غزة -عادل زعنون: دمر الجيش الاسرائيلي خلال عملية نفذها ليل الاحد الاثنين اقساما من المقر العام للامن الوقائي في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة في اول هجوم يستهدف هذا المقر التابع لجهاز باتت اسرائيل تتهمه مباشرة بالضلوع في "الارهاب".&وقال اللواء عبد الرازق المجايدة مدير الامن العام في قطاع غزة&ان "قوات الاحتلال الاسرائيلي تقوم بتصعيد خطير ضد مواطنينا ومؤسساتنا الامنية فهم في الوقت الذي يطالبون فيه بتوفير الامن يقومون بتدمير المؤسسات الامنية الفلسطينية".
&وهي المرة الاولى التي يتعرض فيها مقر غزة لجهاز الامن الوقائي للقصف والاقتحام منذ بداية الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000.&ويعتبر جهاز الامن الوقائي الجهاز الامني الاساسي للسلطة الفلسطينية وهو مكلف ايضا بمهام التنسيق مع قوات الامن الاسرائيلية.
&في المقابل بررت اسرائيل هجومها على المقر العام للامن الوقائي في غزة بقولها ان الجهاز ضالع في هجمات مناهضة للاسرائيليين.
&فقد اتهم وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز السلطة الفلسطينية باقامة "روابط وثيقة" مع "منظمات فلسطينية ارهابية". وجاء في بيان صادر عنه ان العملية الليل الماضي في غزة "اثبتت مرة جديدة الروابط الوثيقة التي تقيمها اجهزة الامن التابعة للسلطة الفلسطينية مع منظمات ارهابية مثل حماس والجهاد الاسلامي".
&وتابع موفاز ان "الدلائل التي جمعت خلال هذه العملية تثبت ان الآلة الارهابية الفلسطينية تواصل العمل بلا توقف وانتاج اسلحة من اجل قتل مدنيين اسرائيليين".&وفي وقت سابق قال الجنرال اسرائيل زيف قائد منطقة غزة في الجيش الاسرائيلي "بدلا من منع الارهاب، يولي الامن الوقائي في قطاع غزة الارهاب اهتمامه" مضيفا "ان تحقيقات مع فلسطينيين تؤكد ذلك وكذلك الهجوم الذي قمنا به خلال الليل".
&وتابع الجنرال الاسرائيلي "قام العديد من عناصر هذا الجهاز خلال السنتين الماضيتين بالمشاركة في تصنيع اسلحة والضلوع في اعتداءات الى جانب ارهابيين من حماس او من حركة فتح".&وخلفت العملية العسكرية الاسرائيلية التي استمرت خمس ساعات تدميرا كليا في مبنيين للامن الوقائي يضم احدهما مكتب قائد الجهاز ونائبه ومكاتب الادارة والتدريب وفقا لمصدر امني رسمي.
&وتعرض للقصف المدفعي مبنى السجن الرئيسي في المقر الذي كان يؤوي عشرات المحتجزين الفلسطينيين وغالبيتهم بتهم "التعاون" مع المخابرات الاسرائيلية، وتمكن افراد في الجهاز الذين اخلوا المقر اثناء تقدم الدبابات الاسرائيلية نحوه من اجلاء المعتقلين المحتجزين في السجن الى مكان اخر بحسب عناصر من الجهاز.&وقد دمرت جرافات عسكرية البوابة الرئيسية وجزءا من جدرانه قبل ان تدخل الى المقر عدة دبابات بغطاء جوي من المروحيات العسكرية. وكان رتل من اربعين دبابة توغل من عدة محاور لاكثر من ثلاثة كيلومترات في اراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة في منطقتي الشيخ عجلين وتل الهوى.&واطلقت ثلاثة مروحيات عدة صواريخ وفتحت النار بكثافة تجاه مقر الوقائي قبيل اقتحام الدبابات.&وبعد انسحاب الجيش الاسرائيلي عثر على بيان موقع باسم قائد المنطقة الجنوبية الاسرائيلي يدعو عناصر الامن الوقائي الى عدم الاشتراك في عمليات ضد اهداف اسرائيلية.
&وحملت القيادة الفلسطينية في بيان رسمي اسرائيل "مسؤولية هذا التصعيد العدواني الخطير" منتقدة بشدة "الصمت العالمي" وداعية خصوصا مجلس الامن واللجنة الرباعية "لتحمل مسؤولياتهم والوقوف الى جانب شعبنا الفلسطيني والعدول عن هذا الصمت على هذه الجرائم المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي".&وادت العملية الاسرائيلية التي تخللها ايضا تبادل لاطلاق النار بين فلسطينيين والعسكريين الاسرائيليين، الى اصابة اربعة اشخاص بجروح هم مصور صحافي ومدني وعنصران من الامن الوقائي.&وقد الحقت اضرار في اكثر من عشرة منازل فضلا عن تدمير اكثر من عشر سيارات بينها سيارتا اسعاف تابعتان لجمعية الهلال الاحمر.
&واكد خالد جودة مدير مستشفى القدس التابع للجمعية الذي دمرت سيارته ايضا ان "مقر المستشفى تعرض للاصابة بشظايا قذائف المدفعية والاعيرة الثقيلة كما ان قوات الاحتلال اقتحمت المستشفى خلال العدوان الاسرائيلي الهمجي هذا".&وافادت مصادر عسكرية اسرائيلية&ان عبوات ناسفة انفجرت لدى مرور دبابات اسرائيلية وقد اصيب بعضها باضرار.&واعلنت لجان المقاومة التي ينتمي اعضاؤها الى حركة فتح مسؤوليتها عن "تفجير دبابتين خلال الاقتحام الاسرائيلي لمنطقة تل الهوى".
&وقام الجنود الاسرائيليون بنسف منزل ناشط فلسطيني اعتقل قبل يومين في القطاع نفسه.&وفي الضفة الغربية اعتقل الجيش الاسرائيلي 12 فلسطينيا الليل الماضي كما قتل ناشط في حركة الجهاد الاسلامي مساء الاحد برصاص اسرائيلي في بلدة صيدا القريبة من طولكرم (شمال الضفة الغربية).&ويأتي التصعيد الاسرائيلي الاخير اثر عملية شنتها مجموعة تابعة للجهاد الاسلامي في الخليل (الضفة الغربية) مساء الجمعة اسفرت عن مقتل تسعة عسكريين وثلاثة مستوطنين مسلحين فضلا عن ثلاثة من المهاجمين.