&
القاهرة- ايلاف: في الوقت الذي يدخل فيه صراع الشرق الأوسط شهره السادس عشر، سينضم قريبا صوت جديد إلى موجة الإعلام التي تعكس وجهات النظر العربية واليهودية في المنطقة، وقال يوسف شريف رزق الله رئيس قناة النيل الدولية إن البرامج التي ستذاع بالعبرية على القناة، ستبث إلى إسرائيل بهدف "أن يفهم بعض الإسرائيليين وجهة نظرنا".
وعلى الجانب الآخر فقد أعلنت إسرائيل أنها ستبدأ بث قناة تلفزيونية جديدة على مدار الساعة باللغة العربية خلال مطلع العام الجديد.
ويقول مسؤول التلفزيون المصري، يوسف رزق الله إنه من المقرر أن تبدأ إذاعة برامج مصرية باللغة العبرية لمدة ساعتين يوميا، اعتباراً من مطلع العام 2002، وستقدم البرامج "آراء المصريين والعرب في هذا النزاع".
وكانت فكرة البرامج العبرية قد نشأت في اجتماع لوزراء الإعلام العرب كان قد عقد في بيروت في شهر يونيو/حزيران الماضي. وكان الأعضاء قد ناقشوا فيه طرق تأييد الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في سبتمبر/أيلول عام 2000.
وكان وزير الإعلام اللبناني غازي أريدي قد افتتح الاجتماع باقتراح إجراء شامل يقوم به قطاع الإعلام "لمواجهة المخاطر الإسرائيلية سواء على المستويات الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية".
وكان أريدي قد اقترح إنشاء محطة باللغة العبرية يتم بثها من خلال قناة خاصة بقمر صناعي عربي.
والجدير بالذكر أن المبادرات الجديدة جاءت جزئيا نتيجة قلق العرب من خطة إسرائيل لإطلاق شبكة جديدة باللغتين العربية والإنجليزية على قمر صناعي تصل إلى العالم العربي ولندن، ومحتمل أن تصل أيضا إلى نيويورك.
هدف المشروع
والآن، ستصبح مصر هي أول دولة عربية تذيع برامج تلفزيونية باللغة العبرية. وفي حين أن الهدف هو كسب الرأي العام الإسرائيلي، ربما يكون الغرض الأول هو إقناع المشاهدين اليهود أن يشاهدوا المحطة المصرية.
وتجدر الإشارة إلى أنه من غير المحتمل أن يشاهد معظم الإسرائيليين برنامجا ينتقد بلدهم بشدة، حتى إذا كان مترجما إلى اللغة العبرية.
وتشتد المنافسة. فالإسرائيليون قادرون على استعراض من 20 إلى 30 قناة كابل أو تبث بالقمر الصناعي تتضمن قنوات عربية مثل الجزيرة، وأبو ظبي، وإذاعة الشرق الأوسط، والنيل الدولية.
وقالت Ayelet Yehiav المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في القاهرة لمراسل محطة NBC الأميركية: "إن معظم الإسرائيليين الذين يرغبون في مشاهدة برامج عربية يفعلون ذلك بالفعل".
وأضافت أن "معظم المهتمين بوجهات النظر العربية يفهمون اللغة العربية ويمكنهم التعرف على الآراء العربية من خلال متابعة التلفزيون كل يوم".
وفيما يتعلق بكسب الرأي العام اليهودي، قالت Yehiav إنها لا تمانع فكرة محاولة اختراق الانقسامات السياسية والثقافية".
كما قالت "ولكن إذا كان المشاركون في إنتاج مثل هذه البرامج يعتقدون أنهم سينجحون في الوصول إلى المشاهد الإسرائيلي من خلال توجيه النقد فقط إلى إسرائيل والتشهير بها وحث العالم ضدها، فأنا أشك في ذلك".
برامج خاصة
وما زالت البرامج لم تتحدد بعد، ولكنها ستتضمن نشرات إخبارية، وتحاليل وتعليقات سياسية، وبرامج سياحية وثقافية، ومسلسلات ترفيهية يومية.
ومن ناحية أخرى، توفر محطة الراديو العبري في مصر مذيعي أخبار، ومترجمين، بالإضافة إلى الإدارة. وسيكون فريق العمل مسئولا عن عملية البرمجة أيضا. وبالنسبة لنشرات الأخبار ستكون عبارة عن ترجمة عبرية من نشرة الأخبار التي تذيعها قناة النيل الدولية، مع التركيز على الأخبار الإقليمية.
غير أن مراسلا مصريا سيقوم بتغطية إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وعلى الرغم من أن بعض البرامج ستعد خصيصا للمشاهدين الإسرائيليين إلا أن بعضها الآخر سيكون عبارة عن ترجمات عبرية لبرامج مصرية.
وقال رزق الله "سنحاول تقديم برامج مثيرة تمزج بين السياسة والتحاليل".
ومع ذلك، سيكون التحدي الرئيسي هو توصيل رسالة للمشاهدين المستهدفين بدون أن نجعل تنتقل إلى محطات أخرى".