القدس- سيلين انيال:&تحاول شركة "العال" التي تقدم نفسها على انها شركة الطيران الاكثر امانا في العالم اليوم ان تفهم كيف استطاع رجل ان يصعد الاحد الى احدى طائراتها مسلحا بسكين بهدف اختطافها.
وقد تمكن رجال الامن في الطائرة من السيطرة على توفيق فقرا (23 عاما) العربي الاسرائيلي بعدما حاول ان يحتجز احدى المضيفات رهينة ثم سلم الى السلطات التركية لاستجوابه لدى وصوله الى اسطنبول.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن الشرطة في اسطنبول قولها ان الشاب اراد خطف الطائرة التي كانت تقوم برحلة مساء الاحد بين تل ابيب واسطنبول احتجاجا على ممارسات اسرائيل. واعلن مسؤول في الشرطة التركية الاثنين لوكالة انباء الاناضول ان قرصان الجو "كان يحلم" بتنفيذ هجوم مماثل لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. وبحسب الشرطة التركية فان الرجل لا يقيم علاقات مع اي منظمة ارهابية وعمل فقط من اجل "اسماع صوت الشعب الفلسطيني".
وتفيد وسائل الاعلام الاسرائيلية، ان الرجل حاول طعن احدى المضيفات بسكينه قبل ان يحاول الدخول الى قمرة القيادة. وافادت صحيفة يديعوت احرونوت، نقلا عن شهادات ركاب في الطائرة، ان رجال الامن قاموا "بنزع ملابس الخاطف وحذائه خوفا من ان يكون يحمل عبوة متفجرة".
واضافت ان رجال الامن "جلسوا بعد ذلك فوق الخاطف ليكونوا اكيدين من انه لن يتحرك" حتى هبوط الطائرة مضيفة ان الرجل اعترف خلال استجوابه بانه كان يريد خطف الطائرة. وتمكن الركاب ال170 في الطائرة وهي من طراز بوينغ 757 من مغادرة مطار اتاتورك في اسطنبول بعد فحص طبي وتفتيش كامل.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان الشاب يفترض ان يسلم اليوم الى الشين بيت (جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي). وفتح تحقيق بهدف تحديد مواطن الخلل في الاجراءات الامنية المتخذة على الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون في تل ابيب. وقال رئيس الشرطة في المطار بيني شيف للاذاعة ان "نظام التفتيش والاستجوابات عمل بشكل جيد وكانت اجراءات التدقيق كلها مطابقة للمعايير الامنية".
وترفع شركة الطيران الاسرائيلية شعار "العال، اكثر امانا" وهي ايضا من اكثر شركات الطيران في العالم عرضة للتهديدات وقد استهدفت منذ العام 1968، بعشرين هجوما. وافادت الصحيفة ان "نظام الاجراءات الامنية في شركة العال هو الافضل في العالم. وقد دفعت محاولات تنفيذ هجمات ارهابية ضد طائرات الشركة منذ عشرات الاعوام ، شركة العال الى اعتماد اجراءات امنية صارمة، على الارض كما في الجو".
وقدمت صحيفة هآرتس شرحا مفصلا ل"النظام الامني الرائع" الذي يشمل نشر حراس مسلحين لدى تسجيل الركاب وعمليات استجواب معمقة للركاب قبل الاقلاع يليها احيانا عمليات تحقق اضافية من الهوية عبر الهاتف. كما يشمل هذا النظام ايضا وجود عناصر امنية في الطائرات وتفتيش دقيق للامتعة ما يتطلب من الركاب قصد المطار قبل ثلاث ساعات من الاقلاع عوضا عن ساعة ونصف الساعة كمعدل وسطي للشركات الاخرى.
وهذا النظام المتطور الى درجة عالية يكلف الشركة "عشرات ملايين الدولارات في العام" تؤمنها "دولة اسرائيل بشكل رئيسي" حسب ما افادت يديعوت احرونوت. وكتبت الصحيفة "عندما ينجح احد الركاب في حمل ولو مجرد سكين جيب الى احدى الطائرات فهذا يعني ان لنا الحق بطرح الاسئلة".
وكانت اخر عملية خطف ناجحة لطائرة تابعة لشركة العال جرت قبل اكثر من 27 عاما خلال رحلة انطلقت من مطار اورلي الباريسي. ففي 19 كانون الثاني/يناير 1975، تمكن فريق كوماندوس من مغادرة فرنسا متجها الى الشرق الاوسط. وكانت حصيلة عملية الخطف التي تبناها الارهابي الدولي كارلوس سقوط نحو عشرين جريحا.