القدس- اعلنت القناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي استنادا الى استطلاع اجرى لدى خروج المقترعين من مكاتب الاقتراع، ان رئيس بلدية حيفا عمرام متسناع انتخب رئيسا لحزب العمل في ختام انتخابات تمهيدية اجريت اليوم الثلاثاء.
وبحسب الاستطلاع الذي اجراه معهد مينا تسيماخ، فان متسناع حصل على 57 بالمئة من الاصوات مقابل 35 بالمئة لبنيامين بن اليعازر و8 بالمئة للنائب حاييم رامون.&وقالت مينا ميتسناخ صاحبة المعهد انها توقعت مشاركة ما بين 60 الى 70 الف عضو في الحزب من اصل 110 الاف عضو.
ويبلغ متسناع السابعة والخمسين من العمر وهو رئيس جناح الحمائم في الحزب. وقد رجحت فوزه استطلاعات الراي قبل الانتخابات التي انتهت عند الساعة 21 بالتوقيت المحلي (19 ت غ). ومن المتوقع ان تنتهي عملية فرز الاصوات في وقت متاخر من هذه الليلة.
واشارت استطلاعات الراي الى ان متسناع غير المعروف كثيرا على المستوى الوطني، يحظى بفرص ضئيلة جدا للفوز في الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 28 كانون الثاني/يناير المقبل.
من جهة اخرى، فان حزب الليكود برئاسة رئيس الوزراء ارييل شارون قد يضاعف تمثيله في الكنيست (حاليا 19 نائبا) بينما سيتراجع عدد مقاعد حزب العمل (حاليا 25 مقعدا).
واعرب رئيس بلدية حيفا خلال حملته الانتخابية عن تاييده لتفكيك المستوطنات الاسرائيلية في قطاع غزة والمستوطنات المعزولة في الضفة الغربية. كما ابدى استعداده لاعادة تحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والبحث عن صيغة تسوية حول القدس الشرقية.
وردا على سؤال للتلفزيون الاسرائيلي العام، دعا وزير الخارجية السابق شيمون بيريز مساء اليوم الثلاثاء متسناع الى "بذل جهد توحيدي لان الحزب فريق ويجب رص الصفوف للتمكن من التقدم".
ويمر حزب العمل الاسرائيلي بازمة هوية منذ الفشل الذريع الذي مني به في شباط/فبراير 2001 مع ايهود باراك زعيمه السابق في مواجهة ارييل شارون.

نبذة شخصية :عمرام متسناع
من حمائم اليسار برز بسرعة في حزب العمل

يعتبر الجنرال عمرام متسناع (57 عاما) رئيس بلدية حيفا (شمال) وزعيم "حمائم" حزب العمل، الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الحزبية التي تجري اليوم، وقد شهدت شعبيته تصاعدا سريعا داخل الحزب الذي يعاني من ازمة هوية كبيرة.
واعلن متسناع في آب/اغسطس مبررا ترشيحه لزعامة الحزب "ان البلاد تسير الى الهاوية ولا نبصر اي نور في نهاية النفق". وكان النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وصل آنذاك الى طريق مسدود تماما، وقد اسفر عن اكثر من 2500 قتيل منذ انطلاقة الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000.
كما ان العماليين بانضمامهم الى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة زعيم الليكود (يمين) ارييل شارون، تخلوا عن تقديم بديل للسياسة الامنية التي تطبقها حكومة شارون في الاراضي الفلسطينية، في حين ان حزب العمل هو من صانعي اتفاقات اوسلو الموقعة عام 1993 والتي نصت على اقامة حكم ذاتي فلسطيني.
وقال متسناع في نهاية اب/اغسطس ان "القوة وحدها لا تقودنا الى اي مكان"، موصيا باستئناف المفاوضات في اسرع وقت ممكن مع الفلسطينيين، ومعلنا اعتناقه الخط السياسي الذي انتهجه رئيس الوزراء السابق اسحق رابين الذي تم اغتياله عام 1995.
وخلال مواجهة تلفزيونية مع منافسيه وزير الدفاع السابق رئيس الحزب الحالي بنيامين بن اليعازر (من الصقور) والنائب حاييم رامون (معتدل) في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، قال متسناع "اعد الاسرائيليين باننا سنجري عملية فصل بيننا وبين الفلسطينيين عبر التفاوض اذا كان ذلك ممكنا".
