سوزيت بلوك: احتفل اليمين الفرنسي الحاكم الأحد بانطلاق تاريخي لحزب كبير أطلق عليه اسم "الاتحاد من اجل حركة شعبية" يجمع شمل الديغوليين والليبراليين وقسم من الوسط تحت لواء الرئيس جاك شيراك وذلك خلال مؤتمر تأسيسي ضخم عقد في بورجيه بضواحي باريس.
&واعلن هذا الحزب المحافظ الكبير انه يسعى لان يكون "عصريا يتمتع ببعد دولي".
&وشارك في المؤتمر كل اعضاء الحكومة الفرنسية ورئيس الجمعية الوطنية جان لوي دوبريه ورئيس مجلس الشيوخ جان فرانسوا بونسلي ونحو 400 من الشخصيات الاجنبية من بينهم رئيسا الحكومتين الاسبانية والبرتغالية وحوالى مئة سفير.
&ودعا جاك شيراك في برقية المجتمعين الى تاسيس "حركة شعبية تواكب مباشرة تطورات مجتمعنا وتلبي تطلعات الفرنسيين".
&واعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران امام 15 الف ناشط قدموا من جميع انحاء فرنسا، "ان الاتحاد هو الامل الكبير للانتصار في المستقبل" مضيفا "انه يوم عيد، عيد الاتحاد".
&وافتتح المؤتمر رمزيا نائبان شابان ينتميان الى ابرز تيارين انصهرا في "الاتحاد من اجل حركة شعبية" وهما فرانسوا باروان من حزب "التجمع من اجل الجمهورية" الديغولي اليميني ورينو دونديو دي فابر من "الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية" من يمين الوسط.
&واعلن رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار ان "الوحدة قيمة سياسية حاسمة". وقد اتخذ "الاتحاد من اجل حركة شعبية" قدوة له "الحزب الشعبي" الذي يتراسه اثنار.
&واضاف اثنار "جئت اقدم لكم الدعم واقول لكم ان النموذج الذي ستختارون اليوم صحيح، وانا اعلم ذلك".
&من جهته اعلن رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه مانويل دوراو باروزو ان "اوروبا في حاجة الى فرنسا تكون في طليعة البناء الاوروبي" وتمنى ان تبقى كافة الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي "متساوية في الكرامة والحقوق".
&وشاركت ايضا في المؤتمر رئيسة الحزب المسيحي الديموقراطي الالماني انجيلا ميركل.
&وانتخب المؤتمرون الآن جوبيه (57 سنة) رئيس الوزراء الديغولي السابق ورئيس بلدية مدينة بوردو حاليا ومن اقرب المقربين الى جاك شيراك، رئيسا لهذا الحزب الجديد لولاية من سنتين.
&واعلن جوبيه "لدينا تصميم كبير على النجاح في توحيد" اليمين والوسط مضيفا "اننا نسعى الى الوحدة منذ سنوات عديدة (...) ولم يكن الامر دائما سهلا".
&وانتخب الاعضاء ال164 الفا طوال اسبوع رئيسهم عبر شبكة الانترنت كما اختاروا اسم حزبهم ورمزه الذي يتمثل في شجرة تحيط بها الاحرف الاولى "للاتحاد من اجل حركة شعبية" على خلفية من اللونين الازرق والاحمر.
&وكان الحزب تاسس غداة الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في نهاية نيسان/ابريل لتحقيق فوز جاك شيراك على منافسه المفاجئ من اقصى اليمين جان ماري لوبين. وفاز حزب اتحاد الاغلبية الرئاسية بالانتخابات التشريعية بعد شهر من ذلك.
&وفي خضم فوز شيراك بنسبة 21،82% من الاصوات حصل الحزب على 365 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب) من اصل 577 ولم يبق له سوى ان يكرس الاتحاد في مؤتمر تاسيسي وهو ما تم اليوم الاحد.
&ولم يبق في الخارطة السياسية الفرنسية المحافظة سوى "الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية" بزعامة فرانسوا بايرو والذي تقلص عدد ناشطيه بعد ان انضم عدد كبير منهم الى الحزب الجديد. واتهمه بايرو هذا الحزب بانه يسعى "الى احتكار كافة السلطات".