كتب مسفر غرم الله الغامدي: يفترض ان تكون وكالات الأنباء العالمية وبالتحديد الكبيرة منها ذات مصداقية فيما تقوم بتوزيعه من أخبار على افتراض ان أخلاقيات المهنة تتطلب منها ذلك...ناهيك عن كونها تبحث عن الربح المادي من خلال اشتراكات المشتركين فيها وهذا جزء من أحقيتها.
لكن متى ما فقدت الوكالة مصداقيتها في نقل الخبر بشكل دقيق وحقيقي فاْنها بلاشك تندرج تحت العديد من المسؤليات المتعددة والتي من ابرزها الأخلاقية فضلا عن ما يمكن ان تواجهه من مصاعب لو قدر لها الدخول في إشكالية قضائية.
البارحة تحديدا نقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحا عن ما يسمى (بالمعارض السعودي سعد الفقيه) تحدث فيها عن قضية أمنية حدثت هنا في مدينة الرياض وكاْن الرجل من خلال تصريحاته العنترية قد عايش الموقف بكل تفاصيله.
وبالطبع الفقيه موجود كما هو معروف في لندن ولايملك من الحقائق عن القضية شيء اللهم الا إضفاء صبغة الفتنة والنميمة والتطاول على بلد قدم له كل ما اوصله إلى مبتغاه ومن ثم للاسف تنكر له قيما وسلوكا.
ليس هذا هو المهم هنا.
ما اردت الإشارة اليه هو ان وكالة الأنباء الفرنسية التي يفترض ان تكون أكثر لباقة مع مهنتها سارعت للاسف إلى تلقف أخبار وتفاصيل حادثة المطلوب للعدالة في وطنه محمد السحيم وكاْنه ذلك الخبر العالمي الوحيد الذي يستحق الانفراد..وزادت على الطين بلة حينما اتجهت إلى ما يطلق عليهم بالمعارضة السعودية للحصول على معلومات كانت الوكالة تعتقد انها اي المعارضة أكثر مصداقية وكاْن السعودية تفتقد إلى الجهات المسؤولة التي يمكن ان توضح الحقيقة بشكل اكبر.
&لوكالة الأنباء الفرنسية او غيرها من الوكالات الأخرى اذا أرادت بالفعل ان تحترم مبادئ واخلاقيات العمل الصحافي.
ثم انني اعرف ان العاصمة السعودية الرياض تضم بين جنباتها العديد من مكاتب الوكالات العالمية ومنها مكتب لوكالة الأنباء الفرنسية ومراسلها يلقى كل احترام من المسؤولين هنا في السعودية وكان بامكان المسؤولين في الوكالة ان يكلفو ذلك المراسل الذي يعمل في مهنة الصحافة من سنيين طويلة باستقاء الحقيقة من مصادرها وليس من جهات مغرضة لا فائدة لها سوى بذر الخلاف والانشقاق بين جمهور القراء..
لكن كما هو الحال فقد سقطت هذه الوكالة في ضحالة السبق الصحافي المخمور بمعلومات غير حقيقية وغير صادقة من خلال توزيع خبر هو الآخر يفتقد إلى ابسط أنواع مصداقية العمل الصحافي..
ثم انني أتسأل هنا هل السعودية هي البلد الوحيد الذي يمكن ان تقع فيه مثل هذه الحوادث الفردية..وهل هو بمعزل عن ما يجري في العالم بشكل عام. حتى تسارع الفرنسية إلى إضفاء طابع الأهمية في توزيع الخبر بهذا الشكل .
لقد ظهر الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي وهو الرجل المخضرم في النواحي الأمنية ليؤكد لاذاعة الام .بي.سي. حقيقة الموقف ويكشف بواطن الأمور وبشكل جلي وهو كما انا وكما اي مواطن سعودي اخر على اقتناع تام من ان المواطن السعودي لن يلتفت إلى ما تدسه وكالات الأنباء العالمية من أخبار مغلوطة عن السعودية.
فقال الرجل في حديثة ان الحادثة فردية جدا وان السحيم مطلوب للعدالة في قضايا متعددة وكان لابد على رجال الأمن ان يلقوا القبض علية وتقديمه للمحاكمة..
لي عتب هنا في نهاية الأمر على الجهات المعنية عن توضيح مثل هذه المواقف..وارجو ان اكون مصيبا هنا حينما اقول ذلك.
فقد جاء خبر الفرنسية في وقت كان من المفترض فيه ان تكون الجهات المعنية سباقة إلى ابراز الحقائق في وقت أسرع حتى يكون المواطن السعودي على حقيقة بالعلم بدلا من استقاء المعلومة من وكالة مغرضة او موقع على الانترنت هدفه هو الإساءة للبلد وقيادته ليس الا.