بيروت ـ من وسام ابو حرفوش: انهارت الهدنة التي سبق ان رعتها سورية بين اركان الحكم في لبنان على وقع "الحرب العنيفة" التي انفجرت امس بين رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، وبدا أن "القطبة المخفية" فيها هي الموقف من انعقاد القمة العربية المقررة في بيروت في مارس المقبل، والتي يبدو ان مصيرها سيكون على غرار مصير القمة الفرنكوفونية التي كانت مقررة في اكتوبر الماضي و"طارت" بفعل التطورات الاقليمية والدولية,ووصف بري الحريري بأنه "لويس الرابع عشر" وتساءل في معرض حديثه عن التعيينات الادارية :"هل هناك أبناء دولة وابناء كلب؟",
ماذا قال الحريري؟ وكيف رد بري في "حملة القصف السياسي" التي طالت شظاياها كل الملفات المطروحة في لبنان ومع الخارج؟
اكد الحريري في ندوة صحافية "على الواقف" بعد تهنئته البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ان القمة العربية "ستعقد في موعدها في بيروت"، وان حكومته باقية حتى العام 2004، مشيراً إلى "اننا لسنا في مواجهة مع الاميركيين حول الإرهاب"، ولافتاً في رد غير مباشر على طلب السفير الاميركي فنست باتل جواباً لبنانياً على تصريحات نصرالله عن "عدم وجود مدنيين في إسرائيل"، ان لبنان ملتزم تحييد المدنيين بموجب "تفاهم ابريل 1996، وكلام نصرالله يعبر عن رأيه".
اما في شأن التعيينات الادارية والخلاف حول بعض المواقع، فقال الحريري "ان الذين تم تعيينهم يتمتعون بالكفاءة وحل عقدة المدير العام للضمان (مستشار الحريري) هو بتعيين شخص محسوب على الدولة".
ولم تكد وسائل الاعلام تنقل تصريحات الحريري حتى عقد بري، على غير عادته، ندوة صحافية "على القاعد"، شن فيها حملة عنيفة تميزت بالقسوة على الحريري.
وقال بري ان دعوته لارجاء القمة ربما "اصابت مقتلاً" عند الحريري مشيراً إلى "ان كل ما اريده من تأجيل القمة بعد شهرين هو الا يكون ارييل شارون الحاضر الاكبر في بيروت التي خرج منها قبل 20 عاماً بفعل المقاومة، فلا يدخلونه الآن بفعل سياستهم العظيمة".
ولفت إلى ان الموقف الذي طلبه السفير الاميركي من لبنان حول تصريحات نصرالله "صدر اليوم عبر كلام الحريري عن ان المدنيين مشمولون بتفاهم ابريل".
ووصف بري الحريري بـ "لويس الرابع عشر، انا الدولة والدولة انا"، متهماً مجلس الوزراء بارتكاب "جريمة جزائية" في التعيينات الادارية يعاقب عليها القانون، متسائلاً في رد على الحريري حول هذه التعيينات هل هناك "ابناء دولة وابناء كلب؟".
وعن رأيه في كلام الحريري عن ان حكومته باقية حتى العام 2004، قال بري "ان هذا من باب المونة، انه يتصرف بمونة على الدولة كلها"، اما في شأن التغيير الحكومي فلوح بأن "من طلع الحمار ينزله"، مهدداً بالكشف عن تفاصيل ملف التعيينات الادارية "اذا عدت وسمعت اي كلام في هذا الموضوع",
الا ان الحريري، الذي بدا متجهماً بعد هجوم بري، لم يشأ الرد على "هذه المزحة"، وقال ان "ابو مصطفى (بري) مهضوم"، معتبراً ان في امكان البرلمان سحب الثقة من الحكومة إذا شاء.(الرأي العام الكويتية)