رام الله (الضفة الغربية)- هشام عبدالله: اعربت السلطة الفلسطينية عن تفاؤلها ازاء فرص احياء عملية السلام بعد انتخاب عمرام متسناع رئيسا لحزب العمل الاسرائيلي بينما اعتبرت حركتا الجهاد الاسلامي وحماس ان لا فرق بين العمل والليكود وحذرتا من "توزيع الوهم" على الشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم تعقيبا على انتخاب متسناع "نحن جاهزون للتعامل مع اي شخص يكون رئيسا الحزب (العمل) وايدينا ممدودة للسلام، سلام الشجعان الذي وقعته مع شريكي الراحل اسحق رابين" رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي اغتاله متطرف يهودي في تشرين الثاني/نوفمبر 1995.
واعرب الرئيس الفلسطيني عن امله في ان "يسير متسناع على طريق" رابين، ضيفا "انا متأكد من انه سيفعل".&واعرب مسؤولون فلسطينيون عدة عن ارتياحهم ولاسيما احمد عبد الرحمن، امين عام مجلس وزراء السلطة الفلسطينية، الذي اكد ان القيادة الفلسطينية "مستعدة للتوصل الى اتفاق" مع متسناع.
واكد عبد الرحمن في تصريحات نشرتها الصحف الفلسطينية اليوم ان "ان ضرب عملية السلام يعود الى وجود حكومة ليكودية في اسرائيل برئاسة ارييل شارون".&وقال المحلل السياسي هاني المصري في حديث ان "فوز متسناع هو اول بارقة امل" تشير الى امكانية احياء "معسكرالسلام في اسرائيل" منذ الهزيمة التي مني بها بصعود الليكود قبل عامين تقريبا.
واضاف انه بالرغم من ان "هناك فرصا ضئيلة حتى الان في ان يتمكن متسناع من الوصول الى الحكم في الانتخابات المقبلة في 28 كانون الثاني/يناير، لكنه لن يقبل خيار الوحدة الوطنية" مع اليمين.&واضاف "يشكل فوز متسناع عودة لمعارضة مع برنامج سياسي بديل وهذا وحده كفيل بان يقصر من عمر حكومة (يمينية) قد تسفر عنها نتائج الانتخابات العامة في اسرائيل".
ولكن حركتى الجهاد الاسلامي والمقاومة الاسلامية (حماس) انتقدتا تفاؤل المسؤولين الفلسطينيين واكدتا ان "لا فرق" بينه وبين شارون وانه لا ينبغى "المراهنة على صندوق الاقتراع الاسرائيلي".
وقال محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي "اننا نستهجن تصريحات المسؤولين الفلسطينيين التي ترحب وتتفاءل بمتسناع وكانه اصبح رئيسا للوزراء في اسرائيل وكأنه رجل سلام".
واعتبر الهندي ان الخارطة السياسية في اسرائيل "تتجه نحو اليمين والتطرف ولا فرق بين متسناع وشارون"، مضيفا ان حركته "لا تشارك في توزيع الوهم على شعبنا الفلسطيني".&واشار الى انه "في عصر حزب العمل زرعت معظم المستوطنات كما ان متسناع لم يقدم اي مشروع سياسي بل هو صاحب سياسة تكسير العظام في الانتفاضة الاولى عام 1987". يذكر ان متسناع كان يتولى ابان الانتفاضة الاولى قيادة المنطقة الوسطى العسكرية التي تشمل الضفة الغربية.
واضاف ان القضايا الرئيسية والجوهرية بشان القضية الفلسطينية كالقدس واللاجئين والدولة تحظى "باجماع صهيوني سواء لدى الليكود او حزب العمل"، داعيا الى المراهنة على "وحدة الصف الفلسطيني وحماية الانتفاضة والمقاومة والحفاظ عليها وليس على صندوق الانتخابات الاسرائيلي".
ومن جانبه، اكد عبد العزيز الرنتيسي المسؤول في حركة حماس ان "لا فروق جوهرية بين العمل والليكود او بين اقطاب العمل نفسه وهذا ما كان واضحا في حكومة الوحدة السابقة". وتابع "كلا الحزبين ارتكب مجازر بشعة".
واضاف الرنتيسي انه "سواء متسناع او باراك او بيريز او شارون، كلهم مغتصبون لوطننا"، واصفا تصريحات متسناع حول الانسحاب من قطاع غزة بانها "تعبر عن مصلحة اسرائيلية وتبين لهم ان ارادة شعبنا في مواصلة المقاومة لا تكسر".
غير ان متسناع لم يحدد موقفه حول موضوعي اللاجئين والقدس، وهما القضيتان اللتان تعثرت عندهما المحادثات بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق العمالي ايهود باراك في كامب ديفيد في صيف العام 2000.
وانتخب متسناع (57 عاما) وهو من تيار الحمائم في حزب العمل، رئيسا للحزب بحصوله على 53.9 % من الاصوات في مقابل 38.17 % لمنافسه الرئيسي وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر، و7.24 % لحاييم رامون وزير الداخلية والصحة السابق.
وخاطب متسناع انصاره في مقر الحزب في تل ابيب اليوم قائلا "فلنمض معا الى الامام، فلنمض معا ضد الليكود ليس لتغيير الحكومة فقط انما لاقامة حقيقة جديدة ومجتمع آخر في دولة اسرائيل".&واضاف "حزب العمل يعرف كيف يوفر الامن والسلام، وكيف يعيش بسلام مع جيراننا ومع اعدائنا".