ايلاف- سمر عبدالملك: نتج عن القصور في الصواريخ الجوية الأميركية عابرة القارات تشويش على الخطة التي وضعتها الولايات المتحدة للقصف الشامل للعراق. واستنفذت الصواريخ الجوية الأميركية وهي من أكثر الصواريخ فتكا ودقة في التصويب لدى القوات الجوية الأميركية مما دفع القادة العسكريين الى الضغط على مصنعي صواريخ بوينغ ليسرعوا في انتاجها.
وذكرت صحيفة "تيليغراف" اللندنية أن الولايات المتحدة الأميركية لا تتوقع أن تجهز دفعة الصواريخ التي طلبتها العام الماضي قبل مرور أشهر، كما أنه من الممكن أن يستلزم وقتا أطول لاعادة بناء المخزون ليبلغ المستوى الذي يمكن أميركا من تنفيذ هجوم جوي حيوي على العراق.
وأرهقت الهجمات التي قامت بها الولايات المتحدة على أفغانستان والسودان عام 1998 وعلى كوسوفو قبل سنتين مخزون الصواريخ لديها، حيث يقال بأن عدد الصواريخ الجوية التقليدية (غير النووية) التي بقيت بعد الجردة لدى اميركا جاء أقل من& 30 صاروخا.
وتعتبر الصواريخ التي تبلغ قيمة تصنيعها 900 ألف جنيه استرليني سلاحا تكتيكيا حيويا لتدمير الأهداف عن ارتفاع 800 ميل دون سابق انذار.
وجاء نبأ القصور في مخزون الصواريخ الاميركية عابرة القارات بعد تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش باستمرار الحرب ضد الارهاب حتى عام 2002، حيث أفاد خلال خطابه الأسبوعي الذي اذاعه على الراديو بأن "تتطلب السنة المقبلة التزامنا الداعم للحرب ضد الارهاب"، مضيفا "لا يمكننا أن نعرف كم ستدوم هذه المعركة، الا أنه يمكنها أن تنتهي بطريقة واحدة فقط: بانتصار أميركا ومبدأ الحرية".
ويجهز عمداء أميركا عددا من الخطط لاسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، حيث تدفع القوات العسكرية الاميركية الى اقتحام واسع للعراق من خلال حملة شبيهة بعملية عاصفة الصحراء، الا أن هذا الأمر من الممكن ان يتطلب أشهرا من التخطيط اضافة الى تحرك مئات آلاف الجيوش.
يبقى الامر الأساسي لأي خطة هجوم على العراق هو ضرورة ان تشمل الخطة استخدام القوات الجوية وذلك بهدف تدمير نظام الدفاع الجوي العراقي من خلال الصواريخ عابرة القارات، وكما أن احتمال وقوع اصابات هو أعلى من النسبة التي كانت خلال حرب الخليج.
أما الخيارات المتوفرة أمام أميركا حاليا هي استخدام صواريخ "توماهاوكس" الجوية، والتي استخدمت أميركا 85 منها في حربها على أفغانستان. وصواريخ "توماهاوكس" ممكن اطلاقها من البواخر او الغواصات الا أنها لا تملك المدى لتطال الاهداف العراقية كلها، الواقع الذي يعيه صدام.
ومن المحتمل أن لا ترغب القوات البحرية الأميركية بان تقلل من مخزون صواريخ "توماهاوكس" لديها، وذلك لتفادي افتقار القوات العسكرية ذات القدرات الخارقة في العالم لصواريخ حيوية بعيدة المدى.
وأفاد محرر أسلحة جاين الجوية روب هيوسون بأن أميركا لن ترسل المتفجرات الا بعد أن يدمر نظام الدفاع الجوي وأنظمة الاتصالات بالصواريخ البعيدة المدى في العراق.
وقال ان "البنتاغون لن يرغب بأن يشن هجوما شاملا ضد العراق دون أن يملك مخزونا كبيرا من الصواريخ الجوية البعيدة المدى".
تجدر الاشارة الى أن ايران بدورها تعتبراحدى أكبر القوات المسلحة في العالم، حيث لديها نظام دفاع جوي مقتدر، والولايات المتحدة لن ترغب في أن تطلق هجوما ضدها دون ان تدمر غالبية دفاعاتها الجوية أولا.
وصرح ناطق رسمي باسم البنتاغون بأن "الخيار الوحيد في ما يخص العراق هو التماسك وملء المخازن ثانية، معترفا بأن مخزونات الصواريخ الجوية عابرة القارات انهكها ضرب أفغانستان السودان وكوسوفو.
وعند سؤاله عما اذا كان هذا العجز يؤخر العمليات العسكرية المستقبلية الواسعة المدى أجاب: "القادة العسكريون يدركون الوضع الحالي وتتخذ الولايات المتحدة التدابير الازمة لمعالة الامر".
كما أن البنتاغون أعطى موافقته لصيغة محترفة من الـ"دايسي كاتر" التي استخدمت في أفغانستان. وتجدر الاشارة الى أنه تم اطلاق "بلو 118 بي" لأول مرة في 14 كانون الأول (ديسمبر) في صحراء نيفاد، حيث شكلت هذه الوسيلة موجة ضغط قادرة على تدمير الكهوف وقتل الجنود العسكريين في الهواء الطلق.