القاهرة- ايلاف: على نحو مفاجئ وفي زيارة لم يسبق الإعلان عنها من قبل، غادر اليوم الاثنين الرئيس المصري حسني مبارك القاهرة متوجهاً الى دمشق لإجراء محادثات تستغرق بضع ساعات مع نظيره السوري بشار الاسد حول تطورات الوضع الفلسطيني والعراقي، كما أعلن ذلك مصدر رئاسي مصري، قائلاً إن المحادثات ستتناول سبل التوصل
الى موقف عربي موحد من التطورات الجارية في المنطقة.
وربطت مصادر مصرية بين المحادثات التي شهدتها القاهرة مؤخراً بين حركتي "فتح" و"حماس"، وهذه الزيارة المفاجئة للرئيس المصري إلى سوريا، في إشارة إلى ملف الحركات الفلسطينية التي ترعاها وتستضيفها دمشق.
وكانت سوريا المدرجة منذ عقود على لائحة أميركية لـ "الدول الراعية للارهاب"، قد أثارت غضب واشنطن على خلفية دعمها لجماعات فلسطينية رافضة للتسوية السلمية مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي، فضلاً عن "حزب الله" اللبناني، المدعوم بشكل كبير من سوريا وإيران.
وتقول دوائر استخبارية غربية إنه منذ تولى الرئيس السورى بشار الاسد مقاليد الحكم فى دمشق تطورت العلاقات الامنية والعسكرية بين سوريا والعراق لدرجة غير مسبوقة من قبل، وذلك رغم الخصومة التاريخية التي امتدت عقوداً بين جناحي حزب البعث الحاكمين في الدولتين الجارتين، الأمر الذي يشكل خطورة على وضع دمشق في دائرة الاستهداف الأميركي، غير أن مراقبين سياسيين هونوا من شأن هذه التقارير استناداً إلى السلوك السياسي السوري الذي يحسم الأمر في اللحظة الأخيرة بالاتساق مع الإرادة الدولية، على النحو الذي حدث من قبل في عدة مواقف، كان آخرها التصويت لصالح مشروع القرار الأميركي الخاص بالعراق في مجلس الأمن الدولي.
وكان الرئيس السوري قام امس بزيارة مفاجئة الى البحرين والسعودية حيث أجرى محادثات تتعلق بالاوضاع الفلسطينية وتطورات الموقف في العراق.