فلسطين-خاص : قالت مصادر سياسية اسرائيلية مطلعة امس ان اسرائيل بعثت في الاشهر الاخيرة عدة رسائل هامة وحاسمة لسوريا عبر زعماء عرب ومسلمين تتضمن دعوة لكبح جماح حزب الله والعودة الي طاولة المفاوضات. وقالت المصادر لصحيفة معاريف الاسرائيلية انه في اعقاب الرسائل الاسرائيلية لوحظ علي الارض تغيير طفيف في الميل السوري تجاه اسرائيل وخاصة تجاه حزب الله. وحسب المصادر الاستخبارية "ثمة انخفاض كبير في تزويد السلاح الي حزب الله، من ايران عبر دمشق ولكن لا يزال يوجد ارساليات اسلحة وأموال".
ومن بين الرسائل الاسرائيلية، رسالة واحدة نقلت من قبل وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اثناء زيارته الي تركيا. وطلب بن اليعازر من رئيس الحكومة التركي والرئيس التركي نقل رسائل للسوريين لكبح جماح حزب الله ووقف دعمه مقابل استئناف اسرائيل المفاوضات.
والرسالة الثانية نقلت ايضا من قبل بن اليعازر بواسطة الملك عبدالله عاهل الاردن. وفي المكالمة التي اجراها مع الملك الاردني طلب بن اليعازر نقل رسالة الي السوريين بأن اسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات مقابل ان يكبح السوريون جماح حزب الله. ونقل عبدالله هذه الرسائل الي السوريين مع توصيات ايجابية.
ونقلت رسالة اخري الي السوريين عبر مبعوث اسرائيلي كبير التقي مع عنصر عربي قبل عدة اشهر وسلمه رسالة حاسمة بأن اسرائيل تتوقع من السوريين وقف الدعم لحزب الله ووقف عمليات" التنظيمات الارهابية "- ومقابل ذلك تستأنف المفاوضات.
وقال مصدر اسرائيلي كبير لصحيفة معاريف انه في كل الرسائل تم الاعراب عن الرغبة الاسرائيلية الشديدة في استئناف المفاوضات. "السوريون مهمون جدا في الساحة الشرق اوسطية وبدونهم لا يمكن صنع الشرق الاوسط الجديد. بالنسبة لنا من المهم ان تكون الجبهة الشمالية هادئة وان يمنع السوريون عمليات حزب الله".
ونقلت رسالة اخري من قبل الاميركيين للسوريين طلب فيها الاميركيون وقف عمليات المنظمات الارهابية ودفع السوريين الي اتخاذ قرار أولي باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وحسب تقرير سري وصل اوساط اسرائيلية كبيرة، ثمة استعداد مبدئي من قبل الرئيس بشار الاسد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، ولكن مصدر في جهاز الاستخبارات يعتقد ان الاسد الابن لم ينضج بعد للجلوس مع الاسرائيليين واجراء مفاوضات مثلما فعل والده بعد عدة سنوات من المواجهة مع اسرائيل.
صحيح ان السوريين لم يردوا بالايجاب علي هذه الرسائل ولكن يتضح من رد اوساط غربية كبيرة، من بينهم مصدر مسلم، ان ثمة استجابة سورية لتخفيف نشاط حزب الله. وتفيد المعلومات التي وصلت اسرائيل ان ثمة تغييرا طفيفا في الميل السوري تجاه حزب الله خاصة بعد العمليات في ابراج التوأم في الولايات المتحدة.
وقال مصدر اسرائيلي رسمي لمعاريف انه بعد العملية في ابراج التوأم وصلت اسرائيل رسائل رد من السوريين عبر طرف ثالث بموجبها ثمة استعداد سوري لكبح جماح حزب الله. اضافة الي ذلك قال المصدر الاسرائيلي انه لا يمكن القول اليوم ان السوريين سيجلسون معنا لاجراء مفاوضات فورية.
من جهة اخري كشفت مصادر عبرية النقاب امس الأحد عن أن دمشق أبلغت الولايات المتحدة الأميركية موافقتها علي استئناف المفاوضات السياسية مع الحكومة الاسرائيلية دون شروط مسبقة علي أن تبدأ من النقطة التي انتهت عندها في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن تقرير سري وصل إلي تل أبيب من واشنطن قوله إن المبعوث الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط ويليام بيرنز بحث موضوع استئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل خلال الاجتماع الذي عقده في دمشق قبل نحو أسبوع مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار التقرير إلي أن الرئيس السوري أعرب عن استعداده لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين دون شروط مسبقة ولكنه أصر علي استئنافها من النقطة التي توقفت عندها في عهد والده الراحل حافظ الأسد.(الراية القطرية)