&
توفيق آلتونجي - عصر الثورة الثالثة تلك الموجة القادمة مع المعلوماتية التي لا يستغني احد في المعمورة عنها جلبت معها بذرة طيبة لو استعملت بعقلانية ستؤدي الى نتائج محمودة للحياة السلمية للبشرية على الثرى ويظمن المشاركة بفعالية في آلية القرار في الانظمة السياسية.
الكتابة قارئي الكريم منذ اكتشافها في وادي الرافدين والنيل وانتشارها في ارجاء المعمورة كانت حصرا على عدد قليل من رجال الدين تلك الطبقة الحاكمة التي لا تزال تواصل ممارسة السلطة هنا وهناك ... الكتابة اي اعطاء صورة للصوت واللفظ والحركة كرسم الالف (ا) مثلا للدلالة على الرقم واحد والحرف الاف ربما ياتي من شكل الانسان او الانسان الاول ابونا " ادم" وهو بقامته المنتصبة يعتبر اول حرف ابجدي تطور لاحقا الى رسوم واشكال متعددة مكونة تركيبة ما نسمية بالكلمة وقد رسمها الفينيقيون القدماءعلى " الاتيني وتلك رسم لانسان واقف اقتبسها العالم الغربي وكتب بها& ""Aشكل حرف "
ممارسة القراءة والكتابة بقت ولفترة زمنية تجاوزت القرون منحصرة برجال الدين والكهنة حيث كان للكاتب مكانة متميزة في المجتمع عند شعوب الرافدين والنيل والشعوب الاخرى.
الكاتب كاتب وقارئ& النص المقدس ويعرف معانيها والاغازها فيكتب ناقشا الكلمات بالمسمارية السومرية او بالهيروغلوفية المصرية القديمة على الحجر والمرمر والاجر. وملحمة كلكامش تعبر اقدم النصوص الادبية التي وصلتنا من العراق القديم.
لا يزال ذلك الانحصار الثقافي بيد رجال الدين في العديد من المعقدات الدينية القديمة حتى في وقتنا الحاظر ك الايزيدين في كردستان العراق ولا ريب ان اسس المدارس الحديثة اليوم هي نفسها التي كانت عليها المدارس الدينية وذلك ظمن استمرارية تعليمية وتثقيفية في تربية جيل جديد للمستقبل في العديد من دول العالم.
كان ثنائية السلطة الدنيوية والدينية طاغيا على فترات زمنية طويلة من عمر البشر على الارض ولها جذور تاريخية قديمة وقد كان طبقة الملالي يمثلون الطبقة المثقفة حتى الى سنوات ما بعد تاسيس الدولة العراقية 1921 والجدير بالذكر ان عديد من رؤساء الدول والحكومات الى يومنا هذا ينتمون الى الطبقة الدينية في كافة ارجاء المعمورة.
اليوم وانا احاور رفاقي في المنفى عبر الانترنت هؤلاء المنتشرين في اقطاب الدنيا اتبادل معهم الفكرة والمعلومة والخبر الجديد مراسلا اياهم عن طريق البريد الالكتروني وقد ندخل في حوار ثقافي في احدى المنتديات المنتشرة على صفحات الانترنت يزداد معرفتنا وادراكنا للعالم الذي نعيش فيه وتنقشع غشاوة الجهل من عقولنا وتنيرها ظياء العلم.
الغريب في خاصية المعلومة هي مجانيتها بالدرجة الاولى وكنونها ذو خاصية جودية اي يجود به المرء لصاحبة دون انتضار مقابل فقد يبلغه عن كتاب او مقالة او فلم سينمائي وربما يذكره بوجودة صفحة باسم ايلاف على الانترنت تلك الصفحة الجامعة للخبر والتحليل واخبار المجتمع. ان مجموع تلك الصحف الالكترونية فتحت الابواب بمصراعيها امام حشد كبير من الكتاب دون ان تمر كتاباتهم من مقص الرقيب حيث ذلك الشخص الذي يمارس مهنته المفظلة في ارهاب الفكر والمفكر منذ الاف السنين. قارئي الكريم ان مجانية المعلومة التي تصلنا اليوم قد تكون مكلفه لصاحبها ولا تدر ارباحا على اصحابها بل الكثير من النقد والتجريح وربما الشتائم.
ها هنا اريد الاشارة الى موضوع مهم الا وهو دور تلك الصفحات في ارساء دعائم الديمقراطية الحقة وركائز ممارستها عند الناس خاصة ممن غاب عنهم كل ذلك في الفترات التاريخية الماضية.
كما كان لانتشار الفظائيات دورا مهما في توعية المشاهد وعرض الراي والري المقابل والسجال والنقاش والحوار. قارئي الكريم كان لفرقة ثلاثي اضواء المسرح المصري الفضل والريادة في تقديم فكرة الفظائيات والقنوات المتعددة في اوائل الستينيات في اسكتش غنائي اشترك فيه الفنان الراحل الظيف احمد مع الفنانين القديرين سمير غانم وجورج سيدهم وغنو اغنية روسية شعبية معروفة اسمها "سيو ...سيو ... سيولالاري....".
ان امكانيات والاعداد الظخمة للاعلام المرئي والمسموع والمقروء اليوم يكاد ان يكون هائلا ومستحيلا للفرد العادي مواكبته , ها هنا تاتي اهمية الخاصية الجودية للمعلومة عندما نرفع سماعة الهاتف الخلوي ونظغط على الازرار واذ بنا نتكم مع عزيز لنا في سيدني او كوستا ريكا لابلاغهم عن برنامج لحوار مفيد على الشاشة الصغيرة او على صفحات الانترنت وقد يحلو لنا ان نلتقي معا في حوار في احدى المنتديات ونساجل صاحب الندوة او نقدم رئينا ومداخلة صغيرة مع ضيوف الحلقة.
الخبر قارئي الكريم لا ياخذ اكثر من الوقت الا ثواني وتصلنا اليوم. ربما نجلس ونشرب الشاي مع العائلة ونحن نتابع احداثا تنقل الينا مباشرة من مكة المكرمة حيث صلاة التراويح فنسبح بحمد الله ونشكره على فضله علينا.
فلنا ها هنا وقفة للتامل والتفكير في تلك الذخيرة من العلوم والثقافة المجانية التي تصلنا عبر الانترنت والفظائيات على مدار الساعة والسنة فاتحا بذلك ابواب الحوار الديمقراطي الحر على مصراعيها في حرية ودون قيد ولاول مرة منذ وجود البشرية على المعمورة وكذلك فقد ولى ذلك اليوم الذي كان فيها تجري الامور من وراء الستار ولا يعلم المواطن& العادي خفايا مجريات الامور...........& فسلاما لكل من شارك في تحقيق هذا العمل الانساني.