&
بوينس ايرس&- تظاهر الاف الارجنتينيين ليل الجمعة السبت احتجاجا على فساد بعض المسؤولين في الحكومة الجديدة والابقاء على القيود المصرفية مرددين امام القصر الرئاسي والكونغرس في بوينس ايرس "ليرحلوا جميعهم ولا يبقى منهم احد".
وكما فعلوا في 19 و20 كانون الاول/ديسمبر احتجاجا على حكومة الرئيس السابق فرناندو دي لا روا، نزل الاف المتظاهرين الى شوارع العاصمة يقرعون على الطناجر ويرددون شعارات مناهضة لحكومة الرئيس الجديد ادولفو رودريغيس سا الذي انتخبه الكونغرس الاحد على راس الدولة بعد استقالة دي لا روا.
&وتجمع غالبية المتظاهرين في محيط القصر الرئاسي في ساحة مايو حيث تظاهروا بصخب ولكن من دون اعمال شغب عدة ساعات قبل ان تفرقهم الشرطة حوالى الساعة 2.30بالتوقيت المحلي (6.30تغ) بالقنابل المسيلة للدموع. ودارت حوادث متفرقة بعد ذلك بين الشرطة ومجموعات من المتظاهرين قاموا برشق الحجارة واشعال النيران في سلال النفايات وتكسير بعض واجهات المحال التجارية وتعرض شرطي للضرب على يد متظاهرين واصيب بجروح.
&وتمكنت مجموعة من المتظاهرين من اقتحام مقر الكونغرس وحطمت كل ما وقع بين ايديها قبل ان تضرم النيران التي تم اخمادها بسرعة. وقالت شابة ان العديد من المتظاهرين الشبان تبادلوا رسائل الكترونية عبر الانترنت تدعو الى التظاهر احتجاجا على تعيين كارلوس غروسو مستشارا للرئيس الجديد وهو مقرب من الرئيس السابق البيروني كارلوس منعم (1989-1999).
&واضطر كارلوس غروسو الرئيس السابق لبلدية العاصمة والمتهم بالعديد من قضايا الفساد الى اعلان استقالته. وقد اكد الامين العام للرئاسة لويس لوسكينوس هذه الاستقالة للصحافيين. وقال خوسيه لويس ديلغادو وهو حرفي عاطل عن العمل "هذه التظاهرة عفوية ولم يدع لها اي حزب سياسي. لقد نزل الناس الى الشوارع ليقولوا انهم ضاقوا ذرعا من الفساد والفاسدين في الحكومة".
&وقالت ليليانا هيغا التي جاءت سيرا على الاقدام مع جيرانها من حي سان تلمو القريب من وسط بوينس ايرس للانضمام الى التظاهرة "نرفض هذه الحكومة كما رفضنا حكومة دي لا روا. كلهم فاسدون وقد سرقونا بما فيه الكفاية".
وقال المهندس الشاب ارييل "جئنا الى هنا لندافع عن افكار العدالة الاجتماعية والديموقراطية والتقدم". ويحتج المتظاهرون ايضا ضد الابقاء على قرار فرض قيود مصرفية على السيولة النقدية الذي كانت اتخذته حكومة دي لاروا.
وكتب على لافتة رفعها رجل متقدم في السن "لقد اودعت اموالي في المصرف ليحفظوه لي لا ليسرقوه" وذلك قبل ان تشهد التظاهرات حوادث ويتم تفريقها. ووقعت هذه الحوادث بعد ان تهافت الاف الارجنتينيين الجمعة الى العديد من المصارف في البلاد لمحاولة سحب اموالهم.
وحددت السلطات كمية النقود التي يمكن سحبها من المصارف بالف بيزو في الشهر منذ مطلع كانون الاول/ديسمبر وذلك لمنع تسرب الرساميل. وكان الاف المتظاهرين نزلوا الى شوارع العاصمة في 19 كانون الاول/ديسمبر اثر حملة نهب طاولت مئات المتاجر ودفعت بالرئيس دي لاروا الى اعلان حال الطواريء.
وتظاهروا مجددا في ساحة مايو وفي الشوارع المجاورة غداة ذلك وفرقتهم قوى الامن بعنف. واوقعت الاضطرابات هذه التي استمرت يومين 30 قتيلا ودفعت بالرئيس دي لاروا الى تقديم استقالته.
وكان الكونغرس انتخب الاحد الماضي ادولفو رودريغيس سا رئيسا للبلاد الى حين تنظيم انتخابات رئاسية في الثالث من اذار/مارس 2003. واعلن على الفور تعليق تسديد الدين العام الارجنتيني البالغ 132 مليار دولار كما اعلن عن سلسلة تدابير تهدف الى تهدئة الغضب الشعبي.