&
الكويت: أماني الصاوي: منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي سارعت الحكومة الكويتية لاتخاذ اجراءات مشددة امنية ومصرفية خاصة بعد ظهور ان احد اركان تنظيم بن لادن والمتحدث باسم "القاعدة" سليمان بوغيث هو كويتي الذي اوقعها في حرج بالغ. وكان اكثر الخطوات وضوحا اعلان الحكومة عن مراقبة النشاطات الخيرية التي ثبت دوليا انها من بين وسائل حركة الجماعات المتطرفة. كما وضعت الحكومة تحت المراقبة تبرعات اللجان الخيرية وأماكن تحويلها.
وفي خطوة تعد الأولى من نوعها في الكويت قامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي يرأس وزيرها مبارك العيار من خلال اللجنة العليا للعمل الخيري بطرح مناقصة عالمية يتم من خلالها اختيار شركة تدقيق حسابات دولية مهمتها مراجعة حسابات تلك اللجان الخيرية لمعرفة مصادر تمويلها والجهات التي تذهب اليها تلك الأموال. وفي موقف مشابه أعلن أيضا ان البنك المركزي الكويتي سيقوم بمراقبة تحركات أموال اللجان الخيرية التي طالما قالت انها تمول مشاريع خيرية لصالح المسلمين في جميع بقاع الأرض.
أما على صعيد الإجراءات الأمنية فقد صعدت الاجهزة اجراءاتها وشددت أمنيا رقابتها على جميع منافذ الكويت البرية والبحرية والجوية للقبض على أي مشتبه به يمكن أن يكون على علاقة بجماعة القاعدة أو غيرها من الجماعات الارهابية الأخرى، كما قامت وزارة الداخلية من وقت لآخر بحملات تفتيشية مشددة استهدفت من ليس لديهم إقامات سارية المفعول في الكويت.
وأدى هذا الإجراء الى هروب العديد من الأفغان الذين لا يريدون العودة لبلادهم عبر الحدود البحرية الى دول مجاورة مثلما حدث مع مجموعة من الأفغان الذين فروا بحرا الى العراق لعدم حصولهم على اقامات شرعية داخل الكويت.
ومع انه لم يعلن رسميا عن ضبط اسلحة يمكن أن تكون قد دخلت الكويت في الفترة التي تلت احداث سبتمبر الا ان السلطات الأمنية تواصل البحث عن أسلحة تقول انها من مخلفات الغزو العراقي على الكويت ولا تزال في متناول العديد من المواطنين.
وبالرغم من تكتم السلطات الأمنية الكويتية على التحقيقات التي تجريها مع العديد من الاسلاميين فقد اكد مصدر أمني موثوق أن الوزارة قامت بعمل تحقيقات مكثفة مع عدد كبير من المواطنين الذين شاركوا في وقت سابق في أعمال جهادية خارج البلاد لكن أكد أن المسألة لم تعد أكثر من تحقيقات تم الافراج عنهم بعدها.وتوعد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الصباح في أكثر من مناسبة بمساءلة أي من المواطنين الكويتيين الذين يحاربون حاليا في أفغانستان نظرا لكونهم لم يأخذوا اذنا من قبل حكومتهم.
ويبقى اسم بوغيث الذي أعلن أنه الناطق الرسمي باسم حركة القاعدة هو الاسم الشعبي الاكثر تداولا منذ أحداث سبتمبر، حيث أنه احرج الحكومة الكويتية بسبب موقفه المعادى للولايات المتحدة الأميركية التي لا يزال الكويتيون يدينون لها بالعرفان لتحرير بلادهم من الغزو العراقي عليها. وقد قامت الحكومة بسحب جنسيته واعلان ذلك رسميا.
أما خالد شيخ محمد الذي نشر اسمه على أنه الكويتي الوحيد من بين اسماء الأشخاص و المنظمات الارهابية التي أعلن عنها مجلس الاتحاد الأوروبي في وثيقة نشرت يوم أمس، فقد اعترفت جهات رسمية بانه بالفعل من مواليد الكويت لكنه ليس مواطنا كويتيا.
وشرعت وزارة الشؤون الاجتماعية في تنفيذ قرارها الخاص بازالة الاكشاك غير المرخصة للجهات الخيرية في عدة مناطق مختلفة الكويت. وقال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الشيخ دعيج الخليفة المالك الصباح ان الحملة شملت مناطق كيفان والشامية والسرة والجابرية وستقوم الوزارة بازالة الاكشاك المتبقية في المناطق الاخرى.
(الشرق الاوسط اللندنية)