بدت الازمة الناشئة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء رفيق الحريري تراوح مكانها في ضوء مؤشرين هما التزام رئيس الجمهورية اميل لحود الصمت حيالها، وعدم بروز اي ملامح لوساطة سورية بينهما.
واذ يسافر بري اليوم الى القاهرة في زيارة خاصة تستمر الى الثلثاء، قالت اوساطه ليل امس انه على استعداد للبحث في كل الامور، الوظائف وغير الوظائف، مؤكدة ان القضية اصبحت ابعد من قضية الضمان والتعيينات فيه. وكان بري استقبل مساء وزير الاعلام غازي العريضي الذي بحث معه في امور اعلامية واوضاع "تلفزيون لبنان"، وخلافاً للانطباع الذي تركته زيارة العريضي عن احتمال قيامه بوساطة بين بري والحريري، فقد تأكد ان وزير الاعلام لم يتول اي وساطة.
وذكرت معلومات ان سوريا ليست في وارد "التبرع" بدور في هذا السجال الذي يجرها الى مسائل جانبية ليس اوانها الآن، وهي اذ تحرص على التوازن بين المسؤولين، فإنها تترك لهم حل هذه المشكلة.
اما بالنسبة الى الرئيس لحود الذي يبدو غير متحمس حالياً لاطلاق اي مبادرة قبل رأس السنة، فقد علمت "النهار" انه ابدى انزعاجه مما حصل لأن المرحلة الحالية تستوجب عدم الخوض في لعبة المناحرات الداخلية وخصوصاً ان المواضيع المختلف عليها ليست جوهرية. ونقل عن لحود قوله ان جميع الذين عيّنوا هم ذوو كفاية اياً يكن مصدر تسميتهم لأن ولاءهم سيكون للدولة وليس لمن اقترحهم ولا لطوائفهم.
لكن اوساطاً نيابية متابعة لمرحلة التعيينات ذكرت ان مفاوضات طويلة كانت اجريت بين بري والحريري في شأن التعيينات من خلال لقاءات كانت تعقد في عين التينة اكثر من مرة في الاسبوع قبل ان يختلفا. ثم تصالحا قبيل عيد الفطر عندما اجتمعا في منزل صديق مشترك في حضور الوزير محمد عبد الحميد بيضون والنائب محسن دلول الذي تولى هذه الوساطة. وتابعا اجتماعاتهما الدورية اثر ذلك الى ان اختلفا على منصبين هما المدير العام للاقتصاد الذي طالب بري بابقاء عصام حب الله فيه فيما تبنى الحريري اقتراح وزير الاقتصاد باسل فليحان ترشيح حنين عبدالله لهذا المركز. والمنصب الثاني هو المدير العام للضمان الاجتماعي الذي رشح له بري احمد جشي فيما رشح الحريري غازي يوسف.
ورفض بري ابعاد شقيقه ياسر من مجلس الانماء والاعمار، ولكن مفاوضاتهما توصلت الى مخرج لهذا الخلاف قضى باقتراح تعيين حب الله وياسر بري والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة سفراء من خارج الملاك، ورفعا هذا الاقتراح الى رئيس الجمهورية الذي عارضه انسجاماً مع موقفه منذ بداية العهد بمنع تعيين سفراء من خارج الملاك. ونقل عن لحود قوله ايضاً ان وزارة الخارجية ليست مستودعاً لتسوية التناقضات ولا لحل الخلافات على حساب الوزارة. واوضحت الاوساط النيابية ان عدداً كبيراً من المناصب التي شملتها التعيينات كان توافق عليها بري والحريري في مفاوضاتهما التي شملت اكثر من سبع جلسات عمل بعيدة من الاضواء وتناولت مواقع في مستشفيات حكومية ومجالس ادارات المياه والمرفأ والكهرباء وانترا وطيران الشرق الاوسط و"ايدال" و"اوجيرو" وصندوق المهجرين وقطاعات اخرى من الادارات والمؤسسات العامة، الا ان الاوساط نفسها تحدثت عن جانب ضمني في الخلاف هو انعقاد القمة العربية في بيروت وهذا ما لمح اليه الحريري عندما قال ان موقف بري من القمة هو موقف شخصي.
واشارت تلك الاوساط الى ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومعاون وزير الخارجية الايراني محمد الصدر اثارا مع الرؤساء الثلاثة الموضوع الذي يعترض عليه بري وهو دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي للمشاركة في القمة. واكد لحود والحريري اصرارهما على انعقاد القمة في الموعد المقرر في اشارة الى ان التشاور الدائم بين الرئيسين اللبناني والسوري لم يلحظ حتى الآن اي مناقشة لتأجيل القمة رغم تخوف سوريا من مطابقة نتائجها لنتائج مؤتمر وزراء الخارجية العرب الاخير.
* في القاهرة (رويترز) قال متحدث باسم جامعة الدول العربية امس ان الجامعة ستعقد قمتها السنوية في بيروت في اواخر آذار المقبل، وان القضية الفلسطينية ستتصدر جدول اعمالها.
وقال المتحدث الذي لم يحدد موعد انعقاد القمة بدقة، انها ستعقد في الاسبوع الاخير من شهر آذار.
واضاف ان القادة العرب الذين سيحضرونها سيناقشون سبل التعامل مع العنف المتنامي في الاراضي الفلسطينية، مشيراً الى انه يتم الآن وضع تفاصيل جدول الاعمال.
واوضح ان من المتوقع ان يكون بين الموضوعات الاخرى على جدول الاعمال اصلاح الجامعة العربية والوضع الاقليمي.(النهار اللبنانية)