أكد مصدر في حركة التمرد في جنوب السودان لوكالة فرانس برس ان الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان اتفقا الاثنين في نيروبي على تمديد الهدنة المبرمة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي ومواصلة مفاوضات السلام حتى 31 آذار/مارس 2003.
&ووافق الطرفان ايضا على مبدأ تنظيم انتخابات عامة خلال فترة انتقالية من ست سنوات كانت محل اتفاق مبدئي كما قررا ارجاء محادثاتهما حتى كانون الثاني/يناير.
&ووافقت حركة التمرد السودانية وحكومة الخرطوم رسميا على تمديد العمل باتفاق وقف المعارك المبرم في الخامس عشر من تشرين الاول/اكتوبر حتى 31 اذار/مارس.
&وينص الاتفاق الجديد الذي وقعه ممثلو الطرفين بوساطة الجنرال الكيني لازارو سومبيو المبعوث الخاص للسلطة الحكومية للتنمية (ايغاد)، ان الطرفين "سيواصلان التفاوض" حتى نهاية اذار/مارس.
&وجاء في وثيقة اطلق عليها اسم "بروتوكول الاتفاق حول هيكلية الحكومة" ان "الطرفين يؤكدان مجددا التزامهما بحل تفاوضي سلمي وشامل للنزاع السوداني".
&واضاف البروتوكول "ان الطرفين توصلا الى اتفاق حول العديد من الجوانب (..) من بينها تقاسم السلطة والجهاز القضائي وحقوق الانسان" والى "اتفاق مبدئي حول مواثيق وهيكلية الحكومة وتقاسم الثروات".
&كما اتفقت الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان ايضا على "تنظيم انتخابات حرة ومنصفة" خلال الفترة الانتقالية التي ستدوم ست سنوات كما ورد في بروتوكول اتفاق ابرم في العشرين من تموز/يوليو الماضي في مشاكوس بالقرب من نيروبي.
&وينص هذا البروتوكول على حكم ذاتي للجنوب طوال ست سنوات يتم في اعقابها تنظيم استفتاء للبت في انفصال الجنوب او توحيد البلاد.
&واتفق الطرفان اليوم الاثنين ايضا على انتخاب برلمان من مجلسين خلال السنوات الست المذكورة "يضمن تمثيلا منصفا لسكان جنوب السودان في كلا المجلسين" وتشكيل "حكومة وحدة وطنية" خلال هذه الفترة.
&وصرح الجنرال سومبيو لوكالة فرانس برس نافيا ما تردد من شائعات مؤخرا حول تعطل المفاوضات "ان النقاشات كانت شاقة جدا ولكن كلنا امل ان يتوصل الطرفان في اخر المطاف الى اتفاق حول النقاط المطروحة للنقاش".
&واوضح "لم تؤل المفاوضات الى طريق مسدود بل التعب نال من المفاوضين بعد خمسة اسابيع من التفاوض وكانوا يتوقون الى العودة الى ديارهم قصد الاستشارة حيث اننا كنا نعكف على مواضيع دقيقة تتعلق بتقاسم السلطة".
&وكان مسؤول في الجيش الشعبي لتحرير السودان اعلن الاحد لوكالة فرانس برس ان المفاوضات آلت الى "طريق مسدود" بسبب الخلافات حول قضية تقاسم السلطة والثروات.
&واسفرت الحرب الاهلية في السودان عن سقوط نحو مليون ونصف المليون قتيل وتشريد اربعة ملايين شخص منذ 1983.