واضاف "في موازاة ذلك، سنسرع عملية اقامة السياج الامني" على طول حدود الضفة الغربية، واعدا بتركيز جهوده في حال انتخابه رئيسا للوزراء على المشكلات الاجتماعية. ولد متسناع في كيبوتز دافيرات (شمال) عام 1945، وهو متزوج واب لثلاثة اولاد. درس الجغرافيا والعلوم السياسية في جامعة حيفا وفي جامعة هارفرد الاميركية وامضى ثلاثين عاما في صفوف الجيش.
انتسب الى الجيش عام 1963 وامضى معظم سنوات خدمته في المدرعات، حيث ترقى تدريجيا من قائد دبابة الى قائد فرقة. وشغل مناصب عدة في هيئة الاركان، حيث كان المسؤول الثاني في الاستخبارات، ثم قائد قسم العمليات، ثم قسم التخطيط بعده، قبل ان يتولى قيادة المنطقة الوسطى العسكرية التي تشمل الضفة الغربية.
وتميز للمرة الاولى خلال اجتياح لبنان عام 1982، حيث تولى قيادة القوات التي واجهت الجيش السوري. وغداة المجازر التي ارتكبت في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت، هدد علنا بالانسحاب من الجيش ان لم يقدم وزير الدفاع انذاك ارييل شارون استقالته، متهما اياه بانه من المتحمسين للحرب الى درجة التهور.
غادر الجيش عام 1993 وانتخب رئيسا لبلدية حيفا. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1998، اعيد انتخابه لولاية ثانية في هذا المنصب بغالبية ساحقة. وفي وقت يعاني حزب العمل من ازمة هوية خطيرة بعد هزيمته في انتخابات شباط/فبراير 2001 امام الليكود، يظهر متسناع المعروف بنزاهته "في موقع المنقذ"، بحسب ما اوضح البروفسور ايتان جيلبوع من جامعة بار ايلان قرب تل ابيب.
لكن مهما كانت نتائج الانتخابات الحزبية، فمن المتوقع ان يحقق حزب الليكود اليميني انتصارا ساحقا على حزب العمل الذي يعاني من ازمة هوية قوية بعد الفشل الذي مني به زعيمه السابق ايهود باراك العام 2000 امام رئيس الوزراء الحالي زعيم اليمين ارييل شارون.
وتوقع استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة ان يتضاعف عدد نواب الليكود، اكبر احزاب اليمين الوطني الاسرائيلي، في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي المقبل مع فوزه ب34 او 35 مقعدا، في حين يتراجع عدد نواب حزب العمل من 25 حاليا الى 19، ما سيشكل اضعف تمثيل له في البرلمان في تاريخه.
غير ان الكاتب الاسرائيلي ابراهام ب. يهوشوع (حمائم) الذي ايد متسناع علنا في مقالة نشرتها صحيفة معاريف اليوم ، اعرب عن قناعته بان العماليين بقيادة متسناع يحظون بفرصة في الفوز على الليكود، اذ ان غالبية الاسرائيليين تؤيد بحسب الكاتب خطة الفصل التي يدعو اليها متسناع.
وكتب يهوشوع الذي يعتبر من الشخصيات البارزة في معسكر السلام "هذا هو الواقع. فالارهاب لم ينته ولن ينتهي. والسبب ليس ان اسرائيل تفتقد الى الوسائل العسكرية او ان الفلسطينيين على قدر خاص من الحذاقة، فالدول الاكثر عدوانية وقسوة منا لم تتمكن من التغلب على ارهاب ينتجه شعب محتل ومجرد من حقوقه".
واضاف ان "الوقت لم يعد مناسبا لاحاديث الصالونات المتحذلقة، بل لمعركة سياسية حقيقة من اجل الفوز بالرأي العام الاسرائيلي الذي يدعم بغالبيته خطة الفصل من طرف واحد وازالة المستوطنات المعزولة".
ووقع يهوشوع امس الاثنين عريضة انضم اليها عشرات المثقفين الاسرائيليين بينهم الكاتب عاموس عوز، تدعو العماليين الى التصويت لمتسناع، المرشح الوحيد بنظرهم الذي يمكنه تقديم بديل عن الليكود.