هشام عبد الله: تشير تأكيدات مسؤولين وتطورات ان الأجهزة الأمنية ستتصدر التغييرات التي أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم السبت عزمه تطبيقها في مؤسسات السلطة الفلسطينية.
&وقال مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس تعليقا على خطاب الرئيس الفلسطيني أمام المجلس التشريعي "ليس هناك مؤشر رئيسي قوي على نية عرفات في بدء عملية إصلاح حقيقية لكن في المقابل بدأت التحضيرات والاتصالات لاعادة هيكلة اجهزة الامن الفلسطينية.
&واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، ان الزيارة التي قام بها اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الى عرفات امس الثلاثاء "تندرج في اطار التنسيق بين مصر والولايات المتحدة الاميركية والسلطة الفلسطينية للتحضيير للتغيير الذي سيمشل الاجهزة الامنية الفلسطينية".
&ولم ترشح اي معلومات عن لقاء رئيس جهاز المخابرات المصرية بالرئيس الفلسطيني لكن العقيد محمد دحلان رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة الذي شارك في اللقاء عاد برفقة سليمان الى القاهرة لاستمكال التحضيرات الخاصة بهذا التغيير.
&وكان دحلان اعلن في مقابلة خاصة لوكالة فرانس برس انه اقترح على الرئيس الفلسطيني دمج المؤسسات الامنية الفلسطينية في جهاز واحد او اثنين.
&واستنادا الى مصادر مقربة من الرئاسة الفلسطينية فان "الولايات المتحدة والاوربيين والاسرائيليين معنيون بالدرجة الاولى بمؤسسة امنية قوية قبل اي اصلاح اداري فلسطيني اخر ومقتنعون انه بدون تغيير امني جذري واصلاحات ادارية بغض النظر عن ماهيتها وحجمها فانه لا يمكن ضبط الامور والعودة الى العملية السياسية".
&وتضغط اسرائيل والولايات المتحدة باتجاه هذا التغيير في المؤسسة الامنية الفلسطينية على ضوء مجريات الانتفاضة الحالية حيث شارك عناصر من هذه الاجهزة في تنفيذ هجمات مسلحة ضد اسرائيل.
&وتضم السلطة الفلسطينية عشرة اجهزة وتعد نحو 40 الف عنصر ابرزها جهاز الامن الوقائي بفرعيه في قطاع غزة والضفة الغربية.
&وخلال الاشهر الماضية من الانتفاضة دمر الجيش الاسرائيلي تقريبا البنية التحتية للاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية والحق دمارا كبيرا بمقراتها في قطاع غزة.
&واوضح المسؤول ان "النقاش الجاري حول تغيير المؤسسة الامنية يشمل عدة اقتراحات من ضمنها وضع كافة الاجهزة تحت سقف واحد، وبحث امكانية تشكيل مؤسستين احداهما طابعها عسكري والاخرى مدني".
&واعلن عرفات في خطابه امام المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة رام الله ان الوضع الفلسطيني "الداخلي ونظامنا السياسي يحتاج الى مراجعة شاملة والاعداد السريع للانتخابات واعادة النظر بكافة تشكيلاتنا الامنية والادارية".
&واوضح "انني اصر على تقديم صياغة كاملة وجديدة للسلطة واداراتها واجهزتها الامنية من اجل اعادة البناء على قاعدة اقوى واصلب وبناء دولة فلسطين" مشددا على ان "هذه هي ساعة العمل والبناء والتصليح وبالرغم من كل الاعاقات لتجميع الطاقات".
&وقال ممدوح نوفل احد مستشاري عرفات ان "مواجهات الحرب الاخيرة مع اسرائيل كشفت عن ثغرات في بنى جميع المؤسسات بما فيها الامنية وانها تحتاج الى معالجة".
&واضاف " لكن الحاجة الداخلية هي التي يجب ان تفرض نفسها كاولوية وليست المطالب الاخرى".
&بيد ان العديد من القادة المحليين ونواب المجلس التشريعي شككوا في جدية اعلان عرفات وطالبوا بخطوات عملية.
&وقال حاتم عبد القادر النائب عن منطقة القدس واحد مسوؤلي حركة فتح فيها "لم نلمس ان هناك ارادة جدية للتغيير بل مجرد تصورات لاحداث تغييرات تجميلية".
&واضاف "نريد تغييرا ذا مغزى يمكن ان يجد تعبيره لدى الشعب الفلسطيني على الصعيد الاداري والسياسي. نريد الية عمل وبرامج ورؤية واضحة للاصلاح".
&وردا على سؤال حول احتلال المؤسسة الامنية الصدارة قال عبد القادر "نحن غير مطلعين على ما يجري بالتفصيل لكننا لاحظنا ان هناك تنسيقا مع المصريين والاميركيين لاعادة هيكلية الاجهزة الامنية الا اننا سنقاوم اي تغيير يتعارض مع مصلحة الشعب الفلسطيني وامنه وحقوقه واستقراره".
&ومنذ رفع الحصار الاسرائيلي عن مقر عرفات اوائل الشهر الحالي والادارة الاميركية واسرائيل تطالبان عرفات بالبدء باجراء اصلاحات داخلية و"محاربة العنف".