القدس - اقترن اسم مروان البرغوثي اميسر حركة فتح في الضفة الغربية واحد ابرز الشخصيات الفلسطينية خلال العام 2001، بشكل وثيق بالانتفاضة الستمرة منذ 15 شهرا، ليغدو الناطق الرسمي غير المعلن لها. ويصف البرغوثي ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل الذي يكرر دوما اصراره على لجم الانتفاضة بانه "الطلقة الاخيرة لدى الاحتلال الاسرائيلي". وعلق عشية انتخاب شارون في شباط/فبراير الماضي وقال "انه الرصاصة الاخيرة في جعبتهم فليطلقوها".
واعتبر البرغوثي في احدى المقابلات الصحافية انه "لو أن الانتفاضة لم تحقق سوى الوحدلوطنبينافة القوى فصاالفلسطي لن ذلك إنجازا كافيا، فلقد أصبح الكل تحت برنامج سياسي واحد وهدف سياسي واحد هو إنهاء الاحتلال والاستيطان، وحق العودة للاجئين وعودة كامل الأراضي المحتلة بعد 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس". واضاف "لقد استطعنا أن نهز أركان الاحتلال واستيطانه في العام الماضي، وسيشهد العام الثاني من الانتفاضة بزوغ فجر الاستقلال وبداية إنهاء الاحتلال، وسوف يكون عاما قاسيا وصعبا وداميا ووبالا على الاحتلال".
وتضع استطلاعات الراي المحلية الخاصة بالشخصيات الاكثر شعبية في صفوف فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة،البرغوثي (42 عاما) في المرتبة الثالثة بعد الرئيس ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس. وهو يتقدم بذلك على شخصيات فلسطينية ذائعة الصيت مثل النائب وكبير المفاوضين السابق حيدر عبد الشافي و والنائبة عن منطقة القدس في المجلس التشريعي والناطقة السابقة باسم الوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد للسلام حنان عشراوي. وتعزى شعبية البرغوثي بشكل كبير الى تبوئه المنصب غير المعلن، متحدثا باسم الانتفاضة، وكذلك علاقاته الوثيقة مع جميع قادة الفصائل الاخرى لاسيما حركتا حماس والجهاد الاسلاميتين.
&وهو استطاع ان يجمع مندوبين من هذه الفصائل والحركات المختلفة الرؤى والاجتهادات في اطار ما بات يعرف ياسم "لجنة القوى الوطنية والاسلامية" التي تدير فعاليات الانتفاضة اليومية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبحسب مقرببن فان البرغوثي المعروف عنه "نفسه الطويل في العمل وقدرة الاحتمال الكبيرة "انه لعب الدور الاكبر في دفع واقناع حماس والجهاد لتلبية دعوة وقف اطلاق النار التي اطلقها عرفات في خطابه الاخير لمناسبة عيد الفطر في 16 كانون الاول/ديسمبر الجاري.
&ويؤكد هؤلاء انه ماض قدما "في مهمة تقليص الفجوات السياسية" بين مختلف المنظمات الفلسطينية، الامر الذي ان تحقق، فانه سيضع البرغوثي في مصاف القادة السياسيين الفلسطينيين الاوائل. ومع ذلك، فان نجمه يظل يدور في فلك الانتفاضة التي دفع الفلسطينيون حتى الان ثمنا باهظا خلالها مع سقوط نحو الف منهم وجرح عشرات الاف اخرين وتدمير كبير لاقتصادهم وبنيتهم.
&ولاينفك البرغوثي الذي بدأ نشاطه السياسي ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ كان مراهقا من ترديد ان الانتفاضة " لن تتوقف الا بخروج جميع المستوطنين وزوال الاحتلال". ومنذ اندلاع الانتفاضة في اواخر ايلول/سبتمبر 2000 وصورة وصوت هذا الفلسطيني الاسمر، الرشيق القصير القامة، الذي يحمل اجازة في العلاقات الدولية، لا تبرح تفارق وسائل الاعلام المختلفة متحدثا عن اهداف الانتفاضة ومطالب الفلسطينيين بالاستقلال. وتتهمه اسرائيل بانه "مدبر" الانتفاضة وانه يقف خلف الهجمات المسلحة التي ينفذها اعضاء في حركة فتح وتستهدف جنودا ومستوطنين اسرائيليين في الاراضي المحتلة.
&ونجا هذا المسؤول في حركة فتح، كبرى الفصائل الفلسطينية، من محاولة اسرائيلية لاغتياله عندما اصيبت سيارته بصاروخ اطلقته مروحية عسكرية امام مكتبه في مدينة رام الله بالضفة الغربية. واصدر الجيش الاسرائيلي مذكرة اعتقال بحقه وفي الثالت عشر من شهر كانون اول/ديسمبر الجاري اقتحم جنود اسرائيليون منزله في ضاحية الطيرةام الله واحتجزوا زوجته واطفاله الاربعة واحد اشقائه لاكثر من ثلاثين ساعة.
وللبرغوثي الذي بدأ نشاطه ضد الاحتلال في سن مبكرة سجل حافل مع الجيش الاسرائيلي الذي اعتقله اكثر من مرة وامضى في سجونه عدة سنوات بتهمة الانتماء لحركة فتح ونشاطه المناهض لاسرائيل. وكان البرغوثي وهو من مواليد قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية ابعد الى جنوب لبنان في عام 1988 عند بداية الانتفاضة الاولى (1987-1994).
&ولم يثنه الابعاد عن مواصلة نشاطه من خلال حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتخذ تونس مقرا لها حتى عاد الام ا اثاتفاق او عا1993 لذي اتاقامة سلطة الحكم الذاتي. وفي عام 1996 انتخب عضوا في اول مجلس تشريعي فلسطيني منتخب عن دائرة رام الله وضمن قائمة حركة فتح، حيث عرفت عنه معارضته للسلطة لاسيما ما يتعلق بقرار القانون الاساسي وقضايا الحرية والديموقراطية. ومن الملفت ان البرغوثي الذيحدت العبرية بطلاقة كان احد ابرز الشخصيات الفلسطينية التي ظلت على اتصال دائم مع نشطاء السلام الاسرائيليين حتى اندلاع الانتفاضة الاخيرة.