واشنطن - مفيد الديك: استضاف وزير الخارجية الأميركي كولن باول حشدا من قيادات الأميركيين المسلمين من جميع أنحاء الولايات المتحدة في حفل إفطار رمضاني أقامه على شرفهم بالقاعة الدبلوماسية بوزارة الخارجية الأميركية ليل الإثنين الماضي.
وفي كلمة ألقاها في الحفل، شدد الوزير الأميركي على أن تعددية الولايات المتحدة وروحانيتها والتزامها بالكرامة الإنسانية والتسامح واحترام الحريات لجميع الأديان والإثنيات هي مصدر قوة أميركا.
كما شدد باول على أنه في مقابل ذلك، فإن أميركا "تعتبر التطرف والعنف ألد أعدائنا"، وحث جمهور مستمعيه على رفض رسالة "المتعصبين والمتطرفين" أيا كان مصدرها.
وحضر الحفل لفيف من قيادات الجالية لإسلامية والمنظمات العربية الأميركية، ومن بينهم زياد عسلي، رئيس اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي، وممثلون عن اثنتين من المنظمات الإسلامية الأميركية الناشطة في الولايات المتحدة - المجلس الإسلامي الأميركي ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) ومركز دراسة الإسلام والديمقراطية، وجمعيات إسلامية وعربية أخرى عديدة.
كما حضره عدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية، ومنهم مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز، ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون العالمية بولا دوبريانسكي، والسفير كريستوفر روس، المستشار الخاص لوكيلة وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة والشؤون العامة، شارلوت بيرز.
وكان حفل الإفطار، الذي حضره زهاء 100 شخص، قد استُهل بآذان المغرب الذي رفعه أحد الأئمة المسلمين من المدعوين، وتلته صلاة المغرب في إحدى قاعات الطابق الثامن بوزارة الخارجية، قبل أن ينضم وزير الخارجية إلى الحفل ويتناول طعام الإفطار مع المدعوين ويستمع إلى آرائهم ويتناقش معهم في الكثير من القضايا، كما قال بعد الحفل.
وفي كلمته، ذكّر باول جمهور حضوره بأصوله المهاجرة إلى أميركا، مشددا على التنوع الإثني والديني في الولايات المتحدة، كما وعلى الفرص المتاحة أمام الجميع فيها. وقال إن أميركا "هي بلد يستطيع فيه وزير خارجية مسيحي، ابن أبوين مهاجرين من جامايكا، استضافة حفل إفطار رمضاني لمسلمين أميركيين يعودون بأصولهم وأنسابهم إلى جنوب آسيا وشرق آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، وكل ركن من أركان المعمورة."
وقال باول، مشددا على فكرة التنوع في الولايات المتحدة: "في تنوعنا وروحانيتنا، في تسامحنا والتزامنا بالكرامة الإنسانية، تكمن قوتنا ويكمن أملنا في مستقبل أفضل." وشجب الوزير الأميركي التطرف والعنف، واصفا إياهما بأنهما "ألد أعدائنا." وزاد: "علينا ألا نصغي للأصوات المغوية للمتعصبين والمتطرفين الذين يلفون أنفسهم بروحانية زائفة في محاولة لتقسيمنا وإضعافنا".
وقال إن "هذه رسالتنا إلى العالم، وهي رسالة نعرف أن أصدقاءنا المسلمين يرددونها عبر العالم كله."
وفي حديثه عن البرامج التي تنفذها وزارة الخارجية من أجل زيادة التفاهم بين الشعوب الإسلامية والولايات المتحدة، قال باول إن إدارة الرئيس بوش تسعى إلى "تعميق تعاطيها مع العالم الإسلامي على جميع الصعد." وذكر أن تبادل الباحثين وتدفق التجارة والتعاملات الشخصية "جميع هذه الروابط تعزز التفاهم بين الولايات المتحدة والدول الإسلامية في جميع أنحاء العالم."
وكد باول "أننا في هذه الوزارة، وفي هذه الحكومة في ظل قيادة الرئيس بوش، ملتزمون بضمان أن برامجنا ستستمر للتواصل مع المسلمين في جميع مناحي الحياة - مع المربين والقادة السياسيين، مع الشخصيات الدينية والمسؤولين الحكوميين، مع الصحافيين ورجال الأعمال." وكشف أن الوزارة تعمل من اجل "توسيع هذه البرامج من أجل جلب بعض هؤلاء إلى الولايات المتحدة ليعيشوا معنا لبعض الوقت، لتشاطر حياتنا معنا .. دعهم يستكشفون كيف تتصدى المؤسسات والمنظمات الأميركية للتحديات التي نواجهها معا."
وشدد باول على أن الإدارة الأميركية تعمل في العديد من البقاع والأصقاع العربية والإسلامية "عاملين مع شركائنا المسلمين من أجل توسيع دائرة السلام، دائرة الرخاء، ودائرة الحرية."
* عن (نشرة وكالة الاتصال الخارجي الاميركية)