باسم الانصار*
&
نعم، صدام حسين ومن هم على شاكلته، امثال هتلر، شارون، ميلوسوفيتش، بن لادن.. هم ليسوا اشرارا، وانما هم مرضى. فالشرير ذو ابعاد متعددة، بينما المريض ذو بعد واحد. الشرير دائرة تحتوي نوافذ وابواب عدة يطل منها على العالم، بينما المريض، دائرة مغلقة لاترى سوى نفسها. والشرير احيانا كثيرة يعتقد بانه شرير، ويعلم بان سبب شره يعود لاسباب اجتماعية واقتصادية، بالاضافة الى ضعفه امام المغريات التي تعرض امامه، لذلك فغالب الاشرار مثل القتلة لسبب ما او السارقون، يغادرون ممارستهم الشريرة بمجرد ان تتوفر لديهم الاشتراطات الحياتية المناسبة او حينما ينال احدهم عقابا ما يعيده الى صوابه، اما المريض، فلايعتقد بانه على خطأ، ولايعتقد بان مايمارسه من ظلم وجور اتجاه الاخرين هو خطيئة يجب محاسبته عليها. لذا يخطئ من يعتقد بان صدام يشعر بانه ديكتاتور ظالم ومتعجرف. على العكس تماما فصدام حيسن يؤمن ايمانا مطلقا بما يفعله ويعتقد بانه مع الحق والعالم باكمله مع الباطل. وهو ليس غبيا حينما نقول بانه مريض، بل على العكس هو شديد الذكاء، ولكن ضمن اطار واحد، وافق واحد الا وهو المنفعة الذاتية، اي الحفاظ على ذات صدام حسين. لذا فحروبه التي شنها على ايران والكويت هي ليست من اجل، الاحتلال أو النفوذ والسيطرة على الاخر بقدر ماهي سعي منه لاستعراض ذاته وكينونته الى العالم.
صدام حسين، يعتقد بانه نقطة بداية ونهاية كل شئ، وهذا يعود لانه يقع تحت سيطرة عدة اشكاليات: الاولى، هي انه عبد لفكرة معينة، لايدولوجية معينة، ظاهرها تحقيق مشروع القومية العربية المستهلك، وباطنها وهو المراد، ابراز دوره في خلاص العرب بل والعالم اجمع، وهذا يقودنا الى الاشكالية الثانية التي تعبث براسه بشدة، الاوهي انه كاي ديكتاتور متعجرف، يعتقد بانه يرى اشياء لااحد غيره يراها من البشر وربما حتى من في السماء لايراها. اما الاشكالية الاخرى فهي اعتقاده بانه معادل ومواز للعراق كله ان لم يعتقد بانه العراق نفسه، وقد جسد ذلك مرارا وتكرار عبر شعاراته البدائية المريضة وبالاخص شعاره الذي يدعو الى السخرية ( اذا قال صدام قال العراق). لذا، فان كل معارض له يعد خائنا وعميلا، لانه بذلك يعد خائنا للوطن بالاستعاضة.
