا‏!‏(الأهرام المصرية)