الرياض-&ايلاف: في محاضر الاتهامات لعناصر الخلية النائمة التابعة لتنظيم "القاعدة" التي ضبطتها السلطات المغربية في شهر ايار&(مايو) الماضي تقول هيئة الدفاع أن الأقوال الواردة في محاضر الشرطة القضائية انتزعت بالقوة وتم إرغام المعتقلين على توقيع المحاضر تحت الإكراه بدعوى أنه تم نفيها خلال مرحلة الاستنطاق التفصيلي الذي خضعوا له أمام قاضي التحقيق لساعات طويلة.
و في الحلقات السابقةونقلاعن صحيفة الوطن السعودية كان الحديث عن محمد زهير هلال الثبيتي وجابر عوض العسيري، فإننا سنخصص حلقة اليوم للسعودي الثالث عبدالله مسفر الغامدي المعتقل بدوره في سجن عكاشة في انتظار إحالته على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء في التاسع من ديسمبر المقبل.
هو عبد الله مسفر بن علي غزيري الغامدي، سعودي الجنسية، من مواليد عام 1980 بقرية كدانة في منطقة الباحة. والداه مسفر بن علي والسعدية بنت غرامة، متزوج من دون أبناء، ودون مهنة كانت يقطن بمساكن الحرس الوطني في الطائف حاصل على شهادة البكالوريوس فرع الآداب عام 2000 وهي السنة التي انقطع فيها عن الدراسة، وقضى بعدها حوالي أربعة أشهر عاطلا.
وفي أحد المساجد في السعودية التقى الغامدي عدنان الجابري الذي هيأه نظريا من أجل المشاركة في الجهاد إلى جانب طالبان، بعدها تم تقديمه إلى عبد الرحمن السليماني الذي كان مكلفا بتمويل المتطوعين للجهاد، وسلمه مبلغ 7000 ريال سعودي وتذكرة سفر بالطائرة من جدة إلى كراتشي، ليتحول برفقة مواطنين سعوديين آخرين هما شباب آل بوكامي إلياس والغازي آل عثيمين، وصل إلى باكستان ثم إلى أفغانستان بمساعدة خالد الزبير حيث توجهوا إلى مضافة الأنصار بقندهار.
وأكد الغامدي للمحققين أنه خضع داخل معسكر الفاروق في أفغانستان لتدريبات نظرية وتطبيقية على استعمال السلاح والمتفجرات ومبادئ الطوبوغرافيا، طيلة الفترة الممتدة من بداية مايو إلى أواخر عام 2000 حيث زارهم خلالها أسامة بن لادن، وألقى موعظة في المسجد لمح فيها إلى ضربة موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية داخل أراضيها، كما وعد بتحرير الأماكن المقدسة من الاحتلال.
وفي نهاية فترة التدريب، التحق الغامدي بقوات طالبان في جبهة كابول لمحاربة قوات الشمال الموالية لأحمد شاه مسعود، ومنها إلى مدينة تخار من أجل القتال على خط الجبهة، وبعدها إلى مدينة طولقان لمدة شهرين، ثم إلى خط باميان لمدة ثلاثة أشهر، ثم كابول لغاية أحداث 11 سبتمبر، وبعدها تم إخباره وبقية المقاتلين بأسر 5000 مقاتل شيوعي من أنصار الجنرال دوستم تمت تصفية 300 منهم، وقال في المحاضر إنه قتل 41 أسيرا بأمر من الملا عبيد الله رميا بالرصاص بواسطة رشاش من نوع كلاشنيكوف.
كما قال إنه التقى زبير الحايلي مرتين بأفغانستان، وتعرف على جابر العسيري الملقب بـ" أبو الهيجاء" الذي أبدى له رغبة الزواج من فتاة مغربية، فسلمه الأخير عنوان وهاتف أصهاره في الرباط ليتصل بعدها بالمدعو أبو ياسر الجزائري المكلف بتزوير وثائق السفر المتعلقة بالمتطوعين العرب، حيث قام بتسليمه جوازاً وتذكرة سفر من لاهور إلى الدار البيضاء و مبلغ 8000 دولار.
وفي الرباط التقى الغامدي بمواطنيه جابر العسيري وزهير الثبيتي، ودار حوار ثلاثي حول ضرب المنشآت الأمريكية والإسرائيلية الموجودة في المغرب، حيث أشار العسيري إلى أنه يتوجب البحث عن الأهداف الأمريكية ودراسة الوضعية الأمنية بها لمعرفة مدى إمكانية نجاح هذه العمليات الإرهابية، في الوقت الذي أبدى فيه الثبيتي رغبته في القيام بعملية تفجير حافلة نقل السياح اليهود في الرباط، إضافة إلى تفجير هدف أمريكي، مقترحا على العسيري إعداد محلول سام لوضعه داخل حقن قصد استعماله عن طريق الرش ضد اليهود والأمريكيين، وهي تقنية تتسبب في وفاة الضحايا بعد تسرب المحلول السام إلى أجسامهم بحوالي عشر دقائق حيث يتعذر معرفة الأسباب الحقيقية للوفاة ولو بعد القيام بالتشريح الطبي.
وبخصوص التمويلات التي كان يتلقاها الغامدي خلال إقامته في المغرب، فكانت عبارة عن عدة مبالغ مالية على شكل تبرعات من تنظيم " لشكر طيبة " الباكستاني و"القاعدة" وبلغت في مجموعها 11300 دولار، حيث كان يقوم بمكافأة الأشخاص الذين يتسلم المبالغ عن طريق حساباتهم المصرفية، مؤكدا أن التمويلات الخاصة بتنفيذ العمليات المخطط لها وصلت إلى جابر العسيري.
وقال مسفر الغامدي في المحاضر إن زهير الثبيتي اقترح عليه تغيير صورة جواز سفره، وذلك بوضع صورة جديدة دون لحية عليه حتى لا يثير انتباه السلطات المغربية.