صدام حسين، كائن متأمل. ولكن تأمله لايسعى باتجاه تصحيح خطاياه الكثيرة، وانما في البحث عن مبررات لها، وهي في نتيجتها كالعادة تصل الى سبب واحد الا وهي المؤامرة التي ينسجها الاخرون، سواء كانوا دولا او افرادا ضده، لذا فحتى اخطائه البسيطة هي نتيجة رد فعل على فعل كان يود تدمير مشاريعه المهمة كما يعتقد.. لذا فهو قد قال ذات مرة، بانه ربما قد ارتكب اخطاء معينة بسيطة حاله كحال البشر الاخرين، ولكنه لم يرتكب اخطاء تاريخية مهمة. لذلك فان اللاهثين صوب الحوار معه انما هم ينطلقون ربما من نواياهم الحسنة وربما لماربهم الذاتية، وهو في كل الاحوال حوار غير مجد. لان التغيير لن يصيب طريقة تفكيره، ربما ستغير من طريقة تعامله، لاسباب تكتيكية مؤقتة، وليس غير..نحن لسنا بحاجة الى ادلة اخرى لنتاكد من الحالة المرضية التي اصابت صدام لاسباب عديدة بالتاكيد، لاننا خبرناه وعرفناه عن كثب وقد اكتوينا ومازلنا بنار حماقاته المكرورة التي لايبدو انها ستنتهي، الاباستئصاله جذريا. فالحل الوحيد للمرضى، واقصد هنا صدام حسين، هو اقتلاعه من جذوره، والاقتلاع ليس بالضرورة ان يكون بالقتل وانما بالعزل والحجز بعيدا عن العالم لكي يجنبنا شروره. فمثلا لو حدث ان تغيرت الامور، وانقلبت بوجه صدام حسين، وقد دفعه حظه العاثر ان يقع بايدي المنتفضين عليه، فكل مااتمناه، هو ان لايقتل او يسحل في الشوارع، وانما ان يحاكم محاكمة عادلة ونزيهة، وبالتاكيد سيكون مصيره بانه مذنب بل ومذنب لاتغتفر ذنوبه ابدا، ولكن العقوبة التي يجب ان تنزل عليه هو السجن المؤبد الى ان تاخذ الطبيعة روحه مثلما اعطته اياه، فذلك هو الحل الامثل برايي. والسبب بايماني في هذا الحل، هو ليس من اجل انقاذ صدام حسين من الموت، لان الموت سياتيه لامحالة وهو محجوز في زنزانته الصغيرة، ولكن هو من اجل ان ننهي بذلك مسلسل الدماء الذي ابيتلينا فيه منذ زمن طويل، وكذلك من اجل خلق تقاليد دستورية للعهد الجديد الذي سياتي بعد ازالة صدام حسين، والسبب الاخر، وهو شخصي، هو لمعارضتي الشديدة لعقوبة الاعدام وذلك لاسباب لسنا بصدد الحديث عنها الان.
من جهة اخرى يبرز السؤال امامنا، وهو كيفية الخلاص من ديكتاتور، يعد بكل القياسات الانسانية، لحظة شاذة لايمثل سوى نفسه ولايمثل المجموع الذي نما فيه الاببعض الجوانب الطبيعية ؟.. المطروح امامنا الان هو المشروع الامريكي لحل القضية الاوهو الحرب التي كما تعهدت به الادارة الامريكية التي ستزيل من خلالها صدام حسين من سدة الحكم. ولكن هل ان الحل هو بالحرب على الطريقة الامريكية التي تشير بعض التقديرات الصادرة من هنا وهناك الى انها ستلتهم نصف مليون مواطن عراقي، وستدمر البنية التحتية الباقية في العراق ؟. انه امر في غاية الفجيعة ان حصل ذلك. ولكن ثمة امور تبرز ايضا يجب ان لانتغاضى عنها وهي تقريبا ترد على هذا الزعم المرعب، وهي ان حرب الخليج الثانية بالرغم من كل ضراوتها وقساوتها الخيالية الا ان عدد الضحايا الذين قتلوا جراءها لم يصل الى ربع التقديرات المذكورة انفا، مع انها كانت تحوي جيشا محتلا لدولة اخرى، ومن المفروض ان يقتل من فيها حسب التصور الامريكي من اجل تحريرها، ولكن ذلك لم يحصل،فلا الجيش العراقي ابيد باكمله، ولم يزال شعب العراق من وجه الكرة الارضية.
