القاهرة- ايلاف: تجرأت المنظمة المصرية لحقوق الانسان على إبداء اعتراضها على بث المسلسل التلفزيوني المصري (فارس بلا جواد) الذي تتهمه الولايات المتحدة ومنظمات يهودية بمعاداة السامية، كونه يستند لكتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" المزور، في الوقت الذي حظي فيه المسلسل بدعاية هائلة من جانب جماعات أيديولوجية في مصر ودول عربية، اعتبرته "أيقونة نضال" ضد
ما أسمته بقوى الهيمنة الأميركية والعدوان الإسرائيلي، ووصفت اعتراضات واشنطن وتل أبيب عليه بمحاولات الاعتداء على حرية الإبداع والتعبير، في الوقت الذي وصف الممثل محمد صبحي المسلسل بأنه "مفاعل درامي" عربي موجه لقلب إسرائيل.

بروتوكولات
وفي بيان تلقت (إيلاف) نسخة منه قالت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان انها "تؤمن تماما بحرية التعبير وحرية الرأي وتعارض مصادرة الاعمال الفنية"& غير انها أردفت قائلة إنها "تؤمن أيضا بوجوب ألا يساء استخدام اشكال التعبير المختلفة لترويج وقائع أو أحداث قد تثير الكراهية على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الجنس". مشيرة إلى أن معظم المؤرخين أكدوا أن كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) الذي يستند إليه المسلسل المثير للجدل مزور، وطالبت القنوات التلفزيونية العربية التي تبث المسلسل أن توضح ذلك احتراما لحق المواطن العربي في الحصول على المعلومات الصحيحة.
وتابع بيان المنظمة المصرية لحقوق الإنسان قائلاً "إن ما يسمى بروتوكولات حكماء صهيون هي وثيقة أكد المتخصصون أنها ملفقة فان المنظمة المصرية تطالب القنوات التلفزيونية أن تنوه عن هذه الحقيقة في مقدمة المسلسل. "خاصة أننا في مرحلة نطالب فيها الحكومات والمجتمعات الغربية باتخاذ مواقف حازمة ازاء العداء للاسلام والمسلمين في الغرب".

شخص غامض
ومسلسل "فارس بلا جواد" الذي يلعب بطولته صبحي، يعتمد أيضاً على مذكرات شخص مصري غامض عاش في القرن الماضي اسمه حافظ عفيفي، الذي احترف مهنا كثيرة فقد كان ضابطا، وجاسوسا وشاعرا، ومحتالا، وخادما، وراهباً، وفي حياته العديد من الاسرار المثيرة، فقد أحب أميرة روسية وحاولت اغتياله، كما اقام علاقة بالزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، ودخل الدير بوسائل احتيالية، ورشح أسقفا للحبشة، وخدم مع الجنرال جورو في الجزائر وفي المخابرات الفرنسية، وطارده البوليس المصري.
وبدأت إحدى قنوات التلفزيون المصري الحكومي، وأخرى يمتلكها رجل أعمال مصري عرض المسلسل منذ مطلع رمضان. وذلك رغم مطالبة أعضاء في الكونغرس بوقف المعونة العسكرية الاميركية التي تقدم لمصر، حيث وزع النائب الديمقراطى (غيرالد نادلر) وهو يهودي يمثل منطقة في نيويورك بمجلس النواب الأميركي، رسالة على أعضاء الكونغرس اقترح فيها تعليق المعونة العسكرية الأميركية لمصر والتى تبلغ حوالى 900 مليون دولار سنوياً، مشيراً إلى ان تعليق المعونة "ينبغي أن يستمر حتى تبدأ السلطات المصرية طريق السلام والتفاهم مع الدول والثقافات والديانات الأخرى"، على حد تعبيره.