ن. جايارام&
&
بكين: يفترض ان تعرض على احد مسارح بكين في مصادفة تدعو الى السخرية والدهشة في آن واحد، مسرحية مقتبسة عن رواية "مزرعة الحيوانات" التي يوجه فيها الكاتب جورج اورويل نقدا لاذعا للانظمة الدكتاتورية بينما يستعد النظام الشيوعي الصيني لتنصيب قادته الجدد. وفي رواية الكاتب البريطاني الصادرة عام 1945، تتولى الحيوانات السلطة في احدى المزارع لتحرير الحيوانات الاخرى من البشر الذين يستغلونها. غير ان مجموعة من الخنازير تقوم في نهاية الامر بممارسة سلطة اشد قسوة من الحكم البشري الظالم. ويحمل اورويل في الرواية هذه تحديدا على الانظمة الدكتاتورية في تأكيده ان "جميع الحيوانات متساوية، غير ان بعضها اكثر مساواة من سواه". وليس النظام الصيني حيث تؤكد نخبة يعمها الفساد انها تنتمي الى الثورة الشيوعية، بمنأى عن التشبيه بقصة الرواية. غير ان مخرج المسرحية شانغ شينغجون يعبر عن رأي مختلف، اذ يوضح في وقت يتكرس رسميا انفتاح الحزب الشيوعي على الوجوه الجديدة ان "الصين لم تبلغ بعد المرحلة الاخيرة، حين يتحول الخنازير الى بشر ويعم الظلم المجتمع". ويؤكد ان "البشر في المسرحية لا يمثلون الرأسمالية، بل الخمول والانانية". وستعرض المسرحية في حال لم تمنعها الرقابة في اللحظة الاخيرة، ابتداء من مساء الجمعة في المعهد الوطني للمسرح، على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من شمال قصر الشعب حيث ينعقد منذ اسبوع المؤتمر السادس عشر الذي يضم اكثر من الفي مندوب. ويرى شانغ البالغ من العمر ثلاثين عاما ان المسرحية تتطرق الى موضوع الفساد، وهي مشكلة لا ينفي الحزب وجودها. ويقول "علينا مواصلة التفكير والتأمل وعدم التركيز فقط على جني المال. وحيث نكتشف وجود الفساد، علينا ان نجرؤ على رفع صوتنا". ويتابع ان "امكان عرض هذه المسرحية في هذا الوقت بالذات يبشر بالخير". واشارت زوجته الى ان تزامن المسرحية مع المؤتمر ليس سوى مصادفة اذ تم تأخير موعد عقد المؤتمر بسبب زيارة قام بها الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى الولايات المتحدة.
واذا كان السيناريو حصل على موافقة السلطات فان العرض بعد اخراجه ما زال ينبغي ان يوافق عليه المحققون حسبما اوضح سو يو، استاذ شانغ السابق في المعهد. وقال سو ان مشكلة الستالينية والثورة الفاشلة "مسألة حساسة للغاية لذلك تم اخراج المسرحية بصيغة عرض للاطفال يتسم بقدر كبير من الطرافة وفيه الكثير من الحيوانات والملابس المزركشة". وبما ان المتبرعين لا يكترثون للمسرح، وخصوصا المسرح ذي الطابع السياسي، لم يتمكن المخرج من جمع اكثر من 300 الف يوان (36 الف دولار) لاخراج مسرحيته وهو مبلغ يغطي نصف الكلفة بحسب هان. واضافت ان الممثلين الاربعين المشاركين في العرض متطوعون.