اذا كان حرصنا على الابرياء هو الذي يدفعنا الى الوقوف بوجه الحرب، فان الحلول الاخرى المطروحة كلها لاتعير للابرياء اهتماما كثيرا. فالانقلاب العسكري ايضا من الممكن ان يتحول الى حرب شوارع بين قوات صدام حسين وبين القوات المنتفضة، وفي كل الاحوال سيذهب الكثير من الابرياء جراءها. اما الحل الاخر الا وهو انتظار قيام انتفاضة شعبية في ظل اقسى نظام ديكتاتوري عرفه العصر الحديث، وهو مايراهن عليه معارضي الحرب ومعارضي سياسة امريكا في المشكلة العراقية، مستندين بذلك الى انتفاضة اذار المعروفة في عام 1991.. الا ان اصحاب هذا الراي قد نسوا بانه بالرغم من ان السبب الرئيس وليس الوحيد في فشل هذه الانتفاضة، هم الامريكان، الا انهم نسوا بان الامريكان ايضا كانوا احد اسباب اندلاعها من دون ان يقصدوا ذلك، لان الانتفاضة حصلت نتيجة حدوث فراغ امني كبير في العراق، وهذا الفراغ قد حصل بفعل تدمير الامريكان لقوات صدام حسين الى حد ما، اذا ففي كل الاحوال سيحتاج اصحاب هذا الراي الى قوة خارجية تخلق هذا الفراغ الامني لكي ينتفض العراقيون مجددا وهي الحجة التي يتبناها مؤيدوا الضربة الامريكية الموجهة الى صدام حسين نفسه. كما ان الكثير جدا من الابرياء قد قتلوا في تلك الانتفاضة. اذا الابرياء هنا ايضا هم خارج هذه المعادلة او هذا الحل.
بين هذا وذاك اتساءل دوما. اليس بمقدور الادارة الامريكية ازالة صدام حسين بطرقها الاستخباراتية الشهيرة ؟ اذا كان الجواب لا، اي ليس بمقدورها اغتياله بالطرق المالوفة، اذا ظهر لنا دليل اخر على الصورة المبالغ بها جدا للقوة الامريكية، بعد ان اظهرت ذلك احداث سبتمبر في نيويورك التي حاولت حسب اعتقادنا المخابرات الامريكية الى تجاوزها ومحوها من اذهان العالم الذي فوجئ بهشاشة الامريكان، من خلال تسريباتها الاخبارية الى انهم يعلمون بالشكل العام للاحداث وليس بالتفاصيل. وهو ما جعل بالبعض يعتقد بان الامريكان هم الذين دبروا تدمير انفسهم من اجل غايات اهم من ذلك بكثير، وهو ماطربت له الادارة الامريكية التي من شدة طربها لذلك لم ترد على مثل هذه الاراء لانها في النهاية تصب في مصلحتها من خلال نشر الياس مجددا في قلوب الشعوب التي تسعى الى التخلص من الهيمنة الامريكية على العالم.
اما اذا كان بمقدور المخابرات الامريكية ازالة صدام حسين بسهولة كما كانت تدعي سابقا، فلماذا لايبادروا الى ذلك ويبعدوا عنا جحيم الحروب القذرة.؟ اذا ان لجوءهم الى الحرب هو لغايات اخرى تصب في خانة المصالح الامريكية. ولكن ذلك ليس بالشئ الجديد على بال احد ولااظن ان احدا يرحب به حتى المؤيدين لخطط الامريكان في ازالة صدام حسين. ولكنني اظن ان المؤيدين للحل الامريكي يودون التعامل مع المسالة كامر واقع والسياسة تقع في التعامل مع صميم الواقع. ولكنني اتمنى من هؤلاء ان لايرضخوا للامر الواقع وانما ان يتعاملوا معه كند وكمعادل، اي ان لايكونوا تحت مستواه وانما في مستواه ان لم يكن اعلى منه احيانا.
قيل ان الامريكان يريدون اجتياح العراق واحتلاله، والسيطرة على منابع النفط. وهذا القول يثير الرعب في القلوب. لانه سيستفز انطباعا موروثا في الاذهان. مفردة ( الاجتياح) تذكرنا، باجتياح قوات صدام للكويت. وهذا الامر مختلف في العراق لان دخول القوات الامريكية سيحقق اهم الغايات لنا الاوهو الخلاص من نظام صدام حسين. بينما مفردة ( الاحتلال) تذكرنا، بالاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. وهذا القول يثير السخرية في حالة العراق لانه لن ينطبق عليه لا من بعيد ولامن قريب. اما مفردة ( السيطرة)، فهي تحيلنا الى مفهوم سيطرة القوات الاسرائيلية على السلطة الفلسطينية. وكأن الادارة الامريكية ستتحكم بالنظام العراقي الجديد بالطريقة ذاتها. انه كلام خطير ولاينتمي لارض الواقع باي شئ. الامريكان ببساطة لايريدون شرب النفط، وانما يريدون الاطمئنان على مصالحهم في المنطقة.
الامريكان سيريدون ويريدون من النظام الجديد، هذا شئ لاخلاف عليه، لانهم ليسوا ابرياء او مجموعة من الملائكة. ولست بحاجة الى التذكير بالوجه القبيح، والمجرم لها. هذا شئ بديهي، ولاارى حاجة كبيرة لترديده بكثرة مثلما هو حاصل مع الرافضين للحل الامريكي الذين هم في الغالب موتورين في الحديث عن هذه الموضوعة، بالرغم من صدق نوايا البعض منهم.
ان مشكلة المشتغلين في الاطار السياسي العراقي في السابق، هم في الغالب ايدولوجيين، ورومانتيكيين، وليسوا سياسيين بالمعنى المعهود لهذا المصطلح. اي انهم مثاليين على الطريقة الافلاطونية الساذجة التي خلقت صورة وهمية للواقع وعلقتها في السماء. وصارت تلهث خلفها لنيلها من دون جدوى. فمثلا في الحكم الملكي السابق، كان النظام السياسي فيه واقعي وسياسي بمعنى الكلمة بالرغم من الهنات التي حصلت في فترته، وهو امر طبيعي يحدث في كل مكان وزمان. ولكن مشكلته الاساسية، كانت هو انه كان محاطا بكثير من الايدولوجيين، الرومانتيكيين. لذلك، لم تعط له الفرصة الحقيقية، لتحقيق مشروعه الوطني، بالرغم من الاتهامات المبالغ بها التي اتهم بها، التي لايخلو من بعضها بكل تاكيد. من امثال انه عميل وغيرها من الاوصاف المستهلكة التي لاتمت للسياسة بصلة. لذلك فحينما استولى عبد الكريم قاسم على السلطة وجد نفسه مجبرا على الهبوط الى ارض الواقع، لحل الاشكاليات التي كانت تحيطه بعقلية سياسية واقعية وليست حالمة، وفي تلك اللحظة قتله الرومانتيكيون انفسهم الذين شاركوه في سحل جثث العائلة المالكة، بطريقة بشعة غوغائية. مشكلة الرومانتيكي العراقي، هو انه يريد القفز على المراحل، ولايود تحقيق غاياته بتدرج. ومشكلته انه يعتقد بان اي تعامل مع القوى العظمى، هو تبعية للقرار السياسي لها وان النظام المتعامل مع الاخر، لايملك الاستقلالية في اتخاذ القرار. والسؤال الذي يطرح هنا. اي من الانظمة السياسية في العالم بما فيها العظمى وعلى راسها الادارة الامريكية، تمتلك الاستقلالية المطلقة في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي ؟.. فكل القرارات هي تابعة للغة المصالح والتبادل النفعي. وهذا بكل الاحوال يقتضي تقديم التنازلات في التعامل مع الاخر. والسياسي المحنك ليس هو الذي لايقدم التنازلات وانما هو الذي يقدم اقل التنازلات ويجني اكثر المنافع. والامريكان، عقلية تجارية راسمالية تؤمن بان الاخذ يتطالب العطاء منها. وهنا ياتي الدور العراقي في الكمية التي سياخذها منهم. وان لم يستطع ان ياخذ اشياء مهمة فهو لايستحق البقاء اذن.
اما في الوقت الحالي، فان المشتغلين في الاطار السياسي العراقي، واقصد هنا المعارض طبعا، لان صدام حسين خارج هذه المعادلة بكل تاكيد، لالشئ، وانما لاننا حقا لانعرف باي مجال نصنفه، فهو ليس بالسياسي، ولاهو بالمثالي الى درجة تثير الحيرة احيانا. ببساطة هو نظام بدائي لايفقه سوى لغة القتل والدمار، وسياسة حفظ العروش. في الوقت الحاضر، المعارضون بداوا يسعون بحرص كبير على ان يرتدوا ثوب السياسي الحقيقي، بالرغم من وجود بعض الرومانتيكيين بينهم. وهم سيبقون الى الابد بكل تاكيد، ولكن نسبتهم ستقل بمرور الايام. المعارضة العراقية تسعى جاهدة لاحتراف السياسة والتمكن منها، من خلال تعاملها العلني مع الامريكان. واظن بانه بمرور الايام سيبرز من بينهم منظرا سياسيا محنكا، وليس منظرا طوباويا.
اظن ان الحل الامريكي اذا حصل على سبيل الافتراض، فان مكاسب كثيرة ستتحقق للعراق اذا لم تكن للمنطقة باكملها. ربما الامريكان لايقصدونها كلها ولكنها ستحدث كنتائج عرضية طبيعية.
المكسب الاهم هو ازالة صدام حسين. واظن ان اجمل جملة غنائية يود العراقيون سماعها الان هي ( العراق من دون صدام حسين). اما المكاسب الاخرى وهي اكيدة وليست محتملة حتى وان واجهتها بعض الصعوبات في بداية انجازها، على شرط اعطائها الفرصة الكافية لتتحقق هي الرفاه والاستقرار والامان. وكذلك وهو الاهم هي الديمقراطية الى حد ما. الامريكان ربما لن يسعوا كثيرا بهذا الاتجاه الا ان حصول الديمقراطية في العراق لن يضرها. كما يجب ان ننتبه الى نقطة في غاية الاهمية، الاوهي ان العراقيين سيقررون الكثير ممايريدونه لانهم ليسوا مجرد دمى تحركها الانامل الامريكية كما تحاول بعض الاقلام ان تصور لنا ذلك. فالديمقراطية هي مطلب العراقيين وليس غيرهم، وامريكا ستجني الفوائد منها. كيف ؟. استقرار العراق، يعني وجود سوق استهلاكية للشركات الامريكية وهذا لايضر بالعراق، بل سيفيده اذا احسنت الحكومة القادمة التعامل معها، كما ان الشركات الامريكية ستجد لها استثمارات كبيرة في العراق، وهو ان فرض على العراق من قبل امريكا فيجب ايضا التعامل معه بذكاء من خلال اكتساب خبرة الشركات الصناعية والخدمية العاملة في العراق، لكي تعيننا مستقبلا على الوقوف على اقدامنا ومن دون حاجة لاحد.
كما ان الديمقراطية في العراق وفي المنطقة باكملها ستخلق انظمة تؤيد الحلول الدبلوماسية في حل نزاعاتها الخارجية، وبالاخص مع اسرائيل. فمصر والاردن دليل على ذلك. فلا ضير لامريكا ان تحدث الديمقراطية اذن في المنطقة اذا جنب ذلك مدللتها اسرائيل الحروب او على الاقل ايقاف الامدادات والمساعدات المادية التي تصل الى الانتحاريين الفلسطينيين، من قبل العديد من الدول العربية والاسلامية. وهذا لايضر بكل القضايا، لاننا نؤيد وبقوة الحل الدبلوماسي في القضية الفلسطينية.
الان، الذي اتمناه ولااعتقد اني قادر على غير التمني في هذا الامر. ان تطول فترة الازمة الحالية بين النظام والامريكان لمدة معينة اخرى. واتمنى ان يزداد التشدد الامريكي مع النظام. في الوقت نفسه اتمنى ان يزداد عدد معارضي الحرب، وان يتحول الى قوة ضغط مهمة على الادارة الامريكية. ومن خلال استمرار هذا الصراع، اتمنى ان يحدث احد الامرين التاليين. اما ان تخلق ثغرة مهمة ومفاجئة في بنية النظام واستغلال بعض من ذوي القلوب الجريئة في الداخل فرصة هذا الضعف او هذه الثغرة لتحقيق ازالة النظام. واما ان تجبر الادارة الامريكية على اغتيال صدام حسين بالطريقة التي تستهدفه مباشرة، وليست على طريقة الحرب التي ربما ستقتل العديد وتدمر الكثير على امل العثور عليه في احد الامكنة في العراق.
ولا ادري ان كان سيحدث مااتمناه في يوم ما ام انني سافز من النوم على رنين احد الهواتف الذي سيبلغني بان الحرب قد بدأت.
*كاتب عراقي مقيم في الدنمارك